التنقيب عن الآثار.. ما بين القتل والثراء الفاحش والوقوع تحت طائلة القانون
تعد الحضارة المصرية من أقدم الحضارات في التاريخ لما يزيد عن 7000 عام قبل الميلاد، وتشتهر مصر بالعديد من الآثار الفرعونية التي تتميز برونق خاص، وكما أن قيمتها الكبيرة وأسعارها الخيالية، جعلت الكثير استغل الأمر لتحقيق مكاسب وأطماع شخصية، وتحقيق الثراء السريع من خلال التنقيب عن الآثار، واعتبارها هبة ربانية له، وأوضحت دار الإفتاء المصرية بحرمة العبث بالآثار أو التنقيب عنها لغير المختصين أو بيعها والاتجار بها، وترصد "الفجر" أبرز القضايا التي حدثت نتيجة التنقيب عن الآثار:
عم يقتل بنت أخيه المعاقة ذهنيا من أجل تقدميها إلي الجن بإشراف دجال
تلقي مأمور مركز شرطة أخميم، بمحافظة سوهاج في شهر سبتمبر من العام الجاري بلاغا من سيدة يفيد باختفاء طفلتها البالغة من العمر 10 سنوات، وأفادت بأنها معاقة ذهنيا وحركيا كما لم تتهم أحدا بأنه وراء اختفاء الطفلة، وبعد البحث والتحري نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، من كشف غموض اختفاء الطفلة، حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة، عم الطفله الذي قام باختطافها، من أجل ذبحها لفتح مقبرة لاستخراج ما بها من آثار بدائرة المركز.
وخوفا من افتضاح أمره وبعد إبلاغ والدة الطفلة للأجهزة الأمنية باختفائها وقبل ارتكاب واقعة الذبح، قام بالتخلص منها بمساعدة زوجته عن طريق خنقها باستخدام إيشارب ودفنها داخل حوش المنزل، وبعد التحريات والتحقيقات تم العثور علي جثة الطفلة وتم القبض علي القاتل وزوجته، وعمل محضر بالواقعة، وتحويلهم للنيابة.
تجارة الآثار وتحقيق المطامع الشخصية
وفي قضية التنقيب عن الآثار الشهيرة التي تورط فيها حسن راتب المالك السابق لقناة المحور، والنائب علاء حسانين وضمت هذة القضية 19 متهمًا آخرين، وقررت النيابة العامة، حبسهم احتياطيًّا، وأثبت التحريات عن قيام التشكيل بالاتجار بقطع أثرية منهوبة، حيث تم العثور علي 227 قطعة أثرية فرعونية، كما تحفظت النيابة العامة على 4 مواقع للحفر.
وتبين أن النائب السابق علاء حسانين استخدم في عمليات التنقيب أحدث الوسائل من بينها جهاز الكشف الآثار تبلغ قيمته 3 ملايين جنيه بالإضافة لموتور لرفع المياه الموجودة في أماكن ومواقع المقابر الفرعونية، كما كشفت التحقيقات أن النائب السابق يستخدم مخزنًا في القاهرة لإخفاء القطع الأثرية لتهريبها وبيعها في الخارج، وكان قد قرر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، في يوليو الماضي من العام الجاري، بالتحفظ على أموال علاء حسانين الشهير بنائب العفاريت ورجل الأعمال حسن راتب.
قطعة أثرية فرعونية واحدة وصل سعرها إلى 27 مليون دولار في مزاد ببريطانيا
كما تعد القطع الأثرية غنية جدا وقيمتها مرتفعة خارج مصر، حيث قد تم بيع تمثال "سخم كاي" كبير مفتشي الكتبة في البلاط الملكي، الذي يرجع عمره إلي 3500 عام، في يوليو 2014، ببريطانيا، وتم بيعه بمبلغ 27 مليون دولار، وكان قد خرج التمثال من مصر عام 1849 واشتراه سبينسر كومبتون، وهو سياسي بريطاني، وكان قد تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا من 16 فبراير 1742 ثم أهداه ابنه لمتحف نورثمبتون.
التنقيب عن الآثار والوقوع تحت طائلة القانون
كما وردت معلومات للأجهزة الأمنية بالجيزة في شهر أكتوبر الجاري، تفيد بتورط عدد من الأشخاص في التنقيب عن الآثار داخل منزل بمنطقة أبو النمرس بالجيزة، وبعد انتقال رجال المباحث إلى محل الواقعة، تم ضبط 3 أشخاص، أثناء محاولتهم القيام بالتنقيب عن الآثار، وتم التحفظ على أدوات الحفر، وعثر على حفرة عميقة وسط المنزل وآثار الحفر، وحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة المختصة التحقيق.
واعترف هولاء المتهمين أنهم اتفقوا على التنقيب، بعد أن أوهمهم أحد الأشخاص بوجود كنز أثرى أسفل العقار، فاشتركوا في شراء أدوات الحفر، وتمكنوا إحداث حفرة عميقة إلا أنهم لم يعثروا على أي آثار، حيث تم ضبطهم خلال التنقيب.
عقوبة التنقيب عن الآثار في القانون المصري
واشتمل القانون رقم 117 لسنة 1983 والمُعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018، على عقوبات رادعة لمواجهة عمليات التنقيب عن الآثار، عاقب القانون، بالسجن المؤبد وغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تزيد علي 10 ملايين جنيه كل من قام بتهريب أثر إلى خارج جمهورية مصر العربية مع علمه بذلك.
ويعاقب القانون، بالسجن المزبد وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تزيد علي 5 ملايين جنيه، كل من سرق وذلك يقصد التهريب، والسجن المشدد لكل من قام بالحفر خلسة أو بإخفاء الآثار أو جزء منه بقصد التهريب، ويحكم في جميع الأحوال بمصادرة الأثر والأجهزة والأدوات والآلات والسيارات المستخدمة في الجريمة لصالح المجلس الأعلى للآثار.