بعد قرارات "البرهان".. ما السيناريوهات المحتملة في السودان؟
شهدت السودان تسارع الأحداث بشكل كبير منذ وقت متأخر من مساء الأحد وحتى اليوم، وأعلن عبد الفتاح البرهان عن حل مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وإقالة حكام الولايات، لافتًا إلى أن مديري العموم في الوزارات والولايات سيتولون تسيير الأعمال.
وأكد البرهان أن "حكومة مستقلة ستحكم السودان حتى موعد الانتخابات"، موضحًا أن "الانتخابات ستجري في يوليو 2023".
زيادة التوترات وتشكيل حكومة
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السودان يمر بحالة من عدم الإستقرار الكبير، جراء القبض على عدد كبير من الوزراء في حكومة عبدالله حمدوك و مسؤوليين في مجلس السيادة.
و أضاف الدكتور طارق فهمي في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن توقعات زيادة التوترات بين المكون العسكري والمكون المدني دخلت حيز المواجهة خلال الساعات الماضية، جراء وجود تظاهرات عديدة في الشوارع السودانية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن تجمع المهنيين دعا المواطنين النزول إلي الشارع وهذا يعني أن الهدف هو تشكيل حكومة جديدة وذلك سوف يفعله الفريق أول عبد الفتاح البرهان ولكن من المتوقع زيادة التوترات في السودان خلال الفترة المقبلة.
سيناريوهات جديدة
صرح الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية، أن إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، حل المجلس السيادي والحكومة واعلان حالة الطوارئ في البلاد، وإقالة حكام الولايات، كان لا بد منه بل وجاء متأخراً بعد أن تحولت الحكومة المتوازنة لصراع بين أطراف الإنتقال ، مُهدداً أمن وسلم السودان في أوقات عصيبة تمر بها والمنطقة من أطراف متعددة خفية وتنظيمات إرهابية متعددة تُحاول الإيقاع والنيل من شعبها كما حدث بثورة مصر، ولعل مُضي القوات المسلحة في إكمال التحول الديمقراطي، حتى تسليم قيادة الدولة لحكومة مدنية منتخبة، لهو دليل على وطنية ذلك الجهاز الحامي.
وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن إعلان تعليق عمل لجنة لمكافحة الفساد، وتولي مديري العموم في الوزارات والولايات تسيير الأعمال، في صورة حكومة مستقلة ستحكم السودان حتى موعد الانتخابات، يوليو 2023، يكون القرار جيد، أملين أن يخلق بيئة مناسبة للأحزاب السياسية وصولا إلى الانتخابات في التزام رسمي باتفاق السلام المبرم مع الفصائل المتمردة في جوبا.
واختتم الخبير في الشؤون السياسية، إذاً نحن أمام تشكيل برلمان ثوري شبابي، بعيداً عن (اللا حزب واللا كيان واللا تنظيمات)، فقط السودان وأُمته، فالخلافات بين الساسة والطموح والتحريض أجبرهم على التحرك الذي كان لا بد منه من قبل، لاسيما بعدما طالت سلسلة اعتقالات لوزراء ومسؤولين حكوميين، وأعضاء مدنيين بمجلس السيادة الانتقالي، وعلى الشعب السوداني أن يختار السلام والمدنية أو الحرب والهلاك.