أثري يكشف سر الشهور القديمة في بدء العام 6263 مصرية
اتخذ قدماء المصريين السنة النجمية لقياس الزمن، واحتفلوا بعيد رأس السنة 11 سبتمبر من كل عام، والشهور القبطية أسماء لآلة مصرية قديمة، والحدث يعتبر من الأحداث الهامة في عمر البشرية، وبدء قبل قيام الأسرة الأولى، أي فى القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد حيث كانت معظم دول العالم تعيش فى ظلام الجهل.
وقال علي أبو دشيش الباحث الأثري، في تصريحات إلى الفجر، إن المصريين استخدموا تقويمًا فلكيًا منذ أقدم العصور وتوصلوا إلى اختراع السنة وهذا يدل على أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة، واستنبطوا ذلك من طول السنة النجمية واحتفلوا بعيد رأس السنة أول توت، كبداية للسنة المصرية القديمة المحتسبة وفقًا لظهور نجم الشعرى اليمانية مرة واحدة فى السنة وهو كذلك مؤشر لقدوم الفيضان.
وتابع قد كان اختراع هذا النظام أو التقويم استجابة لنظام الفيضان وظروف الزراعة فمصر من الوهلة الأولى حضارة زراعية بسبب الفيضان الذي أدى إلى خصوبة أرضها وأطلق المصري القديم على هذه الأرض اسم كيمت أي الأرض الكاملة التى بها كل شئ كالشمس والقمر والأرض والحياة والعالم الأخر، وإن دل ذلك فيدل على مدى وعي المصري ونضوج فكره المستنير في ذلك العهد القديم وعلى قيامة بمشاهدة منتظمة، ولابد أنه سجلها بنوع من الكتابة ولو في مراحها الأولى.
ولاحظ القدماء، أن الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام وأن نجمة الشعرى اليمانية تظهر في الأفق مع شروق الشمس في نفس اليوم الذي يصل فيه الفيضان إلى مدينة منف عاصمة مصر، حيث رصد ذلك الفلكيون المصريون أو "المتطلعون إلى السماء"، وأطلقوا على الفيضان دموع إيزيس ببكائها على زوجها أزوريس كما هو معروف في الديانة والأساطير المصرية القديمة.
وعلى أساس هذا رتبوا العمليات والزراعية وتمكنوا من اختراع السنة المكونة من 365 يوم وتقسيم السنة إلى اثنى عشر شهرًا، والشهر 30 يومًا مقسم إلى 3 أسابيع، وكل أسبوع 10 أيام واليوم مقسم لساعات.
واتخذ القدماء السنة النجمية وحدة أساسية فى قياس الزمن وصناعة التقويم وقياسهم هذه الفترة الزمنية ومقدارها 365 وربع يوم بكل دقة، وبذلك يكون المصريون أصحاب أول وأقدم تقويم عرفة العالم أجمع تم اكتشافه على جدران المعابد فى مصر القديمة وهو 1 توت 6256 فرعونى وكانت السنة المصرية فى أول شهر توت الموافق 11 سبتمبر من كل سنة عادية، ويوافق 12 سبتمبر من كل سنة كبيسة، وحتى الآن نجد أن الشهور القبطية مازلت تحمل أسماء لآلهة مصرية قديمة وهم:
توت
وبالهيروغليفية تحوت وسماه المتأخرون إله العلم وكانوا يحتفلون به فى جميع أنحاء القطر لمدة أسبوع ولا يزال الأقباط يحتفلون بة الآن ويسمونه عيد النيروز.
بابه
وبالهيروغليفية بي ثب وت وهو إلة الزراعة حيث كانت الأرض تغطى بالمحاصيل الزراعية.
هاتور
اسم الزهرة إلة الجمال لأن فى هذا الشهر تتزين وجه الأرض بالمزروعات وينسب أيضا الى حاتحور، وهاتور في القبطية إله الحب والعطاء لأنها تعطى الأرض جمالها .
كيهك
بالهيروغليفية (كاهاكا) وهو إلة الخير أو الثور المقدس.
طوبه
(طوبيا) اى الأعلى او الاسمى وكان يطق على ألة المطر ومن اسمه اشتق اسم طيبة.
أمشير
إشارة إلى عيد يرتبط بالإله "مخير" وهو الإله المسئول عن العواصف والزوابع "جعابيب" وتعني عواصف أمشير وتطلق لأن بهذا الشهر العواصف والتغيرات المستمرة.
برمهات
بالهيروغليفية تعنى (بامونت) أى الحرارة وتنضج فية المحاصيل الزراعية نظرا لحراة الجو.
برمودة
بالهيروغليفية تعنى (باراهاموت) وهو اله الموتى او الفناء لان فية تنتهى المزروعات بعد جنى الثمار ويدل أيضا على عيد الحصاد (رنودة).
بشنس
بالهيروغليفية تعنى (با خنسو) اى آلة الظلام لاعتقادهم انة يساعد على ازالة الظلام ولهذا يكون فى شهرة النهار أطول من الليل .
بؤونة
بالهيروغليفية (با أونى) أله المعادن لان فيه تستوى المعادن والأحجار ولذلك يسمية العامة بؤونة الحجر.
أبيب
بالهيروغليفية هوبا أي فرح السماء لأنهم كانوا يفرحون فيه لزعمهم أن هوديس إلة الشمس انتقم فيه لأبيه أوزرريس أي النيل من عدوة أيفون أي التحاريق.
مسرى
بالهيروغليفية مسو رع أي ولادة رع أوسا رع ابن الشمس
أما عن الخمسة أيام الباقية من السنة، أوضح "أبو دشيش" أنها سميت "كوجى أتافوت" النسئ أو الشهر الصغير، وبذا يكون المصريين هم أصحاب أول تقويم فلكي منذ أقدم العصور وتوصلوا إلى اختراع السنة وهذا يدل على أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة.