في ذكراها.. كيف ردت أميركا على هجمات 11 سبتمبر؟
خطط تنظيم القاعدة في عام 2001 بقيادة أسامة بلادن، بضرب عدة مواقع جغرافية على قدر كبير من الأهمية بالولايات المتحدة الامريكية، وأطلقوا فيما بينهم على هذه العملية غزوة مانهاتن، وهي أبراج التجارة العالمية، ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في عملية ستظل محفورة في أذهان التاريخ، وليس الأمريكان فقط من حيث التخطيط والتنفيذ.
حيث ظلت المخابرات الأمريكية عاجزة علي وجود دليل واحد قاطع علي قيام تنظيم القاعدة بهذه العملية الانتحارية، الي أن خرج مخططي تفجيرات 11 سبتمبر في عام 2002 يشرحون كيف خططوا ونفذوا العملية، وكبدت هذه العملية الولايات المتحدة خسائر عدة اقتصاديا ودوليا.
وبعد أحداث هذه العملية التي مات فيها 3000 شخص، عمدت الولايات المتحدة للانتقام والأخذ بالثار.
غزو الولايات المتحدة لأفغانستان
بعد أحداث تفجيرات 11 سبتمبر، أصدر الكونجرس تشريعًا بعنوان «التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين» في 14 سبتمبر 2001، ووقع عليه الرئيس بوش يوم 18 سبتمبر 2001، ثم بعدها طالب الرئيس الأمريكي جورج بوش بتسليم طالبان أسامة بن لادن والقضاء علي تنظيم القاعدة في افغانستان، كما كان بن لادن مطلوبًا من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ 1998، كما رفضت طالبان تسليمه ما لم تُمنح ما اعتبرته دليلًا مقنعًا على قيامه بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر.
رفضت الولايات المتحدة طلب المنح معتبرةً إياه تكتيك مماطلة لا معنى له، وقامت بغزو الولايات المتحدة لأفغانستان بعد 11 سبتمبر، وكانت أهداف الغزو هي تفكيك القاعدة، وحرمانها من قاعدة آمنة للعمليات في أفغانستان، ودعمت المملكة المتحدة الدعم العسكري للولايات المتحدة منذ بداية الاستعدادات للغزو.
وفي 17 ديسمبر 2001 أقامت الولايات المتحدة قواعد عسكرية بالقرب من المدن الرئيسية في جميع أنحاء البلاد. ولم يتم القبض على معظم أعضاء القاعدة وطالبان الذين فروا المناطق الريفية والجبلية النائية خلال معركة تورا بورا.
عملية أناكوندا
تم اكتشاف سلسلة من الكهوف في زاور جنوب تورا بورا مباشرة في يناير عام 2002، وقامت غارات جوية بضرب تلك المواقع، ثم دخلتها فرق قوات العمليات الخاصة التابعة للولايات المتحدة وامضوا 9 ايام من بحث وتطهير ما يقدر بـ 70 كهفًا و60 مبنى في المنطقة، فتمكنوا من الحصول على معلومات الاستخباراتية وذخائر ضخمة، لكنهم لم يصادفوا أي مقاتل من القاعدة.
مقتل أسامة بن لادن
وصلت معلومات إلى المخابرات الأمريكية تفيد بأن بن لادن يقطن في أحد البيوت السكنية في ابوت اباد، وتعاملت المخابرات الأمريكية وجمعت المعلومات التي أكدت احتمالية وجود بن لادن في ذلك المنزل بنسبة 80٪، وأشرفت على هذه العملية وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة.
قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر الاثنين الموافق 2 مايو 2011 في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد، في عملية اقتحام أطلقت، المخابرات الأميركية عليها اسم "جيرانيمو" وجيرانيمو هو أحد أشهر قادة قبائل الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليون.
وكان يسكن في هذا المنزل المكون من 3 طوابق بن لادن وأسرته، ودار رحى اشتباك بين بن لادن ورجاله وبين القوات الأمريكية المصحوبة بعناصر من الاستخبارات الباكستانية ونجم الاشتباك عن مصرعه بطلقة في رأسه، وتمكن بعض قوات تنظيم القاعدة المكلفين بحماية بن لادن من إسقاط إحدى المروحيات الأربع التي هاجمت المنزل.
بعد اقتحام المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق، تم تمشيطه طابقًا طابقًا. قتل ثلاثة أشخاص في الطابق الأول، بينهم امرأة، ثم انتقلت القوة الخاصة إلى الطوابق العليا، حيث عثر على بن لادن.
حال تنظيم القاعدة بعد ثأر الولايات المتحدة
بعد الهجمات والغارات التي قامت بها قوات الولايات المتحدة على تنظيم القاعدة، فاليوم يختلف كثيرا عما كان عليه تحت قيادة بن لادن، فقد بات متشرذما، كما فقد العديد من عدد القوات والقوة والعتاد، وانشق عن التنظيم الكثير اتباعه وكونوا جماعات جهادية أخرى، وباغتيال قائده فقد الكثير من قوته ومكانته، كونه تنظيم الرجل الواحد أو حسب التعبير الإنجليزي one man show.