القطن المصري ينافس "البيما" الأمريكي على صدارة السوق العالمي

الاقتصاد

القطن المصري
القطن المصري

قال المهندس محمد خضر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن، إن القطن المصري بدء في موسم حصاد 2021 ولأول مرة منذ سنوات، أن يستعيد تنافسيتها في الأسواق العالمية خاصة أمام القطن الأمريكي البيما، بعدما وضعه الرئيس عبد الفتاح السيسي قضيته ضمن أولويات الدولة المصرية.

 

وتواصل الحكومة دعمها للقطن في موسم حصاد هذا العام بتعميم منظومة تداول القطن على جميع المحافظات بعدما لقت تجاربها الموسم الماضي الإشادة في أربع محافظات من قبل الفلاحين والتجار.

 

وتابع " خضر" خلال تصريحات لـ "الفجر"، إن المنظومة الجديدة لتداول القطن أتاحت العديد من الإيجابيات منها القضاء على الوسطاء أو الجلابين الذين كانوا يستحوذون على مكاسب عملية تجارة القطن لأنفسهم بشرائه من الفلاح بأرخص الاسعار وتخزينه ثم بيعه للتجار بأسعار مرتفعة، وحققت العدل في الميزان بسبب الرقابة الصارمة المفروضة من جمعية القبانية، وأصبح تحديد سعر القطن يتم بطريقة عادلة لربطه بالسعر العالمي ومدى نظافة المحصول ما  شجع  الفلاحين على الاهتمام بزراعة أجود أنواع القطن للحصول على أفضل الأسعار في المزايدة".

 

وأعلنت وزارة قطاع الأعمال بداية هذا الشهر فتح 21 مركز في صعيد مصر لبدء استلام  الأقطان من فلاحين وجه قبلي، ومنحت الفلاحيين أكياس من الجوت ودوبارة قطنية؛ لتعبئة القطن للحفاظ على نظافته، بعد سنوات من تسبب اتباع طرق تخزين غير سليمة من ارتفاع نسب التلوث، وتراجع أسعاره  بالأسواق العالمية.

 

إقبال كبير وفرحه عارمة :

أضاف " خضر"،  أن هناك اقبال كبيرمن الفلاحين والتجار للمشاركة في منظومة تداول القطن الجديدة مع افتتاح مراكز التجميع أبوابها فى الوجه القبلي ، رغم أن كميات القطن في الصعيد ليست كبيرة ، لكن عدد الشركات التي سجلت  في المزايدات وصل حتى الان أكثر من 50 شركة.

 

وأوضح " خضر"، أن هناك  إقبال كبير على شراء القطن المصري هذا العام،  مما أدي إلى ارتفاع السعر من 2603 جنيه للقنطار في اول ايام المزايدات إلى 3865 جنيه قنطار في ثالث يوم،  وهي مستويات سعرية لم يصل إليها القطن  خاصة في الوجه القبلي من قبل.

 

 

وبلغت أسعار القطن خلال الموسم الماضى للوجه القلبي 1800 جنيه لقنطار، بينما وصلت إلى مستويات 2300 جنيه لقنطار الوجه البحري الذي سيبدء المزايدة عليه اول أكتوبر.

 

وتابع: "المزايدات تتم بشفافية كاملة ولا يوجد إتفاقيات أو تربيطات بين التجار كما كان يحدث في السابق وهو ما يصب في مصلحة الفلاحين حيث الكل يزايد حتى آخر لحظة؛ لدرجة أننى حضرت احد المزادات، وتم ترسيتها على تاجر بفارق خمسة جنيه فقط عن سعر التاجر الآخر، والفرحة تراها عارمة في وجهه الفلاحين عن اي موسم سابق".



إنتاج 1.6 مليون قنطار:

 

ارتفعت إجمالي المساحات المزروعة بالقطن هذا الموسم لتصل إلي مستويات 237 ألف فدان، مقارنة 182 الف فدان العام الماضي.

 

وتوقع "خضر" أن تبلغ إجمالى كميات القطن التى يتم إنتاجها هذا العام 1.6 مليون قنطار، مقابل 960 الف قنطار العام الماضي و1.4 مليون قنطار في 2019.

 

وشددت وزارة الزراعة الرقابة على المساحات المزروعة بالقطن هذ العام، وحددت الأصناف التى يتم زراعتها في كل محافظة، وحظرت  زراعة القطن الأبلند أوأي أنواع قطن قصيرة التيلة.

 

وكانت تواجه الفلاحين في سنوات السابقة صعوبات للحصول على بذرة القطن لزراعته، مع وجود سوق سوداء لبيعها وشرائها، وزيادة عمليات غشها وخلطها ببذور قطن آخري ما ادي إلى ضعف  مستوى جودة الأقطان المنتجة.

 

وقال" خضر": "  فرضت وزارة الزراعة رقابة صارمة على بذور الإكثار، فأصبحت تشرف على القطن بعد بيعه وحلجة في المحالج المعتمدة، على أن تحصل على البذرة ثم تقوم بإجراء اختبارات عليها للتأكد من سلامتها وبيعها للفلاح".

 

وأضاف " خضر"، لا توجد بذرة سوف توفرها وزارة الزراعة  إلا وستكون جيدة؛ لذلك أتوقع أن تصل المساحات المزروعة بالقطن في ضوء الايجابيات التي توفرها تلك المنظومة الجديدة وتماسك الأسعار عالميا إلى ما لا يقل عن 350 ألف فدان.

 

 منافسة القطن الأمريكي :

وخسر القطن المصري الذي اشتهر بطويل التيل ونعومته الفائقة بعد تدهور الاهتمام بزراعته مكانته العالمية أمام القطن الأمريكي "البيما"، الذي ازدهر في نهاية القرن العشرين مع تشجيع الحكومة الأمريكية المزارعين على التوسع فى زراعته، والإنفاق على التجارب البحثية لتحسين جودته حتى فرض نفسه على الأسواق العالمية بديلا للقطن المصري.

 

وقال" خضر"، لأول مرة منذ سنوات أصبح سعر القطن المصري مقارب لسعر القطن الأمريكي البيما الذي يماثله في صفاته، حيث لا يتعدى الفارق الان  15 سنتا.

 

وتابع ، إنه بسب تحسن جودة القطن مؤخرا بدأنا نستعيد التنافسية في الأسواق العالمية، فقد وصلت نسبة شحن القطن المصري خلال الشهور الماضية؛ لأول مرة  منذ 30 عام إلى 98 %، وكل التجار الذين تعاقدوا على تصدير كميات نجحوا في تصديرها إلا 2% فقط ، وتقوم الدولة بمراجعة أسباب فشل إتمام صفقاتهم.

 

ويتم تصدير القطن المصري لأكثر من 22  دولة حول العالم في مقدمتهم الهند وباكستان، وبلغ معدلات تصدير القطن 1.800 ألف قنطار خلال الفترة من سبتمبر 2020 وحتى أغسطس 2021، وتم نفاذ جميع كميات الأقطان الموسم الماضي,

 

القطن المصري يستعيد عرشه:

 

قال " خضر"، أن هدف الدولة ليس يقتصر على تصدير القطن خام، بل التوسع في استهلاكه محليًا لإضافة قيمة مضافة له، وذلك تسعى لافتتاح أكبر مصنع للغزل والنسيج صيف 2022 الذي يستهلك  وحده مليون قنطار.

 

  

وفي أغسطس 2021 صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعديلات أحكام قانون القطن رقم 106 لسنة 1937.

 

 

وقال " خضر"، " تعديلات القانون منحت الهيئة صلاحيات بتشديد الرقابة على مصانع الغزل حتى يمنع شراء الأقطان المهربة و خلطها مع القطن المصري  ما يؤثر على جودته، هذا القانون ظل حبيس الأدراج لمدة 7 سنوات ولولا اهتمام القيادة السياسية بقية القطن لم يرى النور.

 

وتابع" خضر"، نعتبر أن هذا الموسم أول سنة في استعادة القطن المصري عرشه، لو استمرينا على نفس النهج خلال ثلاث سنوات سنعود في المركز الأول بالسوق العالمي.

 

ولدي وزارة الزراعة خطة للتوسع في زراعة القطن واستنباط اصناف جديدة لزراعتها، خاصة الأقطان الملونة، التى بدأ إننتاجها الأول مرة هذا العام.