هل يعود أبناء القذافي إلى صدارة المشهد السياسي الليبي؟
بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا عام 2011 وسيطرة الجماعات الإرهابية والمتطرفة على الأمور، تم القبض على بعض أبناء العقيد معمر القذافي وقتل البعض الآخر.
ولكن بعد استقرار الأوضاع في ليبيا، تم الإفراج عن سيف الدين القذافي في 2018، وبعد ذلك خلال الأيام الماضية تم الإعلان عن الإفراج عن الساعدي القذافي الذي توجه إلى تركيا بعد الإفراج مباشرة.
ومن هنا رأى الخبراء أنه من الممكن أن يترشح أحد أبناء القذافي إلى رئيس الجمهورية وهذا ما أكد عليه مساعد سيف الدين القذافي أنه سوف يخوض الانتخابات القادمة.
ولذلك تحاول"الفجر"، رصد حول عود أبناء القذافي إلى المشهد السياسي والأسباب التي من الممكن أن تأتي بهم إلى الحكم مرة ثانية.
المشهد السياسي الليبي مختلف
قال الكاتب السعودي خالد الزعتر، الخبير،في الشؤون السياسية، إن عودة أبناء القذافي مرة أخرى إلى المشهد السياسي، إذا كان في مصر وتونس فهو أمر صعب، لأن نموذج الثورة التي عاشتها تلك الدول في مرحلة الربيع العربي نجحت في توطيد الإستقرار وبالتالي جعلت التطلعات الشعبية لا تفكر في نموذج الحكم القديم.
واضاف الكاتب السعودي خالد الزعتر في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن حالة الدولة الليبية عندما يتم طرح سؤال مثال هذا لا شك أن يخضع للكثير من الجدل، لأن الثورة الليبية ضد العقيد معمر القذافي لم تنجح في تحقيق تطلعات الإستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وبالتالي فهي لاشك تجعل العقل الشعبي الليبي يخضع للتفكير في إستعادة نموذج الحكم السابق وبالتالي فإن أبناء القذافي إذا ماكانت لديهم طموحات حقيقية نحو السلطة الليبية فأعتقد أن حالة الإضطراب السياسي والأمني والاقتصادي الذي تعيشه ليبيا سيكون مدخل مهم لهم للعمل على توظيفه في تحقيق طموحاتهم السياسية.
وأشار الزعتر، أن الأمر الأخر هو أن الثورة ضد العقيد معمر القذافي تكشف عنها الكثير من الملفات التي تدعم نظرية المؤامرة الخارجية وبخاصة من قبل الدول الغربية وهو بالتالي يصنع حالة من التعاطف الشعبي تجاه أبناء معمر القذافي سيمكنهم من خلق قاعدة شعبية.
وأكد الخبير في الشؤون السياسية، أن هذا السؤال يحمل احتمالات ضعيفة لأن الساحة الليبية شهدت ولادة زعيم إستحوذ على العقل الشعبي الليبي، والرأي العام الليبي والإقليمي وهو المشير خليفه حفتر والذي إرتفع رصيده الشعبي والإقليمي بخاصة بعد أن نجح في تحجيم التنظيمات الإرهابية وموجهة المشاريع الإقليمية التوسعية والتي تحاول تثبيت وجودها في الجغرافيا الليبية مثال تركيا التي لا تخفي طموحاتها التوسعية تجاه ليبيا.
عودة أبناء القذافي أمر محتمل
واستكمل الدكتور هشام البلقي، مدير مركز سلمان زايد للدراسات الاستراتيجية، الخبير في الشؤون السياسية، أن عودة أبناء القذافي للمشهد السياسي الليبي أمر محتمل للغاية ولكنه يتوقف على مدى التغير الفكرى الذي طرأ على الأبناء خلال الفترة الماضية كما يخضع أيضا لمجموعة من الموازنات السياسية التى لا يمكن تجاهلها من حيث القوى المتحكمة في مستقبل الدولة الليبية بالاضافة الى القدرة لدى أبناء القذافي على اقناع الشعب الليبي بهم.
وأضاف الدكتور هشام البلقي في تصريحات خاصة ل "الفجر"، لا يمكن أن نتجاهل قوة أبناء القذافي خاصة بعد المعاناة الليبية نتيجة التخبط السياسي وغياب الدولة بعد سقوط معمر القذافي مما يجعل احتمالية وجود دور لهم قائمة ولا ننسى أن لديهم شعبية لدى قطاعات متعددة من الشعب الليبي.