بعد وفاة الأم وشقيقاتها على يد الأب.. هكذا حمت الدولة طفلتي بني سويف من التشرد

وتابع المحافظ مع وكيل وزارة  التضامن الاجتماعي الإجراءات المنفذة، والتي قد وجه باتخاذها لتوفير الرعاية والحماية الاجتماعية للطفلتين 6 سنوات و11سنوات، اللتين تعرضت أسرتهما مؤخرًا لحادث مأساوي، نتج عنه وفاة والدتهما وشقيقتين متأثرات بحروق نتيجة اشتعال النيران بمنزلهم الكائن في مدينة بني سويف، على إثر خلاف أسرى بين رب الأسرة وزوجته، ما أدى لوفاة الزوجة وبنتين، ونجتا هاتان الطفلتان بعد تمكنا من الهرب.

دفتر توفير

وأصدر المحافظ توجيهاته لوكيل وزارة التضامن الاجتماعي بفتح حساب "دفتر توفير" لكل طفلة كنوع من الحماية الاجتماعية والمادية لهما ولمساعدتهما في تحمل أعباء المعيشة، على أن يتمكنا من صرف الوديعة عند بلوغهما سن الـ21 عامًا، فضلًا عن توجيهاته للتضامن لتوفير نفقات الإعاشة من المأكل والملبس وغيرها، بالإضافة إلى تحمل مصروفات الدراسة مع دراسة الإعفاء النهائي لمصروفات الدراسة من خلال مديرية التربية والتعليم، والتشديد على الإسراع في سير إجراءات صرف معاش قانون الطفل،وتخصيص أخصائيين نفسيين واجتماعيين  لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لتأهيلهما لتجاوز المحنة التي تعرضتا لها.

وقد أعرب المحافظ عن بالغ أسفه وحزنه الشديد لهذه الواقعة الأليمة التي هزت المجتمع السويفي بأكمله، معبرًا عن خالص عزائه ومواساته في وفاة الأم وابنتيها، ومؤكدا على أن مكتبه مفتوحًا لكافة أبناء المحافظة  وأنه لم ولن يتوان في تقديم كافة أوجه الدعم الممكنة خاصة في تلك المواقف والحالات الإنسانية، وذلك في إطار توجيهات  القيادة السياسية بتقديم الدعم والاهتمام بالفئات الأولى بالرعاية.

تضامن بني سويف

من جانبها أوضحت إحسان عبد اللطيف وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، أنه وتنفيذًا لتوجيهات المحافظ "د.محمد هاني غنيم" سيتم توفير كافة أوجه الرعاية المطلوبة للطفلتين في كافة الجوانب الاجتماعية والمادية والنفسية، وتقديم كافة التيسيرات اللازمة لمساندتهما لتجاوز تلك المحنة، مع المتابعة المستمرة لحالتهما، والتنسيق والتواصل مع شقيقهم الأكبر والذي سيتم انتقال البنتين للعيش معه، مع التأكيد على الاطمئنان عليهما بصفة دائمة.

جريمة نكراء

وكانت محافظة بني سويف، عاشت، أسبوعًا حزينًا، بعد مصرع 3 من أسرة واحدة "الأم وأبنتيها" حرقًا، على أيدى "الأب" الذي أقدم على سكب مواد قابلة للاستعال "بنزين" على زوجته وابنتيهما، بسبب خلافات أسرية على بيع شقتهم السكنية لرغبته في الزواج.

تفاصيل الحادث

تعود الواقعة إلى صباح السبت قبل الماضي، حيث قام "أحمد محمد حسن" 51 سنة، عاطل، بإشعال النيران في زوجته "آمال قرني سعيد" 46 سنة، أصيبت بحروق بنسبة 40% توفيت على أثرها الأربعاء الماضي، وابنتيهما "فاطمة" 19 سنة، أصيب بحروق من الدرجة الثالثة تخطت 70% من الجسم، وتوفيت في نفس يوم الحادث، و"أسماء" 16 سنة، أصيبت بحروق بنسبة 40% توفيت على أثرها مساء الخميس.

أمن بني سويف

وكان اللواء طارق مشهور مدير أمن بني سويف، تلقى إخطارا من اللواء أسامة جمعة مدير المباحث الجنائية، بوصول آمال قرني سعيد، 46 عاما، مصابة بحروق في الوجه والذراعين والساقين، ونجلتيها وفاطمة أحمد محمد، 19 عاما، مصابة بحروق متعددة من الدرجة الثالثة بالجسم، إلى مستشفى بني سويف التخصصي، ولفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها، وأسماء أحمد محمد، 16 عاما، مصابة بحروق متعددة بالجسم توفيت على اثرها.

تحربات المباحث

وتبين من تحريات رجال المباحث الجنائية أن هناك خلافات زوجية بين الزوج وزوجته وبنتيه بسبب رغبته في بيع الشقة التي يسكنون بها، والحصول على أموالها لإنفاقها ورفض الأسرة لذلك، ففاجئهن فجرًا بسكب البنزين عليهن وإشعال النيران بهن، قبل أن تتمكن قوات الشرطة من ضبطه وتحرير محضر بالحادث وإحالته للنيابة العامة التي قررت حبسه على ذمة التحقيقات.

القبض على الزوج

وتمكنت مباحث بندر بنى سويف من ضبط الأب وعرضه على النيابة العامة لسماع أقواله، وأمرت نيابة بندر بني سويف بحبسه على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وظروفها وملابساتها.