أوطَنت عائشة حازم الألوسي، نفسها على العيش داخل مدينة سيدني الأسترالية، بعد الخروج من العراق، بسبب الظروف الأمنية التي مر بها في عام 2005، مُتجهة للأردن لبدء حياة جديدة، ورغم الحياة الآمنة، إلا أنها أبتْ المعيشة غير المستقرة، حتى اِندَلاع الحرب السورية عام 2011، ونُزوح السوريين إلى "مخيم الزعتري"، بمحافظة المفرق الأردنية، ولمسَ ظروفهم الحياتية القاسية، مَغبتهَا تأسيس حملة مساعدات إنسانية للنازحين برفقة زوجها، توسع نشاطها مع التطورات المُتغيرة في البلدان العربية، لاسيما بعد استقرارها في أستراليا عام 2014 "نظرتي تغيرت هْواي من هذا الوقت لذلك حرصت على معاونة كل فئة تستحق في بلدي .. وسعيت مع زملائي في فريق يد بيد أن نترك أثر في العالم العربي والغربي ولو مو مصاري بس ممكن أراعي مسن أو خدمة ذوي الهمم "، وهو ما دفعها لدراسة برنامج تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة أكاديميًا.
كرَّست صاحبة الـ"38 ربيعًا"، نفسها لعمل الخير، بجانب عملها الذي يُصب في هذا الاتجاه، وعَهنَت في عملها خاصة مع كثر تَّأَوه بعض الحالات التي أثقلتها تباريح الهموم، أهمها مرضى السرطان والتي سعت لتوفير علاج لعدد كبير منهم، وتوفير المستلزمات الطبية لذوي الهمم، وفتح مشاريع للنساء الأرامل، ودعم مشاريع للشباب والتكفل الطلابي لإكمال دراستهم، وتوزيع البنزين لأصحاب المكاسب البسيطة. تصمت العراقية الرشوفة لبرهةٍ ثم حَادت عن جوهر الموضوع متحدثة عن وَيلات الحرب، وتابعياتها على أبناء بلدها "لذلك وفرت حملتنا البنزين أيضا لأصحاب التوك توك خلال التظاهرات في العراق ودعم المصابين وعملنا حمامات ووفرنا وجبات من الأكل لهم.. وهم اشترينا خوذ لحمايتهم"، لتهمَّمها ظروفهم الاجتماعية التي يواجهونها، وليس التدخل سياسيًا "ماكو شى يهمنا غير الإنسان".
بسَط زوجها عامر الراي، بدور زوجته الفعال، وكان الجندي المجهول في حملاتها، الداعم لها منذ البداية، إيمانًا منه بأن السعي والتجربة أول الخطوات لتحقيق الذات وجَلد على مواجهة الشدائد معها- طوال سنوات الغربة التي لم تستطع طمس تفاصيل ذكرياتهم خاصة بمنطقته بالعاصمة بغداد الذي تتوّق إليها- استدامَ على ذلك متابعًا أهم أعمال حملة "يد بيد". كلامٌ مُستساغ يعبر به "الراي"، عن الفريق، الذي تمكن من تكفل ذبح الأضاحي وتوزيعها على العوائل المتعففة، والمساهمة في علاج الأطفال الذي يعانون من ضعف السمع، وأيضًا إجراء عمليات جراحية، وتوفير الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة، والتكفل بحفر الآبار- تحت إشراف "الألوسي"-.
اِتحدْت السيدة العراقية، في تكوين جَبهة عبر منصات التواصل الاجتماعي، للتوعية في العديد من المجالات بجانب مهامها، كما أنها استطاعت في يناير المُنصرم، تأسيس مطبخ "يد بيد"، بمنطقة بغداد، الفرع الأول بالأعظمية والثاني في حي اليرموك، يهدف لتقديم الطعام للعوائل المتعففة بشكل دوري، بعدد مائة وجبة أسبوعيًا، ولم توزيع تلك الوجبات بطريقة عشوئية ولكن بعد التحري والتدقيق عن تلك العوائل وأنهم لم يمتلكون قوت يومهم، ويتم توصيل الوجبات لأماكنهم. توقَّدت "الألوسي" بعدما فَطِنت أن هناك العديد من النِسوَة في وطنها بحاجة للعمل، وحرصت على استمرار المطبخ، لتوفير دخل ثابت أسبوعيًا لهن.
جهدٌ متوالٍ ظلت تنتظر ثماره "الألوسي"، مُتغاضية عن الأزمات التي واجهتها، خلال رحلتها في العمل الخيري، والتي كانت أبرزها، بل الوحيدة بالنسبة لها "كلش كان بيمر إلا فارق التوقيت بين الدول العربية وأستراليا.. وكان الحل الوحيد هو تقليل ثلاث ساعات يومية من وقت نومي". ألمع نجلها –عبد الوهاب، أصغر حائز بلقب "سفير السلام" والذي كفل برعاية المحتاجين من أطفال وبسطاء وطنه، وبادرَ بأول حملة لطفل عراقي، من مصرُوفه اليوميٌّ، بعدما ادخرهُ خلال فترة العزل المنزلي في أستراليا- للسيطرة على فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"-، ووَطَّأَ للموضوع مع والدته، التي اِعتضاد بها، في تطبيق فكرته- في حديثها لوالده لهذه الأزمة، فعاونها على ضبط مواعيدها رفقة شقيقته الكبرى، التي تعد أكبر داعم لوالدتها ولم تتركها بين الفَينةِ والأُخرى.
جدّ جميع العاملين بحملة "يد بيد"، في استهداف العديد من الفئات في العديد من البلدان العربية، إلا أنها لم تصل مصر، البلد التي ظلت بخاطر السيدة العراقية، منذ زيارتها الأولى في عام 2004 "شهر العسل قضيته بمصر في الإسكندرية وشرم الشيخ.. ولهسة مأثرة فيا فمصر من البلدان العريقة كل اشي بها أشوف به معنى الاهرامات ومتحف الورق البردي أشياء كلش حلوة.. كمان رمضان صوت الاذان.. اتذكر بائع الخبز دِشداشته لوحة فنية.. أبسط الاشياء الموجودة بمصر تبهر"، لذا تتمنى أن تصل عجلة "يد بيد"، إلى القاهرة قريبًا "بالخاطر والله.. وكلش علاقتنا وياهم زينة". توارد أفكار أخذت ابنة شقيق السفير همام هاشم الألوسي، القائم بأعمال العراق الأسبق، إلى سنوات مضت "كان يسوي حفلات ويجمع الفنانين العراقين والمصريين.. والشعراء".
تَطَوعَت أيضًا صديقتها رجاء العاني، عضو الهيئة التأسيسية للتجمع الوطني لنساء العراق، الحائزة على لقب سفيرة السلام، ومَنحت حياتها لخدمة النازحين جحيم من الحروب، منذ أواخر عام 2012، وكانت أول سيدة عراقية تدخل إلى مدينة الأنبار بعد تحريرها، في عمل الخير، والتي تعد داعم لـ"الألوسي"، رفقة عبد الرحمن، المسؤل الإعلامي والمنفذ للحملة "دعم معنوي لن أنساه فهم قوتي ويدي اليمنى بالعراق.. دايمين طوال ما الخير مستمر".