"اللون الأزرق.. والزخارف المزهرة".. مدير قصر المنيل يكشف أسرار زخارفه
يًعد متحف قصر المنيل أحد روائع الفنون والعمارة المصرية في مصر، وقد أسسه الأمير محمد علي توفيق، إحياءً وإجلالًا للفنون الإسلامية، والقصر يمتلئ بالعديد من أشكال الفنون ولعل أبرزها البلاطات الخزفية التي تكسو جدرانه وتعطيها لونًا خاصًا هو الأزرق، وزخارف نباتية مبدعة.
وقال الدكتور ولاء الدين بدوي مدير عام متحف قصر المنيل، إن بلاطات أزنيق الخزفية، التي تكسو جدران متحف قصر المنيل، صنعت في أزنيك أو أزنيق كما ينطقها الأتراك، وهي مدينة صغيرة في سهل مرمرة كانت تعرف خلال العصر البيزنطي باسم نيقيه، وهي تبعد قرابة 90 كم عن اسطنبول.
وتابع، يعود الفضل في تركيز صناعة بلاطات الخزف في أزنيك للمعماري التركي خوجة سنان الذي كان يُصمِّم ويشرف على بناء المساجد في أرجاء الدولة العثمانية خلال عصر السلطان سليمان القانوني، إذ كان يعهد دائما لمصنع أزنيك الحكومي بعمل بلاطات تكسية الجدران بالمباني التي قام بتشييدها.
وكانت رؤية صناع الخزف تنطلق من فلسفة مفادها أن بيوت الله في الأرض هي المساجد وهي بوابة عبور المصلين باتجاه الجنة الخالدة ومن ثم وجب تزيينها بالورود والأزهار التي يمكن أن يصادفوا ما يفوق جمالها في جنات الفردوس.
واشار بدوي إلى أن الخزافون عمدوا إلى جعل البلاطات الخزفية حال اتصال بعضها ببعض كحدائق مزدهرة بالأوراق النباتية والأشجار والورود والأزهار من مختلف الأنواع والأشكال والألوان.
وبدأت صناعة الخزف في الدولة العثمانية ببلاطات في الجامع الأخضر والتربة الملحقة به في مدينة بورصة سنة 1424م.
وانتقل الخزف العثماني إلى مرحلة جديدة مهمة بالطلاء المرسوم باللونين الأبيض والأزرق وهي إبداعات تجّــلت في جامع السليمانية، ثم أُدخلت بعض الإضافات باللون الأحمر في منتصف القرن 16 م.
وتوالت التجديدات لتشمل الألوان والتصميمات معاً وبرزذلك في بلاطات مسجد رستم باشا (1561م.) حيث يوجد 41 نوعاً من أزهار الخزامى "زهرة اللاله(التوليب) وكانت هذه الطفرة الفنية العظيمة من ابتكارات مصانع مدينة أزنيق.