جهود مستمرة ومساعدات لا تنقطع.. مصر تواصل دعم لبنان بعد عام من انفجار مرفأ بيروت
مساعدات مستمرة ودعم لا ينقطع.. هكذا يبدو الموقف المصري من الأزمات العربية بشكل عام، ومن الأزمة اللبنانية بشكل خاص.
فمنذ أن تداعت الأزمات واحدة تلو الأخرى على لبنان، والتي كانت أكثرها فداحة حادث انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع قبل عام، وتحديدا في يوم الرابع من أغسطس 2020.
وبينما كانت جائحة كورونا تتفشى بشكل سريع في مختلف دول العالم، كان اللبنانيون يصارعون من أجل النجاة، في ظل انهيار ليس بالهين في المنظومة الصحية، وفي ظل أزمة اقتصادية حادة ألمَّت بهذا البلد العربي الذي لم يعهد مثلها على مدى تاريخه، ازدادت كثيرا وكثيرا بهذا الدمار الذي لحق بالعاصمة بيروت من جراء تفجير المرفأ، مخلفا عشرات الضحايا، ومئات المصابين، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص، وهوما جعل بيروت في حاجة إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائها، إذ توقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالى للبلاد.
دعم مصري فور وقوع الحادث
وأمام كل تلك الأزمات التي عاني من لبنان - ولا يزال - وبخطوات متسارعة، تحركها مشاعر الأخوة والصداقة بين البلدين، انتفضت مصر مقدمة يد العون والمساعدة للبنان، بداية من الدعم المعنوي الذي قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للبنان وشعبه، حين بادر بتقديم واجب العزاء في ضحايا الانفجار، والتأكيد على تضامن مصر حكومة وشعبا مع الأشقاء في لبنان، والاستعداد لتسخير كل الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان في محنته، ثم تحركت مصر بالفعل، فسيرت جسرا جويا بين البلدين لتقديم المساعدات إلى الشعب اللبناني لمواجهة تبعات الانفجار، كما أقامت مصر المستشفى العسكري الميداني ببيروت، للمساهمة في جهود إسعاف المصابين والمتضررين من انفجار المفأ إضافة إلى دوره في تقديم الخدمات الطبية مجانا لكل من يحتاجها على أرض لبنان.
عام مر على انفجار المرفأ
واليوم، وبعد مرور عام كامل على الحادث الأليم، لم تتأخر مصر عن أشقائها في لبنان، فشاركت مصر في المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني، والذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة، بمشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات.
السيسي يشارك في مؤتمر دعم لبنان
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، في المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني، الذي عقد بهدف متابعة واستكمال الجهود الدولية المشتركة من أجل مساعدة الشعب اللبناني الشقيق على تجاوز كل التحديات التي تواجهه، والتي باتت تخيم على كل مناحي الحياة في لبنان.
وخلال كلمته، توجه الرئيس السيسي برسالة إلى الشعب اللبناني الشقيق، بأن لبنان الذي كان دائما منارة للثقافة والفن والفكر، ورافدا مهما من روافد الإبداع العربي، لا يزال قادرا بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية، والعودة مجددا ليكون مزدهرا وفريدا كما نحب أن نراه، مؤكدا أن أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كل إمكاناتنا لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه.
جهود مصر لإعادة إعمار لبنان
وأشار الرئيس السيسي إلى الجهود التي تبذلها مصر منذ وقوع حادث مرفأ بيروت العام الماضي، وذلك لتوفير السلع الاستراتيجية والدعم للبنية التحتية للدولة اللبنانية لإعادة تأهيل المباني التي تضررت من الانفجار، والتي كان آخرها وصول سفينة حربية مصرية إلى بيروت، الشهر الماضي، محملة بما يزيد عن 300 طن من هذه الاحتياجات للجانب اللبناني، وذلك بالتكامل مع جهود المستشفى الميداني المصري في بيروت والذي يقدم الخدمات الطبية يوميا للبنانيين، إلى جانب ما تم من توفير كميات من العقاقير والأدوية لعلاج فيروس كورونا في إطار مساعدة لبنان على مواجهة تبعات هذه الجائحة العالمية.
أزمات اقتصادية وسياسية
كما أكد الرئيس السيسي أن الأزمة الاقتصادية في لبنان ترتبط ارتباطا وثيقا بالأزمة السياسية المستمرة منذ عام 2019، والتي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم في ضوء استمرار أزمة الفراغ الحكومي التي تحول دون تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق، مجددا الدعوة بضرورة سرعة إنهاء هذا الفراغ الحكومي درءا لمخاطر انزلاق لبنان إلى نفق مظلم لا رابح فيه، والذي سيتحمل الشعب اللبناني تبعاته، الأمر الذي يتطلب من جميع الأطراف الارتقاء إلى قدر المسئولية وإعلاء المصلحة العليا للبلاد للإسراع في تشكيل حكومة وطنية مستقلة من ذوي الخبرة والاختصاص، لكي تكون هذه الحكومة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني وسيادة لبنان، مستعرضا الجهود الحثيثة والمستمرة التي بذلتها مصر لحلحلة الأزمة السياسية عبر الاتصالات التي أجرتها مع القيادات السياسية اللبنانية.
كما شدد الرئيس على أهمية قيام جميع الأطراف بالنأي بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز الجهود على تقوية مؤسسات الدولة، خصوصا وأن المؤتمر يمثل رسالة لجميع السياسيين اللبنانيين بأن المجتمع الدولي على استعداد لدعم لبنان فور إنهاء أزمة الفراغ الحكومي واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بما يتيح الانتقال من مرحلة الدعم الإنساني إلى مرحلة الدعم الاقتصادي وبناء مستقبل أفضل للشعب اللبناني.
العلاقات المصرية اللبنانية
وتجمع مصر ولبنان علاقات قوية ضاربة في التاريخ، تتميز دائما بالتوافق التام تجاه القضايا السياسية المطروحة على الساحة، كما أن الدور المصري مرحب به من جانب الأطياف والقيادات اللبنانية تجاه معظم القضايا الراهنة بالمنطقة.
وتعتبر مصر الدولة العربية الأولى التي اعترفت باستقلال لبنان في الأربعينيات، وشكلت القاهرة مركزا للتفاوض على استقلال لبنان، واستضافت اجتماعا حضره كل من الرئيس بشارة الخورى ورياض الصلح برعاية رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس باشا في الأربعينيات ونتج عن الاجتماع إعلان التحالف بين الخورى والصلح وصياغة "الميثاق الوطني"، الذي أسس نظام الحكم في لبنان في مرحلة ما بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.
وتطورت العلاقات المصرية اللبنانية إلى الأفضل، وخصوصا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بسبب دعمه المستمر للبنان والدول العربية، وازدادت تلك العلاقات متانة مؤخرا، بسبب دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمر للبنان لتخطى أزماته والتحديات التى تواجهه.
دعم مصري فور وقوع الحادث
وأمام كل تلك الأزمات التي عاني من لبنان - ولا يزال - وبخطوات متسارعة، تحركها مشاعر الأخوة والصداقة بين البلدين، انتفضت مصر مقدمة يد العون والمساعدة للبنان، بداية من الدعم المعنوي الذي قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للبنان وشعبه، حين بادر بتقديم واجب العزاء في ضحايا الانفجار، والتأكيد على تضامن مصر حكومة وشعبا مع الأشقاء في لبنان، والاستعداد لتسخير كل الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان في محنته، ثم تحركت مصر بالفعل، فسيرت جسرا جويا بين البلدين لتقديم المساعدات إلى الشعب اللبناني لمواجهة تبعات الانفجار، كما أقامت مصر المستشفى العسكري الميداني ببيروت، للمساهمة في جهود إسعاف المصابين والمتضررين من انفجار المفأ إضافة إلى دوره في تقديم الخدمات الطبية مجانا لكل من يحتاجها على أرض لبنان.
عام مر على انفجار المرفأ
واليوم، وبعد مرور عام كامل على الحادث الأليم، لم تتأخر مصر عن أشقائها في لبنان، فشاركت مصر في المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني، والذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة، بمشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات.
السيسي يشارك في مؤتمر دعم لبنان
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، في المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني، الذي عقد بهدف متابعة واستكمال الجهود الدولية المشتركة من أجل مساعدة الشعب اللبناني الشقيق على تجاوز كل التحديات التي تواجهه، والتي باتت تخيم على كل مناحي الحياة في لبنان.
وخلال كلمته، توجه الرئيس السيسي برسالة إلى الشعب اللبناني الشقيق، بأن لبنان الذي كان دائما منارة للثقافة والفن والفكر، ورافدا مهما من روافد الإبداع العربي، لا يزال قادرا بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية، والعودة مجددا ليكون مزدهرا وفريدا كما نحب أن نراه، مؤكدا أن أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كل إمكاناتنا لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه.
جهود مصر لإعادة إعمار لبنان
وأشار الرئيس السيسي إلى الجهود التي تبذلها مصر منذ وقوع حادث مرفأ بيروت العام الماضي، وذلك لتوفير السلع الاستراتيجية والدعم للبنية التحتية للدولة اللبنانية لإعادة تأهيل المباني التي تضررت من الانفجار، والتي كان آخرها وصول سفينة حربية مصرية إلى بيروت، الشهر الماضي، محملة بما يزيد عن 300 طن من هذه الاحتياجات للجانب اللبناني، وذلك بالتكامل مع جهود المستشفى الميداني المصري في بيروت والذي يقدم الخدمات الطبية يوميا للبنانيين، إلى جانب ما تم من توفير كميات من العقاقير والأدوية لعلاج فيروس كورونا في إطار مساعدة لبنان على مواجهة تبعات هذه الجائحة العالمية.
أزمات اقتصادية وسياسية
كما أكد الرئيس السيسي أن الأزمة الاقتصادية في لبنان ترتبط ارتباطا وثيقا بالأزمة السياسية المستمرة منذ عام 2019، والتي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم في ضوء استمرار أزمة الفراغ الحكومي التي تحول دون تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق، مجددا الدعوة بضرورة سرعة إنهاء هذا الفراغ الحكومي درءا لمخاطر انزلاق لبنان إلى نفق مظلم لا رابح فيه، والذي سيتحمل الشعب اللبناني تبعاته، الأمر الذي يتطلب من جميع الأطراف الارتقاء إلى قدر المسئولية وإعلاء المصلحة العليا للبلاد للإسراع في تشكيل حكومة وطنية مستقلة من ذوي الخبرة والاختصاص، لكي تكون هذه الحكومة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني وسيادة لبنان، مستعرضا الجهود الحثيثة والمستمرة التي بذلتها مصر لحلحلة الأزمة السياسية عبر الاتصالات التي أجرتها مع القيادات السياسية اللبنانية.
كما شدد الرئيس على أهمية قيام جميع الأطراف بالنأي بلبنان عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز الجهود على تقوية مؤسسات الدولة، خصوصا وأن المؤتمر يمثل رسالة لجميع السياسيين اللبنانيين بأن المجتمع الدولي على استعداد لدعم لبنان فور إنهاء أزمة الفراغ الحكومي واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بما يتيح الانتقال من مرحلة الدعم الإنساني إلى مرحلة الدعم الاقتصادي وبناء مستقبل أفضل للشعب اللبناني.
العلاقات المصرية اللبنانية
وتجمع مصر ولبنان علاقات قوية ضاربة في التاريخ، تتميز دائما بالتوافق التام تجاه القضايا السياسية المطروحة على الساحة، كما أن الدور المصري مرحب به من جانب الأطياف والقيادات اللبنانية تجاه معظم القضايا الراهنة بالمنطقة.
وتعتبر مصر الدولة العربية الأولى التي اعترفت باستقلال لبنان في الأربعينيات، وشكلت القاهرة مركزا للتفاوض على استقلال لبنان، واستضافت اجتماعا حضره كل من الرئيس بشارة الخورى ورياض الصلح برعاية رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس باشا في الأربعينيات ونتج عن الاجتماع إعلان التحالف بين الخورى والصلح وصياغة "الميثاق الوطني"، الذي أسس نظام الحكم في لبنان في مرحلة ما بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.
وتطورت العلاقات المصرية اللبنانية إلى الأفضل، وخصوصا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بسبب دعمه المستمر للبنان والدول العربية، وازدادت تلك العلاقات متانة مؤخرا، بسبب دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمر للبنان لتخطى أزماته والتحديات التى تواجهه.