رسام الغلابة على الكورنيش: "أحلم بمعرض صغير بجوار مكتبة الإسكندرية" (صور)
على كورنيش الإسكندرية، وتحديدًا في منطقة محطة الرمل، ما إن تطأ قدماك هُناك وستجد رجل خمسيني ذو ملامح سمراء جالسا على سور البحر ممسكا بيده اليمنى فرشاة صغيرة وأمامه أحد الأشخاص، ليخرج لنا بورتريه فني رائع بأقل الإمكانيات بفن وموهبة "عم سعيد" رسام الغلابة.
الفنان الأسواني سعيد المصري صاحب الـ 52 عاما، اتجه إلى الإسكندرية منذ 5 سنوات للبحث من جديد عن ذاته وكمصدر رزق له بعد 22 عاما قضاها في مدينة شرم الشيخ التي تركها نتيجة الركود السياحي من بعد الثورة، لتكون الإسكندرية قبلته ولقدرة مواطنيها على تقدير موهبته، ليصبح الآن أحد أهم الفنانين المعروفين على طول كورنيش المحافظة، وأطلق عليه "رسام الغلابة" نظرًا للمبلغ البسيط الذي يتقاضاه.
وقال "عم سعيد" إن الموهبة الذي يتمتع بها هي موهبة ربانية، وبدأ فيها وهو في عمر صغير، حيث كان يقوم برسم السائحين الذين كانوا يتوافدون على محافظة أسوان، ثم بعد ذلك اتجه إلى مدينة شرم الشيخ والتي شهدت بروز موهبته حيث استمر هناك قرابة 22 عاما، وتمكن من رسم الآلاف من المصريين والعرب والأجانب، إلى أن جاءت فترة الركود السياحي التي تابعت ثورة 25 يناير، ليتجه في عام 2016 إلى الإسكندرية.
وأضاف المصري، أن للإسكندرية طابع خاص، ومارس حرية رسمه فيها دون أي مشاكل، وجعل من طريق الكورنيش مقصدا له لعرض أعماله ورسم زبائنه، ولقي تشجيعا كبيرا من قبل المارة الذين قدروا موهبته، مشيرًا إلى أن هذا هو المعروف عن أبناء الإسكندرية، خاصة أنها مدينة الفن والثقافة، قائلا: "لو معاك 200 جنيه هتتبسط فيها".
وتابع الفنان الأسواني، أنه أُطلق عليه "رسام الغلابة" من المواطنين، بسبب حصوله على مبلغ 40 جنيه نظير الرسمة، رغم غلاء الخامات وموهبته الجيدة، في الوقت الذي يحصل فنانين أخرين وبالقرب منه على مبالغ كبيرة نظير رسم الأشخاص، مؤكدًا أن حبه للمهنة أهم من جميع مال الدنيا وهو سبب إستمراه حتى اللحظة وعدم يأسه.
وكشف المصري، أن آخر أعماله تمثلت في عرض رسومات للفنان سمير غانم والفنان حسن حسني والفنانة رجاء الجداوي، الذين رحلوا عن عالمنا منذ فترة قريبة، تعظيما وتخليدًا لما أعطوه للفن في مصر والوطن العربي، وقيامهم برسم البهجة والابتسامة على وجوه الشعوب، كما أنه أبرز دور الفنان كريم عبد العزيز في تشجيعه، حيث حرص الفنان المصري على كتابة بوست شكر له على صفحته على الفيسبوك والتي يتابعه ملايين الأشخاص، بسبب قيامه برسمه.
وأكد أيضًا، على قيامه برسم العديد من الرؤساء المصريين مثل "محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات، وآخرهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أنه قام برسمهم بسبب حبه لهم، وهذه الصور أحدثت حالة من التفاعل والإعجاب الكبير لدى متابعيه، الذين وجهوا ليه رسائل الدعم على موهبته.
وأوضح المصري، أن أزمة كورونا أثرت على عمله ، وانتهزت ذلك واعتمدت على العمل أونلاين عن بُعد من خلال صفحته على الفيسبوك، ثم بعد ذلك أصبح يتواجد لساعات قليلة على طريق الكورنيش، ففي موسم الصيف يتواجد من الساعة الثالثة مساء وحتى السابعة مساءً، وفي موسم الشتاء يتواجد من الساعة الواحدة ظهرًا وحتى الخامسة مساءً، كما أنه يعتمد على رسم الأشخاص من خلال الصور الشخصية أو التذكارية وتسلميها بالاتفاق مع صاحبها بعد أن يستغل وقت تواجده في المنزل ويقوم برسمها.
ووجه الفنان المصري الأسواني، طلب إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن يحصل على معرض صغير لعرض أعماله بالقرب من مكتبة الإسكندرية بمنطقة الشاطبي، خاصة أنها تعد من أحد أكبر المراكز الثقافية في العالم ويأتيها السائحين من كل البلاد، بالإضافة إلى وجود الآلاف من طلاب الكليات بالقرب منها مما يزيد من فرصة ظهور أعماله.
