"بالعوامة وحقيبة المدرسة".. سكان عقار السيالة ينتظرون مصيرهم
لا تزال سلسلة ميل العقارات بالإسكندرية مستمرة، وفي بعض الأحيان يدفع السكان الثمن إما بترك منازلهم أو الوفاة تحت أنقاضها.
وفي شارع "خطاب" بمنطقة السيالة ببحري في الإسكندرية، حدث ميل في عقار حديث الإنشاء مكون من ١٨ طابقًا ودور أرضي، مما أثار حالة من الذعر بين الأهالي، الذين هرعوا إلى الشارع بعد سماع صوت "فرقعة" على حد وصفهم في جسم المبنى، وشعروا أن هناك أجزاء تسقط من الداخل، وبميل مفاجئ في العقار فغادروا بسرعة، وأخذوا متعلقاتهم الشخصية من الموبايلات والأوراق.
ولكن مع أحداث هذا المشهد المأساوي، لم تنسى "طفلة صغيرة" أن تأخذ "عوامة البحر" الخاصة بها قبل نزولها من العقار وكأن هذا كل ما تملكه في الحياة، وكأنها هي مصدر لسعادتها، فهي تنتظر فصل الصيف للذهاب إلى البحر، ولم تكن تعلم ما يخبأه لها القدر من ميل محل سكنها وتركها لمنزلها قبل أن تستمتع بفصل الصيف، فتقف بجوار والدتها ممسكة بيدها لتشعر بالأمان، وتنظر لمكان سكنها الذي كان في يوم ما مأوى لها.
وعلى الجانب الآخر طفل يكبره ببضعه أعوام، لم يستطع أن يلحق قبل نزوله من المنزل المائل سوى "بحقيبة دراسته"، كأنه رأى فيها مستقبله الذي يتطلع فيه لتحقيق أهدافه وأحلامه.
وتلقت غرفة عمليات حي الجمرك، بلاغا بميل عقار مأهول بالسكان بشارع (١٢) تنظيم خطاب أمام مركز شباب الأنفوشي، ومكون من ١٧ طابق، وعدد شقق يتجاوز ٣٠ شقه، ومأهول بالسكان، وغير مرخص، والعقار حديث البناء.
وتوجه مسئولي الحي وقوة من قسم شرطة الجمرك، وتبين ميل العقار بنسبة كبيرة تشكل خطورة على السكان وعلى قاطني العقارات المجاورة.
كما أن العقار ليس له ترخيص، وقرر مهندسي الحي إخلاء العقار إداريًا و(٤) عقارات مجاورة له خوفًا من سقوطه عليهم، وقام الحي بتحرير محضر بالواقعة، وإخلاء العقار والعقارات المجاورة.
وأوضح اللواء "حسام الشيخ" رئيس حي الجمرك أن العقار تم بناءه بدون ترخيص والعقار مكون من أرضي و١٨ دور علوي ويضم ٣٦ شقة، وصادر له عدة قرارات إزالة لكامل العقار.
وأشار أنه تم فصل جميع المرافق من الغاز والكهرباء والمياه، وعمل كوردون بجميع الشوارع المحيطة بالعقار حماية لأرواح المواطنين.