صدادة منعت وصول المياه.. كيف واجه قوات الدفاع المدني صعوبات إخماد حريق ميدان الساعة؟

حوادث

بوابة الفجر

تحديات وصعوبات عدة واجهتها قوات الدفاع المدني بالجيزة، حال محاولتهم لإخماد ألسنة لهب فحمت محتويات 500 متر بالعقار المشتعل بميدان الساعة، بحي الطالبية، بسبب عدم وجود مدخل للمعرض المندلع داخله النيران سوى سلم صغير الحجم، بالعقار من الداخل.

تفاجأ قوات الدفاع المدني، بتخزين صاحب معرض السجاد تشوينات خارجية كونت صدادة منعت وصول المياه للداخل، ليستخدم القوات سلم هيدروليكي في عملية الإطفاء مع إنزال تشوينات السجاد باستخدام شوكة ومن ثم اقتحام المكان والسيطرة على الحريق.

فور وصول قوات الحماية المدنية، إلى مكان البلاغ، تلاحظ لهم، اندلاع النيران داخل أحد المحال التجارية بالطابق الأرضي، ثم امتدت إلى المحل المجاور له، قبل أن تصل ألسنة اللهب إلى معرض السجاد الكائن بالطابق العلوي، المحتوي على كميات كبيرة من السجاد المصنوع من مادة " البولي بروبلين"، التي تتحول إلى مواد بترولية عند تخللها.

البداية عندما تلاحظ لسكان شارع الثلاثيني، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، تصاعد أدخنة كثيفة يتبعها ألسنة اللهب من عقار مكون من 13 طابق ( أرضي+ 12 طابق) ملك "مصطفى.س.ع.ال"، 31 سنة، وتحديدا، بمحل لعب أطفال وسوبر ماركت بالطابق الأرضي، ثم امتدت النيران إلى معرض سجاد في الطابق العلوي.

حاول سكان الشارع، محاصرة ألسنة اللهب في بادئ الأمر، بواسطة "طفايات الحرائق"، والمياة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، ليجري أحد الأهالي مكالمة هاتفية بشرطة النجدة للإبلاغ عن الحريق.

مسؤول غرفة العمليات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة تلقى إشارة من إدارة شرطة النجدة بإندلاع حريق هائل بالشارع المشار إليه.

سرعان ما انتقلت قوات الدفاع المدني على رأسهم اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، مدعومين بـ 15 سيارة إطفاء.

فرضت القوات كردونا أمنيا بمحيط الحريق لمنع تمدد النيران إلى المحال التجارية المجاورة، والطوابق العلوية، لتبدأ عملية محاصرة ألسنة اللهب، المندلعة داخل معرض سجاد على مساحة 250 مترا، ومحل لعب أطفال وسوبر ماركت على مساحة 250 مترا أيضًا.

صعوبات واجهت القوات خلال محاولتهم السيطرة على الحريق، لتمدد ألسنة اللهب، بسبب وجود مواد مساعدة للاشتعال، لتعزز الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة بخزان مياة سعة 35 طن، إضافة إلى خزان مياة سعة 35 طن أيضًا من إدارة الحماية المدنية بالقليوبية.

في الوقت ذاته استعانت القوات بسلم هيدروليكي، لإنزال قاطني العقار المندلع داخله النيران، خوفًا على حياتهم، ليتم إخلاء العقار المكون من 13 طابق بالكامل.

على مدار 120 دقيقة متواصلة تصدى قوات الدفاع المدني بالجيزة بأرواحهم، لمحاصرة ألسنة اللهب قبل تمددها إلى الطوابق العلوية، والمحال التجارية المجاورة.

قبل انتهاء عمليات السيطرة على النيران، وصل إلى موقع الحريق اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، ومسؤولي الحي، وعددًا من القيادات الأمنية بمديرية الأمن.

مع شروق شمس اليوم الجديد، وتحديدًا في تمام الساعة الخامسة فجرًا نجحت قوات الدفاع المدني في السيطرة على الحريق دون وقوع خسائر بشرية، قبل أن تجري عمليات التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران مرة أخرى.

وأخطر اللواء رجب عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات وانتداب خبراء الأدلة الجنائية لفحص موقع الحريق وإعداد تقرير حول سبب نشوبه، وحجم الخسائر الناجمة عنه.