إيمان كمال تكتب: توثيق الأزمات والحروب والحصار.. أهم قضايا أفلام الإسماعيلية السينمائى الـ٢٢
أفلام وفعاليات مميزة هو شعار الدورة الـ٢٢ لمهرجان الإسماعيلية السينمائى، والذى بذل المشاركون فيها جهدًا كبيرًا من أجل خروج الدورة إلى النور بعد التأجيل لعام وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا،
فكان الرهان على هذه الدورة برئاسة الناقد السينمائى عصام زكريا والذى يعتبر أن تكاتف فريق عمل المهرجان هو السر وراء النجاح وأشار أيضا إلى أن المهرجان يثبت للمرة للمرة الثانية والعشرين أن الفن والثقافة قادران على الجمع بين البشر مهما باعدت بينهما الأوبئة، مشيرا إلى أن السيناريست محمد الباسوسى تولى رئاسة المركز فى وقت صعب وقام بتذليل كل العقبات أمام إقامة المهرجان.
1- أزمات عربية
تظل الحروب والحصار وما يتعرض له الوطن العربى من أزمات هو الشغل الشاغل لصناع السينما، خاصة التسجيلية والوثائقية، فأكثر من عمل عرض فى المهرجان استطاع أن يوثق لمراحل ودول مختلفة من الوطن العربى.
فالفيلم العراقى «القصة الخامسة» والذى حصل على جائزة الاتحاد الدولى لنقاد السينما لمهرجان إدفا فى آمستردام فى دورته الـ٣٣، قرر المخرج أحمد عبد أن يمزج تجربته الذاتية بأربع قصص أخرى روى من خلالها تاريخ العراق فى الأربعين عاما الأخيرة، متنقلا بين الماضى والحاضر، واستخدم السرد البصرى بجانب البعد الإنسانى للتعبير عن المعاناة التى يعيش بها العراقيون من خلال شخصيات مختلفة، لكل منهم حكاية ومأساة.
أما ثانى أفلام المخرجة زينة القهوجى وهو «قفص السكر» فأيضا استعانت بتجربتها الذاتية من خلال يوميات أسرتها التى سجلتها منذ عام ٢٠١٢ مع بداية تصاعد الأزمة السورية وتغيير الأوضاع التى أصبحت غير آمنة، فرصدت الحياة التى تعيشها بلا كهرباء وبلا مياه ووسط دوى القنابل وبلا أى أنشطة ترفيهية، وبين مشاهد العزلة والخوف والترقب هناك أيضا المشاعر الإنسانية والحب والتمسك بالعائلة من خلال والدها ووالدتها حيث يعيشان بالقرب من دمشق وتحاصرهما الحرب، إلا أنها لم تنجح فى كسر مشاعرهما، وقد نجحت المخرجة فى الخروج من ذاتية تجربتها لتوثيق الحياة فى سوريا.
التجربة الذاتية الثالثة كانت من خلال فيلم «بيت اثنين ثلاثة» للمخرجة ربى عطية، والتى قامت من خلال الفيلم بتوثيق علاقتها بوالدتها المناضلة والكاتبة حياة الحويك عطية.
وقد حاولت ربى من خلال تجربتها ليس توثيق تجربة والدتها الكاتبة والباحثة والمناضلة التى قررت الانتقال إلى بيروت فى فترة الاجتياح الإسرائيلى، بل استرجاع طفولتها والتنقل من منزل لآخر لتشكل ذاكرة ممزقة بين ثلاثة بيوت كل منها صنع لها عالما.
فالفيلم يحمل تجربة مخرجته الذاتية والتى عملت لسنوات على موضوع النزوح والغربة وأقامت ورش دراما مع الجيلين الثانى والثالث للمهاجرين وقررت أن تعبر عن التجربة من خلال علاقتها بوالدتها، والصراع النفسى الداخلى الذى عاشته بسبب التهجير والحرب والغربة.
أيضا فيلم «قفزة أخرى» للمخرج الإيطالى إيمانويل جيروسا، اختار أن يعبر عن أزمات الشباب الفلسطينى الذى يعيش تحت حصار الاحتلال، فالحصار هنا ليس بداخل فلسطين فقط لكنه امتد أيضا للخارج، ليكشف عن حالة الإحباط والفشل التى يعانى منها الشباب، من خلال الكاميرا رحلة شابين أسسا فريق باركور الرياضى والمهتم بالقفز، هما جهاد وعبد الله، حيث يسافر الأخير إلى إيطاليا بينما يحاول جهاد أن يحقق أحلامه الرياضية بداخل الوطن، فنرى المعاناة بداخل غزة حيث يتدرب الفريق فى المنازل التى هدمت على أيدى جيش الاحتلال، إلى جانب فشل جهاد فى السفر بسبب تعنت الاحتلال الذى لم يسمح له بإنهاء إجراءات سفره، وعلى الجانب الآخر يعيش عبد الله الغربة ويواجه الصعاب فلا يجد طريقا ممهدا كما كان يظن، بل يعانى أيضا من البطالة وسوء التغذية مما يتسبب فى فشله.
وفيلم المخرج نيكولا خورى التسجيلى القصير «مدينة وامرأة» والذى يتناول لبنان بعد الحرب الأهلية فى التسعينات وكيف كانت بيروت مدينة هجرها سكانها بعد الحرب والتشبث بالأمل وسط الدمار والخراب.
2- جوائز
أفلام عديدة حصدت العديد من الجوائز فى ليلة الختام والتى حضرها الدكتور وخالد عبدالجليل مستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما نيابة عن الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة.
اقتنص الفيلم السورى «قفص السكر» للمخرجة زينة القهوجى جائزة أفضل فيلم فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، وتنويه خاص لفيلم «القصة الخامسة» للمخرج أحمد عبد، وتنويه خاص لفيلم «قفزة أخرى» للمخرج إيمانويل جيروسا»، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «خريطة أحلام أمريكا اللاتينية» للمخرج مارتين ويبر.
وفى الأفلام الروائية القصيرة حصد فيلم «alsit» المركز الاول، فيما حصل فيلم «maradonnas» على المركز الثانى، وتنويه خاص لفيلم «the lamp of god» وفيلم «aisha»، وجائزة الأفلام التسجيلية القصيرة حصل على جائزة أفضل فيلم «عمى تودور» للمخرج أولكا لوكوفانيكوفا، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «كشك الجنة للصحف والمجلات» للمخرج جيوفانا ورودريجو، وتنويه خاص لفيلم «نايا الغابة لها ألف عين» للمخرج سيباستيان مولدر .
وفى مسابقة أفلام الطلبة فحاز على أفضل فيلم «٢٠ جنيه فى الشهر» للمخرج حسن أبو دومة، جائزة أفضل فيلم روائى فى المسابقة لفيلم «فرصة أخيرة» للمخرج عمر صدقى، كما حصل أيضا على جائزة الدكتور سمير فرج وقيمتها ٥ آلاف جنيه باسم الراحل «سمير سيف».
وتنويه خاص لفيلم «أفضل البقاء فى صمت» للمخرجة دينا الزنينى، وفيلم «أن تصل متأخرا» للمخرجة ضحى حمدى، وفيلم «برابرى» للمخرج عمرو خالد.
وفى جوائز الجمعية المصرية للرسوم المتحركة.. فاز فيلم «زكريات» للمخرج باستيان ديبو، فيلم «تبقى واحدا» للمخرج سابستيان درينجر»، فيلم «الفتيات المزعجات» للمخرج ديفيد اوريلانا، فيلم «when the persimmons grew» للمخرج هلال بايداروف، وجائزة مسابقة الرسوم المتحركة، فاز فيلم «carrousel» بالمركز الأول، بينما حصل فيلم «push this button» على المركز الثانى، أما فيلم «souvenir» فحصد المركز الثالث.