عبدالحفيظ سعد يكتب: هل ينقذ الجن الشيخ عيلاء والشاطر حسن؟
استنشق بهدوء البخور المعتق ذا الرائحة النفاذة.. أرخ أعصابك ولا تتشنج، لكن كن حذرا.
الآن نحن فى المملكة السفلية للجن، اجتماع هام دعا إليه المارد الأكبر، الذى يظهر أنه فى حالة ثورة.. شعره انتفض، قرنا رأسه انتصبا وبرزت أسنانه، بينما عيناه صارت كالدم تصدر شررا مخيفا.
حالة الغضب التى سيطرت على المارد الأكبر، جعلت العفاريت والجنيات الصغيرة، اختبأوا فى ركن بعيد، خشية أن يطولهم شرار الغضب من عينى المارد الأكبر الذى اجتمع مع باقى مساعديه من المَرَدَة.
صوت المارد الأجش يهز المكان، وهو يتلو على مساعديه المَرَدَة، الخبر المزعج للعالم السفلى، والذى صار حديث العالم على الأرض، تتناقله الصحف والمواقع والفضائيات وأصبح أضحوكة على مواقع التواصل الاجتماعى.
«نائب الجن» فى صعيد مصر قبض عليه.. يتهامس العفاريت والجنيات فى ذهول «الشيخ عيلاء»، سمع المارد الأكبر الهمهمات القادمة من آخر القاعة، حيث يجلس العفاريت والجنيات، فازداد جنونه ووجه غضبه نحوهم، وهو يقول «نعم رجالنا الشيخ عيلاء، ضاعت هيبتنا».
وقف كاهن الجن، والذى تختلف هيئته عن باقى الجان لأنه «جن نارى»، فله عين واحدة فى منتصف وجهه والأخرى فى أسفل رأسه، يحاول أن يهدى المارد الأكبر، ويخاطبه «سيدى المارد الأعظم، هدئ من روعك، سنحاول أن نستجلى الأمر، ونستعدى مارد شمال الصعيد، حيث موطن الشيخ عيلاء».
قبل أن ينهى كاهن الجن كلماته، همست إحدى الجنيات لعفريت صغير أن يتصل بمارد شمال الصعيد، والذى لم يلحق بلقاء المارد الأكبر.
وفى غمضة عين، حضر مارد شمال الصعيد إلى القاعة، وهو ينفض الغبار عن هيئته، ويفرك عينيه «المعمصتين»، ليجد نفسه فى مواجهة المارد الأكبر، وهو يجذبه من كتفه، وينهره «ماذا حدث للشيخ عيلاء؟ وكيف تركته يقبض عليه؟».
يتمالك مارد شمال الصعيد نفسه، وهو يجيب متحاشياً النظر لعين المارد الأكبر، «سيدى الأمر لم يكن بيدى.. الشيخ عيلاء منذ سنوات أصبح كالطاووس خاصة بعد أن حصل على لقب نائب فى البرلمان، وازدادت معرفته بكبار القوم ورجال الأعمال، لدرجة أنه يمنح الألقاب ويكشف الأسرار لمذيعة شقراء اسمها (إيهام) أو ريهام وصارت تعرف أيضا بمذيعة الجن والعفريت.
لم يقُنع كلام المارد الصعيدى المارد الأكبر، ليقول له «طبيعى جدا أن يفعل أحد أتباعنا كل ما يحول له.. أليس نائب الجن!».
يستكمل مارد شمال الصعيد كلامه، «النائب عيلاء، لم يكتف بذلك، بل يا سيدى، كان ينصب باسمنا ليجمع المال والأتباع».
تضج قاعة المارد الأكبر بالضحك، خاصة من الركن القابع فيه العفاريت والجنيات، على كلام المارد الصعيدى، بينما يزداد غضب المارد الضخم، وهو يقول «طبيعى جدا آية المعتوه، أن يشتغل أتباعنا بالنصب والشعوذة».
يجيب مارد شمال الصعيد «نعم يا سيدى، لكن النائب فاحت سيرته واكتشفت ألاعيبه، لدرجة أنه فى إحدى المرات تعرف عبر المذيعة الشقراء على رجل أعمال ممن يمتلكون مصانع أسمنت، وأيضا قناة فضائية، وهى اختراع للبشر ما يحدث فيه يفوق أعمالنا نحن الجن».
ويضيف المارد الصعيدى «يا سيدى، الشيخ عيلاء أوهم رجل الأعمال أنه يولد له الدولارات، وطلب منه ٣ ملايين دولار، كى يولدها له وتصبح ٣٠ مليون دولار، يحصل النائب على ثلاثة منها، ورجل الأعمال على الـ٢٧ الباقية».
فتساءل المارد الأكبر وهل ولد الشيخ عيلاء الدولارات فعلا؟
فرد المارد الصعيدى «لا يا سيدى، أنت تعرف أن الدولار من صناعة بلاد الأفرنجة، وهى أماكن ليست كمغفلي الشرق، لا يظهر فيها سحرنا أو ألاعيبنا، لكن ما حدث أن النائب عيلاء نصب على رجل الأعمال أخذ الثلاثة ملايين دولار».
فأعجب المارد الأكبر بما فعل النائب، قائلا «ابن عفريته الشيخ عيلاء»!.
ويستكمل المارد الصعيدى القصة، أن رجل الأعمال قدم بلاغا ضد النائب عيلاء، يتهمه بالنصب.. وتدخل بعض الوسطاء بينهما، ليسحب رجل الأعمال البلاغ، بعد أن تعهد إليه الشيخ عيلاء بإرجاع الثلاثة ملايين دولار، لكن بعد أن يتم استغلالها فى التنقيب عن الآثار، ويدخل شريكا معه.
لينهى مارد الصعيد كلامه «يبدو أن التنقيب عن الآثار جلب عليهم لعنة الفراعنة»، فنظر المارد الأكبر للسماء وهو يفكر، ماذا سيفعل فهل ينقذ الجن صديقهم الشيخ عيلاء، وزميله رجل الأعمال الشاطر حسن؟
**ملحوظة لو حد سألنى عرفت هذا الكلام منين؟ المصدر عفريت لن أكشف عنه اسمه.