لماذا لُقبت السيدة زينب بـ الطاهرة؟
مسجد السيدة زينب أنشيء فى العهد الأموي
الأمسيات الدينية لا تُقام بسبب كورونا
لمسجد السيدة زينب حب خاص داخل قلوب المصريين، فاعتادوا على أداء الصلوات المختلفة فيه، ويأتون إليه من كل حدب وصوب، خاصة في المناسبات الكبرى، مثل الأعياد وشهر رمضان المبارك، ولآل البيت حب مختلف داخل نفوس كل الشعب المصري، حتى ارتبطت دعواتهم دائمًا بهم، وحاورت "الفجـر" الشيخ إبراهيم محمد البيومي إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، حول تاريخ المسجد، وسر حب المصريين له ولآل البيت.
وإلى نص الحوار:
بداية.. نود معرفة السيرة الذاتية للدكتور إبراهيم
البيومي إمام وخطيب السيدة زينب؟
إبراهيم محمد البيومي إمام وخطيب مسجد السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها،
مواليد قرية منشأة الأمراء بمركز المحلة الكبرى الغربية، حصلت على الدكتوراه في
الدعوة الإسلامية من جامعة الأزهر الشريف، وحصلت على العديد من المؤهلات والشهادات؛
منها عالية القراءات، وتخصص القراءات من معهد طنطا الأزهري، وإجازة بالقراءات
العشر.
حفظت القرآن في سن مبكرة، ومن الله تعالى علي بالخطابة منذ الصِغر؛ فبدأت
الخطابة في المرحلة الإعدادية، ومن يومها وأنا بفضل الله لم أتوقف عن الخطابة، إلى
أن أكرمني الله لأكون خادمًا للدعوة الإسلامية وإمامًا لمسجد السيدة زينب رضي الله
عنها وأرضاها، وذلك بعد اجتياز المسابقة التي أعلنت عنها الوزارة، وهذا شرف كبير
شرفت به، وأسأل الله ألا يحرمنا من شرف الدعوة إليه، ومن جوار ال البيت الأطهار، جمعنا
الله بهم في دار القرار سيرة السيدة زينب، وحب المصريين لآل البيت.
حدثني عن السيرة الذاتية العطرة لصاحبة هذا المقام ستنا
السيدة زينب
السيرة العطرة لستنا السيدة زينب الطاهرة بنت الإمام علي بن أبي طالب، جدها
سيدنا محمد سيد الخلق وحبيب الحق سيد الأولين وإمام المرسلين، وجدتها السيدة خديجة
بنت خويلد أول من أسلم من النساء، وأمها سيدة نساء العالمين فاطمة البتول بنت سيد
الخلق، وأبوها سيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه، وأخواها الشقيقان الإمام
الحسن والامام الحسين سيدا الشهداء، والشهداء أحياء، وسيدا شباب أهل الجنة، وأخوالها
القاسم وعبدالله وإبراهيم أولاد سيد الخلق، وخالاتها زينب ورقية وأم كلثوم بنات
سيدنا النبي، وعمها جعفر ابن أبي طالب، تزوجت بإبن عمها عبدالله بن جعفر بن أبي
طالب وأبنائها جعفر وعلي وعون الكبير، ثم أم كلثوم وعبدالله.
ما هي الصفات والألقاب التي اشتهرت بها ستنا
السيدة زينب؟
من صفاتها العطرة: محاسن كثيرة، وأوصاف جليلة، وخصال حميدة، وشيم سعيدة،
ومفاخر بارزة، وفضائل طاهرة ورثت الفصاحة والبلاغة والصبر من أبيها أمير المؤمنين
عليه السلام والعصمة الطاهرة عن أمها فاطمة عليها السلام، وكانت ذا فطنة وذكاء خارقين،
اشتهرت زينب بجمال الخِلقة والخُلُقِ، اشتهارها بالإقدام والبلاغة، وبالكرم وحسن
المَشُورَةِ، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي،
ويأخذون بمشورتها؛ لبُعْدِ نظرها وقوة إدراكها، وعُرفت زينب بكثرة التهجّد، شأنها
في ذلك شأن جدّها الرسول (صلى الله عليه وسلم).
وصفها: زينب هي النجم اللامع، والنور الطالع، والحق الساطع. ، طويلة القامة
حسنة الهيئة عالية المقام كانت في وقارها وعظمة شخصيتها كجدتها خديجة عليها السلام
وفي حيائها وعفتها كأمها الزهراء عليها السلام وفي بلاغتها وفصاحتها كأبيها علي
عليه السلام وفي حلمها وصبرها كأخيها الحسن عليه السلام وفي شجاعتها ورباطة جأشها
كأخيها الحسين عليه السلام. وقد حازت من الصفات الحميدة ما لم يَحُزْها بعد أمّها
أحد، حتّى حقّ أن يُقال: هي الصدّيقة الصغرى، هي في الحجاب والعفاف فريدة، لم يَرَ
شخصَها أحدٌ من الرجال في زمان أبيها وأخوَيها وهي في الصبر والثبات وقوّة الإيمان
والتقوى وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنّها تُفرِغ عن لسان أبيها أمير
المؤمنين.
ألقاب السيدة زينب: انتشرت وتعددت ألقاب السيدة زينب، رضي الله عنها
وأرضاها فهي صاحبة المقام الطاهر بقلب القاهرة. قبلة العارفين. رجاء المدد.
والقبس
من نور بيت آل النبي، نفحات مباركة تعطر مقامها الطاهر المطهر فهي السيدة العالمة
غير المعلمة، والفاضلة، والكاملة، أم هاشم، صاحبة الشورى، عقيلة بني هاشم،
الطاهرة، أم العزائم، أم العواجز، رئيسة الديوان.
كُنيت السيدة زينب بالعديد من الألقاب، أشهرها "أم هاشم"؛ لأنها
حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الإمام الحسين، ويقال لأنها كانت كريمة سخية
كجدها هاشم الذي كان يطعم الحجاج فكانت مثله تطعم المساكين والضعفاء، ودارها كانت
مأوى لكل محتاج.
كذلك لُقبت "بصاحبة الشورى"؛ لأأن أباها وإخوتها كانوا يأخذون
برأيها ومشورتها في الكثير من الأمور، ولُقبت أيضًا بـ"عقيلة بني هاشم"،
ولم تُوصف سيدة في جيلها أو غيره أو في آل البيت بهذا إلا السيدة زينب.
أما لقب الطاهرة، فقد أطلقه عليها الإمام الحسن أخوها، عندما قال لها:
"أنعم بك يا طاهرة، حقًا إنك من شجرة النبوة المباركة، ومن معدن الرسالة
الكريمة، عندما شرحت حديث رسول الله الحلال بيّن والحرام بيّن".
أما سبب تسميتها بـ"أم العواجز"؛ لأنها كانت دائما ما تساعد
العجزة والمساكين، عندما قدمت إلى مصر، كما سُميت السيدة زينب رضى الله عنها
وأرضاها بـ"رئيسة الديوان"؛ لأنها عندما قدمت مصر كان الوالي وحاشيته
يأتون إليها، وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم، فيتفهموا في الأمور الدينية في
ديوانها وهي رئيسته.
لماذا اختارت السيدة زينب مصر للإقامة بها؟
اختارت السيدة زينب مصر لتكون ملاذها الآمن، بعدما أجبروها على الخروج من
المدينة، واستشهاد الإمام الحسين، متوسمة الخير في حب أهل مصر لآل البيت، واحتفى
المصريون بحفيدة الرسول، وأطلقوا عليها العديد من الألقاب مثل "أم
العواجز"، و"أم المساكين"، ويلجأ إليها المريديون يتوسمون فيها
العون.
وتكريمًا للسيدة زينب، استقبلها والى مصر آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصاري في
بيته، وأجلسها مقعده تكريمًا لها، وأكرمت عقيلة بني هاشم أهل مصر بدعائها:
"يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله، أويتمونا أواكم الله، وأعنتمونا أعانكم
الله، وجعل لكم من كل مصيبةٍ فرجًا، ومن كل كرب مخرجًا".
متى أُنشئ المسجد الزينبي؟
أُنشئ مسجد السيدة زينب في العهد الأموي، ببيت الوالي الذي استضافها،
وتوفيت في شهر رجب عام 62 من الهجرة، ودُفنت في حجرتها التي أصبحت قبتها وحجرتها
إلى الآن.
حدثني عن سر حب المصريين لآل البيت؟
المصريون يحبون آل البيت ، ولآل البيت في نفوس المصريين مكانة كبيرة، ظهر
ذلك منذ قدوم السيدة زينب مصر، واستقبال المصريين لها، وامتد هذا الحب لآل البيت إلى
وقتنا هذا، وقد أمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بحب آل بيته والتمسك
بهم، ووصانا بهم عليهم السلام في كثير من أحاديثه الشريفة.
وروى مسلم عن زيد بن أرقم قال رسول الله «ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك
أن يأتى رسول ربى فأجيب وإنى تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور
فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال «وأهل بيتى،
أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتي».
وروى البخارى فى صحيحه من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها
قالت، قال سيدنا أبوبكر «والذي نفسى بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب
إلىّ أن أصل من قرابتى».
هل تُقام الأمسيات الدينية؟
الأمسيات حاليًا متوقفة ولا تُقام؛ وذلك نظرًا للظروف التي تمر بها البلاد
من جائحة كورونا، أسال الله أن يرفع عنا البلاء والوباء.