جميلات عالم الميكانيكا.. شقيقتان تتحديان "الأسطى بلية" في إصلاح السيارات

محافظات

أسماء وإسراء الديب
أسماء وإسراء الديب

لم تكترث كل من "أسماء وإسراء الديب"، للمشكلات التي ستواجهما لاقتحامهما عالم الرجال في ميكانيكا السيارات، حيث كسرتا هذه القاعدة وعادات وتقاليد المجتمع، وأثبتتا أنّ الفتيات قادرات على خوض العمل الشاق والذي من وجة نظر البعض "مهنة للرجال فقط"، فبدأتا خطواتهما الأولى في تحقيق حلمهما المشترك بدراسة ميكانيكا السيارات، بمعهد الدراسات التقنية والفنية قسم ميكانيكا بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.

وفي داخل المعهد ارتدتا أسماء وإسراء "الأفارول الأزرق" الخاص بالعمل داخل القسم، ولطختا أيديهما بالشحم، ووقفتا أمام السيارات لتصليح الأعطال، وسط عدد قليل من الرجال يعملون في نفس المهنة وفي حماس عملتا دون إكتراث لمصاعب المهنة ومشاقها عليهن كفتيات.

"كنت أحلم أن أكون قائد طائرة ولم أرغب في الهندسة"
تقول أسماء الديب 20 عامًا: "أنا لم أكن أريد أن أدرس أي شئ له علاقة بالهندسة أو الميكانيكا، وكنت أحلم أن أكون (قائد طائرة)، ولكن شقيقتي عندما درست هذا المجال شجعتني على دراسته، ولكي نصبح سويًا، ولندرس شيئًا جديدًا وليس مألوفًا خاصةً للفتيات، كما أنني في البداية التحقت بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة ولكني لم أجد نفسي بها".

وتابعت "الديب": "دخلت القسم ولم أنوي الاستمرار فيه، حتى تقدمنا لمسابقة (شباب مصر الثانية في تنمية المهارات)، والتي كانت تضم عدة أقسام، ميكانيكا سيارات، خراطة، حاسبات، طبخ وميك أب، وأقسام أخرى كثيرة، فتقدمنا لمسابقة قسم ميكانيكا السيارات".

"تغلبنا على الصعاب والوقوف أمام الرجال"
وأضافت أن "المهندس المسؤول عن التسجيل لم يصدق وقال لي أن (المهنة شاقة ولن تستطيعي)، ولكني صممت على دخول المسابقة في ميكانيكا السيارات والتحدي، وتدربت وتعلمت الأعطال وكيفية فك (العفشة)، واستغرق التدريب حوالي 7 أسابيع، ودخلنا للتصفية الأولى في المسابقة وفزنا بها، ثم التصفية الثانية وأخذنا مركز رابع، ووصلنا للنهائي وحصلنا على مراكز السابع والثامن، وكانت بالنسبة لنا شئ جديد، استطعنا فيه التغلب على الصعاب والوقوف أمام الرجال".

"تدربنا في عدة توكيلات للسيارات"
وأوضحت: "خاض المسابقة 23 طالبًا من الذكور، وبدأنا قبل المسابقة بـ3 أشهر التدريب في ورشة المعهد، ثم وفر لنا رئيس الأكاديمية الدكتور إسماعيل عبدالغفار، وعميد المعهد الدكتور عصام البكل، تدريبًا في عدة توكيلات سيارات كبرى".

"واجهنا صعوبات قبل دخول مجال ميكانيكا السيارات"
وأردفت: "تعلمت تكنولوجيا جديدة وصناعات جديدة، وهي مستحيلة بالنسبة لبعض الفتيات، وواجهنا بعض الصعوبات، وكان الناس يستغربون من دخولنا للمجال ولكن بعد ذلك قاموا بتشجيعنا على الإستمرار، وسننفذ مشروع مركز خدمة داخل الأكاديمية مع شقيقتي، وستكون الخدمة أقل من الأسعار في الخارج، وسنقوم بصيانة جميع انواع السيارات، وسنقدم خدمة التدريب في الورشة لمن يريد الدخول للمجال".

"طلبت تدريبًا خاصًا"
وقالت "إسراء الديب " 23 عامًا، والشقيقة الكبرى لأسماء: "تخصصت في قسم ميكانيكا السيارات ولكن مجالي الأساسي هو (ميكانيكا باور)، وأحببت أن أعمل في هذا التخصص وطلبت أن يكون التدريب الخاص بي في توكيلات السيارات، ووفرت لي الأكاديمية هذا وشجعتني على ذلك".

"أثبتنا أن العمل في مجال الرجال ليس صعبًا"
وأضافت: "أحببت اثبات نفسي في مكان مختلف، لأثبت للفتيات أن العمل في مهن الرجال ليس صعبًا، وبالرغم من انني كنت في قسم العمارة في كلية الفنون الجميلة ولكني لم أجد نفسي فيها، وكل ما احلم به وجدته في هذه المهنة وشجعت شقيقتي على ذلك، ودخلنا للمسابقة وفزنا فيها بعدة مراكز".

مركز خاص بعد التخرج
وتابعت شجعني أبي وأمي على اكمال هذا الطريق ولم يعترضا عليه، وسيكون لنا المركز الخاص بنا بعد التخرج لصيانة السيارات وسيكون داخل الأكاديمية.