خبير أثري يكشف دور "علم الجينات" في تحديد أفراد عائلة "توت عنخ آمون"
قام فريق مصري بدراسة المومياوات الملكية الموجودة في المتحف المصري بالتحرير وكذلك في عدد من المواقع الأثرية بمصر برئاسة عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وكان من بين أعضاء الفريق الدكتور يحيي جاد وفريقه المتخصص في الـ DNA أو الحامض النووي، وقام الفريق بعمل عدد كبير من الأبحاث العلمية على مومياوات الفراعنة.
ومن ناحيته قال الدكتور حسين عبد البصير مدير متاحف مكتبة الإسكندرية، إن الفريق نشر مقالة علمية مهمة في عام 2010 وتختص بدراسة الأسرة الثامنة عشرة بناءً على دراسة لمومياوات لأشخاص معروفي الهوية وذلك من خلال الكشوف الأثرية والمعلومات التاريخية.
وهذه المومياوات هي لـ يويا وزوجته تويا، والديَّ الملكة تي زوجة الملك أمنحتب الثالث، ومومياء الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، ومومياء الملك أمنحتب الثالث، والد الملك أخناتون، بالإضافة إلى عدد من المومياوات التي لم يتم تحديد هويتها قبل ذلك، غير أنه تم فرض نظريات كثيرة لتحديد هويتها دون تقديم أي دليل علمي أثري أو معملي على ذلك.
وقام الفريق بإجراء الدراسة عن طريق أخذ عينات دقيقة من عظام المومياوات، وتمكن الفريق من تحليل الجينات وتحديد البصمة الوراثية للأشخاص، وأكدوا أنه من المعروف علميًا أن هذه الجينات بها اختلافات تكرارية عددية تميز كل شخص عن الآخر، وتمثل في مجموعها بصمة جينية متفردة لكل إنسان.
وهذه البصمة الوراثية يتم توريثها بحيث يكون نصفها من الأب والنصف من الأم؛ أي أنه يجب مطابقة نصف البصمة للشخص كاملًا مع نصف بصمة الأب والنصف الآخر مع نصف بصمة الأم، وأوضح الفريق البحثي أيضًا إنه توجد بصمة الكرموسوم الذكري الذي ينتقل من الأب إلى ابنه وإلى حفيده، أي أن تلك البصمة تنتقل عن طريق خط الذكور الأقارب من ناحية الآباء فقط.
وتوصلت الدراسة التي قام بها الفريق إلى وجود تطابق في بصمة الكروموسوم الذكري بين ثلاثة أفراد، وهم الملك توت عنخ آمون، والملك أمنحتب الثالث والمومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر.
وعن طريق تحليل البصمة الوراثية أثبت الفريق بنسب تفوق 99.99%، أن يويا وتويا هما والديًّ مومياء السيدة الكبيرة التي عُثر عليها في المقبرة 35 من مقابر وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، والتي هي الملكة تي من الناحية التاريخية والأثرية.
وأن أمنحتب الثالث هما والدا المومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر؛ إذ أن الملك أخناتون تاريخيًا وأثريًا هو ابنهما؛ لذا فقد قام فريق العمل البحثي بترجيح أن تكون مومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر للملك أخناتون.
وذكر الفريق البحثي أنأن هوية الملك سمنخ كارع عليها خلافات كثيرة، وهل هو شخصية حقيقية أم لا؛ فلم يقم الفريق بنفي هذه الاحتمالية غير المرجحة بأن تكون المومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر للملك سمنخ كارع.
وأشار الفريق أن المومياء الصغيرة التي عُثر عليها في المقبرة رقم 35 بوادي الملوك هي ابنة الملكة تي والملك أمنحتب الثالث، وهي شقيقة للمومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 بالوادي، وأثبت الفريق أن هذه المومياء والمومياء التي عُثر عليها في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر، للملك أخناتون، هما والدا الملك توت عنخ آمون.
وبناءً على تحليل البصمة الوراثية والمعلومات التاريخية المتاحة التي قام بها الفريق البحثي، حدد الفريق علاقات نسب الملك توت عنخ آمون بثلاثة أجيال تسبقه في أسرته من الوالدين إلى جديه الأعليين.
ورسم الفريق البحثي شجرة عائلة الملك توت عنخ آمون بأجيالها المتعددة، ولكن لم تُتح للفريق البحثي المعلومات التاريخية المعروفة لتحديد شخصية والدة الملك توت عنخ آمون بعد.
ولم تشر دراسة الفريق البحثي إلى احتمالية أن تكون مومياء السيدة الصغيرة التي عُثر عليها في المقبرة رقم 35 في وادي الملوك بالبر الغربي لمدينة الأقصر هي لابنة الملك أخناتون والملكة نفرتيتي الأميرة ميريت آتون لعدم وجود دلائل تاريخية وأثرية تثبت ذلك لدى الفريق البحثي. وأخيرًا، أشارت دراسة الفريق البحثي إلى أن مومياء نفرتيتي لم يتم تحديدها إلى الآن. وتعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية التي ينتظرها العالم أجمع.