عشية الانتخابات الإسرائيلية الرابعة.. محللون لـ "الفجر": الوضع ضبابي ونرجح انتخابات خامسة
قبل ساعات قليلة تفصلنا عن الانتخابات التشريعية الرابعة الإسرائيلية، تشهد إسرائيل حالة من الغليان غير المسبوق وتظاهرات تخرج ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو الأمر الذي يثير القلق.
ولا يخفي علينا إجراء هذه الانتخابات التشريعية الرابعة في أقل من عامين في منافسة شرسة بين حزب الليكود الإسرائيلي ومرشحة بنيامين نتنياهو وبين تحالف أزرق أبيض والذي يترأسه بيني جانتس، ورغم العديد من التغيرات داخل التحالف إلا أنه لا يزال سندا قويا ومنافسا شرسا لحزب الليكود.
الوضع ضبابي
ومع إجراء الانتخابات التشريعية للمرة الرابعة على التوالي، علقت الدكتورة إلهام شمالي باحثة في الشان الاسرائيلي وعضو المركز القومي للبحوث :"المشهد السياسي في إسرائيل قبل ساعات من الانتخابات، ضبابيا، دون أي توقعات بتغيير ملموس في الخارطة السياسية مما يعني بقاء حالة الجمود السياسي والفشل المتكرر في تشكيل حكومة إسرائيلية مستقرة".
وتابعت "شمالي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر:" فإسرائيل اليوم منقسمة بين معسكرين الأول معسكر بنيامين نتياهو، الذي يسعى لتشكيل حكومة بأي ثمن، هروبا من المحاكمة، والثاني معسكر المعارضة بقيادة جدعون ساعر رئيس حزب تيكفا حداش، ونفتالي بينيت رئيس حزب يمينا اللذين يسعى لإنهاء حكم نتنياهو بأي طريقة، خاصة مع سياسته التهميش التي مارسها نتنياهو ضدهم، إلى جانب حزب ليبرمان بالطبع، إلا أنه معسكر غير متماسك في رؤيته، بالرغم من أن استطلاعات الرأي والذي تمنحه أغلبية في الكنيست".
وأضافت شمالي:" فعليًا نتنياهو يسعى لتفكيك المعسكر المعارض عبر جذب بنيت لتشكيل ائتلاف حكومي معه، واليوم أعلن نفتالي بنيت بصريح العبارة بأنه لن يمكن رئيس حزب يائير لبيد من أن يكون رئيس الحكومة بعد الانتخابات، وهذا اعتراف ضمني بأنه سيكون في معسكر نتنياهو خاصة بعد انهيار منافسته على رئاسته الحكومة مع تراجع عدد مقاعد حزب إلى تسعة".
شلل سياسي
وأضافت عضو المركز القومي للبحوث :"الانتخابات الإسرائيلية الرابعة لن تشكل حلاً لحالة الشلل السياسي داخل إسرائيل، والتوجه نحو انتخابات خامسة أمر حتمي في ظل الحالة الإسرائيلية الحالية، خاصة في ظل احتمالية التعادل النسبي بين معسكر نتنياهو والمعارضة، فهي انتخابات شخصية لا انتخابات سياسية انتخابات حول زعامة نتنياهو؛ بصفته رئيس وزراء اسرائيل الأطول في خدمة الحكومة الإسرائيلية، فهناك أصوات داخل اليمين الإسرائيلي بدأت تطالب فعليا باستبدال نتنياهو، فالصراع الدائر اليوم داخل اليمين الإسرائيلي هو صراع على السلطة فقط، وليس صراع أيديولوجي".
أما عن حزب أزرق أبيض، ومدى شراسته، فقالت "شمالي" في تصريحاتها لـ "الفجر":"هذا الحزب الذي لم يمضي على تشكيله أكثر من عامين أخذ في الأفول، وأغلب استطلاعات الرأي لم تمنحه أكثر من أربعة مقاعد، فالانتخابات ستجري في ظل تفكك حزب أزرق أبيض بوصفه كان يشكل أكبر جسم معارض، فلم يمنح زعيمه فرصة التناوب على رئاسة الحكومة كما نص اتفاق الائتلاف بين جانتس نتنياهو، إذا عمد الأخير على تغيب حزب أزرق أبيض عن أي اتفاقات التطبيع العربية، وهو ما عجل من حالة الانقسام داخله خاصة مع عدم إقرار الموازنة".
وأختتمت "شمالي" تصريحاتها قائلة:" فحزب أزرق أبيض وقعت به عدة أزمات أبرزها انسحاب ستة من أعضائه البارزين، أبرزهم إنفصال آفي نيسانكورن وزير القضاء عن الحزب، وانسحاب جابي اشكنازي وزير الخارجية الإسرائيلي ونائب جانتس من الحياة السياسية وعدم خوضه الانتخابات في أعقاب خلافاته مع جانتس بسبب مفاوضاته مع الليكود".
انتخابات خامسة
وفي سياق متصل، قال الدكتور، طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريحات خاصة لـ"الفجر":" عند الحديث عن الانتخابات الإسرائيلية فسوف نتحدث عن انتخابات خامسة وليست رابعة فإننا نتحدث عن حالة من عدم الإستقرار داخل الحياة السياسية".
وأضاف "فهمي":" نحن لا نتحدث عن قضية أشخاص بعينها ولكن قضية تشكيل ائتلاف يميني كامل يستطيع أن يحكم إسرائيل وفي حال نجاح في تشكيل حكومة ائتلافية محددة لن يكتب لها الاستمرار طويلا".
وتابع:" اجمالا نتنياهو لا يزال منافسا قويا يقدم نفسه لإسرائيل بصورة أو بأخرى، بالإضافة إلى أن حزب الجنرالات قد انتهى في إسرائيل وهذا له تأثير كبير، وبناء على ما سبق فإن إسرائيل سوف تدخل في حالة من الفراغ السياسي".