امرأة هزمت الشيطان| الفجر داخل منزل "ضحية زوجها وصديقتها".. جيرانها: "كانت بتخدم في البيوت لمساعدته" (فيديو وصور)
مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثامنة صباحًا، لحظة خروج هناء يوسف، ثلاثينية العمر من شقتها الكائنة بالطابق الأرضي بالعقار رقم 9 بشارع جرجس شنودة، بحي العمرانية، غربي محافظة الجيزة، متوجهة إلى عملها " كخادمة في البيوت"، لتساعد رفيق عمرها على تحمل أعباء المعيشة والإنقاق على أطفالهم الثلاثة، ( كيرلس، طالب بالمرحلة الثانوية، فادية، طالبة بالمرحلة الإعدادية، وأصغرهم مريم عمرها 5 سنوات) بعدما حضرت رفقته من عروس الصعيد، ليعيشوا في محافظة الأهرامات الثلاثة.
توجه الزوج " كامل"، عمره 41 سنة، أيضًا، إلى عمله كحارس عقار بشارع مراد بمنطقة الجيزة، ليعود الزوجين إلى شقتهما وقت أذان المغرب كعادتهما كل يوم، لكن السيناريو اليومي تغيرت أحداثه قبل أربعة أيام.
عاد الزوج في ميعاده، ليجد أطفاله الثلاثة، يخبروه بعدم عودة والدتهم من عملها، ووقتها أجرى اتصالا هاتفيًا بها، ليجد هاتفها المحمول مغلقًا، فخرج من مسكنه، بحثًا عن زوجته في المستشفيات، وفي أقسام الشرطة، لكن دون جدوى، فعاد إلى شقته مرة أخرى بعد جوله استمرت طوال اليوم بحثًا عن " أم أطفاله".
جلس الزوج رفقة أطفاله داخل شقتهم الصغيرة، والمكونة من غرفتين وصالة، يفكر في مكانًا تتوجه إليه زوجته.. "أول مرة تتأخر برا البيت، وتقفل موبايلها، وملهاش حد هنا"، وفي ذاك الوقت، ورد اتصالا هاتفيًا لزوج السيدة المتغيبة في ظروف غامضة، ليخبره بوفاة زوجته، والعثور على جثتها خلف السور الجانبي للطريق الدائري، بمنطقة الطالبية، وبحوزتها حقيبة يد بداخلها هاتفها المحمول، وتبين أن صديقتها تخلصت منها للزواج من عشيقها "زوج الضحية".
انتقلت محررة الفجر إلى مسكن الضحية، وإلتقت مع صاحب العقار محل سكنها، الذي بدأ حديثه قائلًا: "أم كيرلس، كانت عايشة مع جوزها وأولادها الـ 3 من حوالي 7 سنوات، في شقة غرفتين وصالة في الدور الأرضي، " إيجار جديد، يُجدد كل سنتين.
وأضاف صاحب العقار: إحنا عايشين كل واحد في حاله، أم كيرلس وزوجها كل يوم يخرجوا الصبح يروحوا شغلهم ويرجعوا وقت المغرب، مؤكدًا على حسن سمعة الضحية وعلاقتها الحسنة بزوجها عمرنا ما سمعنا صوت ليهم، حتى لما بيروحوا الشغل، أولادهم بيقعدوا في الشقة من غير مشاكل ولا بيلعبوا في الشارع، ولا حد بيجي عندهم.
وعن يوم اختفاء السيدة في ظروف غامضة، واصل حديثه: كامل رجع من شغله إبنه قاله إن أمه لسه مرجعتش من الشغل، قعد يصرخ وطلع زي المجنون يدور عليها في المستشفيات وأقسام الشرطة، لكنه لم يجدها، فعاد إلى شقته.
واستكمل حديثه أنه بعد ذلك ورد اتصالا هاتفيا أُخبر من خلاله بالعثور على جثة زوجته بالطريق الدائري، قبل أن تلقي أجهزة الأمن بالجيزة القبض عليه، مستطردًا، أن أسرة " أم كيرلس" حضروا إلى الشقة وأخذوا أطفالها الثلاثة ثم توجهوا إلى بلدتهم بقرية بني مزار، بمحافظة المنيا، لدفن الجثمان.
وإلتقطت زوجة صاحب العقار الحديث، قائلة: "ذنبهم إيه العيال الصغيرة، أمهم تموت وأبوهم يتسجن، ربنا ينتقم منها صاحبتها، كانت عايزة الراجل يقتل مراته وأم أولاده إزاي، دي كانت بتشتغل خدامة في البيوت علشان تساعده في مصاريف البيت.. ربنا يرحمها كانت ست محترمة، من وقت ما سكنت في البيت مشوفناش منها حاجة وحشة".
تلقى اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة إخطارًا من الرائد إسلام السيد رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية، بورود بلاغا من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثة سيدة مجهولة خلف السور الجانبي للطريق الدائري دائرة القسم وبحوزتها حقيبة يد بداخلها هاتفها المحمول، وفي وقت لاحق حضر، حارس عقار، عمره 41 سنة، مقيم بدائرة قسم العمرانية، وقرر أن المتوفية زوجته تدعي هناء يوسف، عمرها 38 سنة، وأضاف بتلقيه اتصالا هاتفيا أخبره المتصل بوفاتها.
توصلت تحريات فريق البحث المشكل برئاسة اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أن وراء ارتكاب الواقعة صديقتها، "مجدى"، عمرها، 31 سنة، خادمة، مقيمة بدائرة قسم الطالبية، ولديها ولد وبنت وشهرتها " أم مينا".
بتقنين الإجراءات تم استهدافها بمأمورية، برئاسة المقدم مصطفى كمال وكيل فرقة غرب الجيزة، والرائد محمد نجيب معاون مباحث قسم شرطة العمرانية، أسفرت عن ضبطها، وبمواجهتها اعترفت بقتلها المجني عليها وقررت أنهما كانتا تعملان خادمات وارتبطتا بعلاقة صداقة شملت زوجيهما منذ 5 سنوات وخلال تلك الفترة ارتبطت بعلاقة بزوج المجني عليها استمرت 4 سنوات والعام الماضي اتفقا على التخلص من زوجيهما ليتزوجا.
وأضافت المتهمة أنها في سبيل ذلك قام زوج المجني عليها فـي غضون شهر مايو 2020 بإحضار أقراص لحفظ الغلال، وسلمها لها فقامت بدسها لزوجها، عمره 57 سنة، شيف، مقيم بذات عنوانها في مشروب أدي إلى وفاته واتخذت إجراءات الوفاة بصورة طبيعية، وعقب ذلك طالبت زوج المجني عليها بتنفيذ اتفاقهما، إلا أنه كان يماطلها بزعم اختيار وقت مناسب فاستشعرت بتخليه عن تنفيذ اتفاقهما وعقدت العزم على الانتقام منه بقتل زوجته، حيث اتصلت بها من رقم جديد وانتحلت إسم آخر واستدرجتها لشقتها غير المعلومة للمجني عليها بزعم تنظيفها.
ويوم الثلاثاء الماضي توجهت المجني عليها إلى الشقة وما إن وصلت فباغتتها بالضرب باستخدام حجر إنترلوك، أعدته مسبقا حتى فارقت الحياة ثم تخلصت من الحجر بإلقائه بأحد مقالب القمامة ووضعت المجني عليها بحقيبة سفر كبيرة، وإستعانت بسائق تاكسي على حملها بادعاء سفرها لبلدتها بمحافظة المنيا حتى وصلت لمكان العثور وانتظرت حلول الظلام وتركت الجثة بالمكان وانصرفت.
وتمكنت مأمورية برئاسة الرائد محمد نجيب معاون مباحث قسم العمرانية من ضبط زوج المجني عليها وبمواجهته اعترف بما توصلت إليه التحريات، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء رجب عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات.