"هنا في مصر" أبواب عمرها أكثر من ألف عام تحكي التاريخ (صور)
خبير آثر يرصد معالم أسوار وأبواب القاهرة التاريخية عبر العصور
القاهرة الفاطمية التي أنشأها جوهر الصقلبي قبل ما يزيد عن الألف عام لم يتبق منها سوى أسوارها وبعض آثارها والتي يرصدها الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار عبر التقرير التالي.
وأوضح ريحان في تصريحات إلى الفجر، أن القاهرة التاريخية هي المدينة الوحيدة في العالم التي بنيت لها ثلاثة أسوار في العصر الإسلامي بفترات تاريخية متعاقبة الأول سور بناه جوهر الصقلبي، والثاني سور بدر الجمالي والثالث سور صلاح الدين الذي بناه وزيره بهاء الدين قراقوش.
بناء القاهرة
حين جاء جوهر الصقلبي يقود قوات الخليفة المعز لدين الله الفاطمي من القيروان إلى مصر كان في مقدمة ما عنى به إنشاء مدينة القاهرة وأحاطها بسور من الطوب اللبن يضم ثمانية أبواب، هي باب زويلة وباب الفرج في الجنوب، وباب الفتوح وباب النصر في الشمال، وباب القراطين الذي عرف فيما بعد بالباب المحروق، وباب البرقية في الشرق، وباب سعادة ثم باب القنطرة في الغرب.
بدر الجمالي وإعادة البناء
وأضاف أن بدر الدين الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الفاطمي أعاد بناء القاهرة الفاطمية عام 480هـ 1087م وبنى حولها سور من الأحجار الضخمة لم يتبق منه إلا بقية ضئيلة موجودة في شارع الجيش أما الأبواب الثلاثة الباقية هي باب الفتوح وباب النصر في الشمال وباب زويلة في الجنوب، وقام ببنائها ثلاثة إخوة وفدوا إلى مصر من أرمينيا بأمر من بدر الجمالي.
لوحة فاروق
ويقع سور القاهرة الشمالي في شارع البنهاوي امتداد شارع جلال المتفرع من شارع الجيش وقد شيد هذا السور بدر الدين الجمالي للدفاع عن القاهرة ويمتد هذا الجزء من سور القاهرة من لوحة الملك فاروق "لوحة مسجل عليها المرسوم الخاص بقطع السور لتوسيع شارع الجيش" مرورًا ببابي النصر والفتوح ممتدًا 30م، بعد باب النصر أما باقي السور فهو من أعمال الناصر صلاح الدين.
باب الفتوح
وعن معالم باب الفتوح شمالي القاهرة بجوار جامع الحاكم بالجمالية، قال ريحان، شُيد في عام 480هـ 1087م يتكون من برجين كبيرين بارزين لكل منهما حجرتان للدفاع والمراقبة وفتحة المدخل معقودة بعقد نصف دائري أسفله باب ضخم عبارة عن مصراعين خشبيين مصفحين يعلوهما عتب حجري من صنجات معشقة ويفضى الباب إلى دركاة مستطيلة في جوانبها ثلاث دخلات عميقة.
باب النصر
وباب النصر بالجهة الشمالية من سور بدر الجمالي وشيد في عام 480 هـ 1087م طبقًا للنص التأسيسي الذي يعلو باب الدخول ويتكون من برجين كبيرين بارزين مربعين نقشت عليهما أشكال بعض آلات الحرب من السيوف والتروس المستوى الأول والثاني منهما مصمت، ويتم الوصول إلى الطابق العلوي لهذين البرجين مِن درج خلفي داخل الحصن، واستُخدمت هذه البوابةَ، وغيرها في عهد الحملة الفرنسية والذين حولوا فتحات المزاغل الضيقة إلى فتحات للبنادق أو لفوهات المدافع.
باب زويلة أو بوابة المتولي
وباب زويلة يقع في الضلع الجنوبي لسور القاهرة وسمي زويلة نسبة إلى قبيلة من البربر في شمال أفريقيا انضم جنودها إلى جيش جوهر عند فتح مصر وكان الباب الأصلي الذي بناه جوهر عبارة عن بابين متلاصقين يقعان عند مسجد ابن البناء الذي يُعرف اليوم باسم زاوية العقادين بجوار سبيل العقادين بشارع المعز لدين الله.
وقد أزيل الباب الأصلي وبنى بدر الدين الجمالي بدلهما باب زويلة القائم حاليًا ويطلق عليه العامة باب المتولي بسبب جلوس متولي حسبة القاهرة في عام 485هـ ـ 1092م، أى بعد بناء بوابتي النصر والفتوح بحوالي خمس سنوات ويعتبر هذا الباب أحد أبواب ثلاثة فقط بقيت من أبواب القاهرة الفاطمية وأن البوابة الأولى كانت بفتحتين متجاورتين، فلما جاء المعِزُّ لدين الله إلى القاهرة بعد أن أسَّسها جوهر، دخل من الفتحة اليُمنى فتفاءل الناس بها وتركت اليسرى لخروج الجنازات.
والعنصر الجديد في هذه البوابة هو المقعد الذي وضع فوق عقد فتحة الباب، وكان المقعدُ مخصَّصًا للمراقبة العسكرية، ولما ضُمت القاهرة إلى العواصم بسور واحد، استغلَّ المقعد لمراقبة الأسواق وخروج المحمل، ويؤدي الباب إلى دركاة مربَّعة بفتح نافذتين بذيل البرج الشمالي متصلان بمسجده الجامع، وهذه البوابة لها شهرتها في التاريخ المملوكي والعثماني حيث شنق عليها الكثيرمِن الأمراء وكبار رجال الدولة ولم يتوقف استخدامها لتعليق رؤوس المشنوقين عليها إلا في عصر الخديوي إسماعيل.