جمال عبدالرحيم: الصحافة في مأزق.. وهذه رسالتي لأعضاء الجمعية العمومية
قال جمال عبدالرحيم وكيل أول نقابة الصحفيين، والمرشح لعضوية المجلس "فوق السن"، إن انعقاد الجمعية العمومية العادية للنقابة، يأتي هذا العام في ظل ظروف استثنائية مغايرة، بسبب جائحة كورونا، التي أودت بحياة العشرات من الزميلات والزملاء وأسرهم، كما يأتي في ظل أوضاع صعبة تعاني منها النقابة والمهنة.
الانتخابات تأتي بالتزامن مع مرور 80 عام على إنشاء النقابة
وأضاف على صفحته
الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن انعقاد الجمعية العمومية، يأتي قبل
أيام قليلة من احتفالنا بمرور 80 عامًا على إنشاء نقابتنا العريقة، في 31 مارس
1941 بصدور القانون الملكي رقم 10 بإنشاء نقابة الصحفيين.
وتابع: "يعد 31
مارس 1941 أحد الأيام المشهودة والمجيدة في تاريخ نضال الصحفيين المصريين، عندما
تكلل كفاحهم الذي استمر أكثر من 50 عامًا، حتي انتزعوا حقهم في إنشاء كيانهم
النقابي رسميًا، وخاضت النقابة منذ إنشائها وحتي اليوم، معارك عدة في سبيل حرية
الصحافة والصحفيين، فلم يكن الطريق إلى الحرية ممهدًا بالورود، بل كان وسيظل مليئًا
بالأشواك والتضحيات، والتي تخطت الاغتيال المعنوي، من منع أقلام وحذف مقالات
وتقييد حريات وغرامات مالية، ووصلت إلى التصفية الجسدية، فعلي مر العصور قدمت
الصحافة العديد من الشهداء سالت دماؤهم الزكية في سبيل انتزاع الحرية والعيش
بكرامة وعدالة اجتماعية".
وأكد "عبدالرحيم" أن نقابة الصحفيين التي احتضنت كل فئات الشعب المصري، كانت
أول نقابة في مصر والشرق الأوسط تصدر جمعياتها العمومية قرارًا صريحًا بحظر كافة
أشكال التطبيع المهني والنقابي والشخصي مع الكيان الصهيوني.
الفصل التعسفي وإغلاق
الصحف
وأوضح
"عبدالرحيم" أن الفصل التعسفي تحول إلى ظاهرة خطيرة في الأعوام السابقة،
وهو ما يحتاج إلى تفعيل قانون النقابة، وميثاق الشرف الصحفي للحفاظ على حقوق
الزملاء.
ولفت إلى أن إغلاق الصحف
تحول إلى ظاهرة خطيرة ومرعبة؛ فقذ شهدت السنوات الماضية إغلاق العديد من الصحف
المهمة منها التحرير والجماهير والصباح والعالم اليوم والخميس، ومن قبل إغلاق
العديد من الصحف الحزبية الكبيرة، منها الشعب والأحرار والعربي والحقيقة والغد
والجيل والجمهوري الحر والأمة، والتي كان يعمل بها الزميل العزيز محمد عبدالرحمن
الذي فقدناه مؤخرًا، وهو ما أدى إلى تسريح العشرات من الزميلات والزملاء، مشددًا
على خطورة الأمر الذي يحتاج إلى جهود كبيرة من مجلس النقابة المقبل لمساندة
الزملاء، والعمل على توفير فرص عمل مناسبة لهم.
لجان نقابية المحافظات
واستطرد
"عبدالرحيم" بأنه شارك مع الزملاء أعصاء المجلس في تشكيل لجان نقابية
بالمحافظات في عام 2016، والتي يقل عدد الصحفيين المشتغلين المقيمين بها عن 30 عضوًا،
ويزيد عن 15، وذلك استنادًا لنص المادة 61
من قانون النقابة رقم 76 لسنة 1970،
ومنذ ذلك الوقت لم يتم تشكيل لجان نقابية جديدة، وبالتالي أصبح الأمر يحتاج إلى
سرعة تشكيل اللجان النقابية بباقي المحافظات التي ينطبق عليها قانون النقابة.
الصحافة الورقية في مأزق
وشدد
"عبدالرحيم" على أن الصحافة الورقية في مأزق خطير جدًا فبالأمس كانت
رائدة تنتج وتبدع وتبادر وتبتكر وتؤثر في الرأي العام المصري و العربي، بل
والعالمي، واليوم صارت تصارع من أجل البقاء والاستمرار، لافتًا إلى أن مستقبل
الصحافة الورقية مرتبط بقدرتها على التطور ومجاراة الصحافة الإلكترونية، عن طريق
الاهتمام بما وراء الخبر من تحليل ومتابعات وحوارات وآراء.
ولفت وكيل النقابة إلى
ضرورة تنظيم دورات تدريبية للزميلات والزملاء في كافة أشكال وأنماط الصحافة
الورقية والإلكترونية، وذلك لتطوير الأداء المهني، والذي بات ضروريًا للجميع.
المرحلة المقبلة
ووجه رسالة إلى أعضاء
الجمعية العمومية قائلًا: "لا يختلف لإثنان على أن المرحلة المقبلة تعد مهمة
وفاصلة لنقابة الصحفيين ومهنة الصحافة، عقب التراجع الخطير الذي شهدته المهنة في
السنوات الأخيرة الماضية، لذلك نحتاج إلى جهد مضاعف من أجل الحفاظ على هيبة
النقابة وكرامة وأبنائها، والارتقاء بالمهنة، وتحسين مستوى المعيشة لجميع الزميلات
والزملاء".
وتمنى "عبدالرحيم" أن يتحول اجتماع الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين
إلى عُرس ديمقراطي، يستعيد خلاله الكيان النقابي بوحدة الصحفيين دوره، وأن يكون
نقطة انطلاق لبدء التغيير الجذري لأوضاع الصحافة والصحفيين، وأن نتعاون جميعًا في
اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة
للحفاظ على صحة وسلامة جميع الزميلات والزملاء واللجنة المشرفة على
الانتخابات والجهاز الإداري.
