بعد جولة على الوحدات الصحية.. "الفجـر" تحسم مخاوف الأمهات بشأن جرعات التطعيم الزائدة

أخبار مصر

التطعيم ضد شلل الأطفال
التطعيم ضد شلل الأطفال - أرشيفية

بعد جولة الفجر في عيادات الصحة: التمريض ليس على علم بالتعليمات الخاصة بالجرعات الزائدة

ممرضة تعطي جرعة لطفل بعد تطعيمه بيومين


أخرى تؤكد أن الجرعات الأساسية تم تقسيمها على أربع حقن بدلاً من إثنين

مصدر بالصحة: التطعيمات الجديدة تمهيدًا لوقف تطعيم شلل الأطفال الفموي

رئيس قطاع الطب الوقائي: جرعتين شلل الأطفال الجديدتين لضمان خلو مصر من المرض وتطعيم الحملة بديل للمواليد التي لم تلحق بالجرعتين

طبيب أطفال: تطعيمات الحملة لا تتعارض مع التطعيمات الإجبارية والإضافية

 

حالة من الجدل والتخبط عاشتها الأمهات الفترة الأخيرة على إثر قرار وزارة الصحة والسكان بتحديث جدول التطعيمات الإجبارية للأطفال، بداية من 22 فبراير الماضي، بإضافة جرعتين جديدتين لطعم شلل الأطفال المعطل بالحقن "سولك"، في إطار الخطة القومية للحفاظ على مصر خالية من مرض شلل الأطفال، التي تتضمن إدراج الطعوم الجديدة أو زيادة عدد جرعات التطعيمات الإجبارية.

"الفجر" قامت برصد الجدل والتساؤلات التي طرحتها الأمهات حول ذلك التحديث وأسبابه؛ للوقوف على الشائعات التي روجها البعض، بسبب إضافة الجرعتين، وربطها بأن التطعيمات السابقة كانت غير كافية للحفاظ على مصر خالية من مرض شلل الأطفال، خاصةً بعد ربط تلك الشائعات مصير الأطفال الذين لم يتلقوا التطعيم بأنهم سيصابوا بالمرض.

 

في البداية تأكدنا من مصادرنا داخل الوزارة، أنهم قاموا بإرسال خطاب التحديث لكافة مديريات الشؤون الصحية على مستوى الجمهورية، بتعديل حساب احتياجاتهم من الجرعتين الجديدتين من "سولك" طعم شلل الأطفال والسرنجات على كافة المستويات، لتكفي تطعيم الأطفال عند إتمام "شهرين و6 أشهر"، بجرعة 0.5 سم حقنًا بالعضلة الأمامية للفخد اليسرى.

وبعدها بدأنا جولتنا على عدد من الوحدات الصحية بمحافظتي القاهرة والجيزة؛ حيث قمنا بزيارة 5 وحدات صحية، ففي مكتب صحة "الكونيسة" وجدنا ممرضة واحدة وعاملين، قمنا بسؤالها عن التطعيمات الجديدة فقالت: "احنا لسه مستلمنهاش، لما تيجي تعالوا خدوها"، وعندما أخبرتها بأن طفلتي عمرها شهرين ونصف فهل تستطيع أخذ التطعيم أجابت: "اه، تعالي بعد كام يوم نديهولها وبعدين الجرعة الزيادة التانية في الشهر السادس"، وبسؤالها عن سبب إدراج هذين الطعمين قالت: "والله معرفش الوزارة قالت هنديهم أدوهم".

 

ولكن في عيادة الصحة بالعمرانية، كان للممرضة رأي آخر، حيث قالت: "التطعيمين الجداد دول أصلًا هما هما التطعيمات القديمة بس الوزارة قسمت الجرعات وقللتها، وبدل ما هنطعم الطفل على مرتين هنطعمه جرعة الحقنة على أربع مرات"، وبسؤالها عن إمكانية إعطاء طفل عمرها ثمانية أشهر جرعة من الجرعات الجديدة رفضت، وبررت ذلك بأن الطفل لم ينقصه أي تطعيم، فهو حصل على الجرعة كاملة، ولكن كانت على حقنتين وليس أربعة".

 

وفي عيادة الصحة بالجيزة، لم يختلف الوضع كثيرًا؛ حيث أن الكلام المرسل من المسؤولين هو السائد، ولكن رصدنا خلال زيارتنا للعيادة احد الأمهات قامت بتطعيم طفلها تطعيم الستة أشهر منذ يومين، وجددت زيارتها للعيادة بعد سماعها عن وجود جرعات زيادة وبالفعل قامت الممرضة بتطعيمه بالطعم الزائد، وبسؤال الأم عن جرعة الشهر الثاني للطفل قالت لها الممرضة، إنه مر عليها وقت كبير، فلن يصلح إعطائها للطفل، فقامت محررة الفجر بسؤال الممرضة عن الطعوم الجديدة وميعاد أخذها فقالت: "الطعمين بيتاخدوا واحد في الشهر الثاني وواحد في الشهر السادس، ولو فيه طفل لسه متطعم من يومين أقصى مدة ممكن أديله الجرعة الزيادة عادي طالما وقت قصير، لكن لو مدة كبيرة لا".

 

وفي عيادة الصحة بالهرم، كان الوضع مختلفًا؛ حيث أن التمريض هناك كان على دراية بالتطعيمات الزاىدة، والتعليمات التي طرحتها الوزارة، وكانوا يجيبوا على تساؤلات الأمهات حول تلك الزيادة فقالوا إنها جرعات تنشيطية للوقاية من شلل الأطفال، ولكنهم لم يستطيعوا الإجابة على الأمهات اللاتي يسألوهن عن مصير أطفالهن، الذين لم يلحقوا الجرعتين، فكانوا يجيبوهن بعدم علمهم، وهم فقط عليهم تنفيذ التعليمات ويخشون إعطاء التطعيم لأي طفل حتى ولو مر على تطعيمه ساعة واحدة يالجرعة الجديدة حتى لا يتسببا في إيذاء ذلك الطفل، وبسؤال أحدهم عن الجرعات المخزنة لديهم من تطعيمات الشهرين والـ6 اشهر قالت: "إحنا الأول طعمنا على النظام القديم لحد ما خلصنا كل الطعوم اللي عندنا ولما جالنا التطعيمات الجديدة طعمنا بيها".

 

أما في عيادة الدقي كان الأمر أكثر تنظيماً، حيث أننا وجدنا بالعيادة طبيب هو الذي يقوم بالرد على استفسارات الأمهات، وقام بشرح الأمر لهم ببساطة، أن الطعوم الجديدة تأتي في إطار الخدمة المجتمعية للحفاظ على مصر خالية من شلل الأطفال، وأن الأطفال التي لم يتسن لها الحصول على التطعيم لن يصيبهم أي مكروه؛ حيث أن جرعات الحملة القومية لشلل الأطفال ستعمل عمل الطعوم الجديدة، التي ما هي إلا جرعات تنشيطية ليس أكثر، فقال للأمهات: "الطفل اللي عمره شهرين و6 شهور ياخد الطعم الجديد مع باقي التطعيمات، واللي عدى شهرين ياخد شهر 6 بس، واللي عداه الاتنين مفيش مشكلة ميقلقش".

 

وبسؤال دكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائي، أكد أن الجرعتين الزيادة على التطعيمات الروتينية الإجبارية قامت الوزارة بإدراجهم ضمن التطعيمات الأساسية لاكتساب مناعة مجتمعية لضمان الحفاظ على خلو مصر من تطعيم شلل الأطفال، حيث أن الأطفال في عمر الشهرين والستة أشهر سيحصلون على الجرعتين الزائدتين.

 

وبسؤاله عن الأطفال التي فاتتهم الجرعتين أو الذين فاتتهم جرعة واحدة، وسيحصلون على الثانية في تطعيمهم بالشهر السادس، قال إن هؤلاء الأطفال الذين لم يحصلوا على الجرعتين، عليهم الحفاظ على أخذ تطعيمات حملة شلل الأطفال؛ حيث أن الطعم الموجود بالحملة طعم إجباري يحل محل الجرعتين الزائدتين، وأنهم يعتبروا مكملين لجرعة شلل الأطفال الأساسية الموجودة بحملة شلل الأطفال.


ووجه للآباء والأمهات نصيحة بألا يقلقوا ولا ينساقوا وراء الشائعات، وحيث أن تطعيمات حملة شلل الأطفال ستكون عوضًا عن الجرعتين الزائدتين، ولا ضرر للأطفال الذين لم تتسن لهم الفرصة لأخذ التطعيم.

 

وصرح مصدر بوزارة الصحة، بأن الغرض من تحديث التطعيمات الروتينية، وإلحاق جرعتين شلل الأطفال عن طريق الحقن، هو أن الوزارة تسعى لوقف تطعيم شلل الأطفال الفموي الموجود بالتطعيمات الروتينية فيما بعد، لتصبح كافة تطعيمات شلل الأطفال بعد ذلك تعطى للمواليد عن طريق الحقن وليس الفم.

 

وأكد أن وقف التطعيمات الفموية ليس له علاقة بحملة شلل الأطفال؛ حيث أن التطعيمات بها ستظل فموية كما هي، التغيير فقط سيكون في التطعيمات الإجبارية الروتينية.

 

أما عن تعارض التطعيمات الروتينية مع تطعيم حملة شلل الأطفال، فقال دكتور هاني عصام إن تطعيمات الحملة لا تتعارض مع التطعيمات الأساسية، وهي تطعيمات مهمة يجب إعطائها للطفل، موضحًا أن الطفل الذي أخذ أحد التطعيمات الروتينية وبعد يوم جاء ميعاد تطعيم الحملة فعليه إعطاء الطفل التطعيم وهو مطمئن.

 

كما أكد أيضًا أن تطعيم حملة شلل الأطفال لا يتعارض مع التطعيمات الإضافية، سواء كان ميعاد إعطائها للطفل قبل تطعيم الحملة أو بعده، لوقاية الأطفال من الشلل وضمور العضلات.

 

وعن الشائعة التي روجها البعض، أن تطعيم شلل الأطفال يسبب إنهاك للمناعة في ظل جائحة كورونا، التي تتطلب وجود مناعة قوية للشخص لمحاربتها، قال "عصام" إن ذلك الكلام ليس له أساس من الصحة، ويجب أن يتم تطعيم كافة الأطفال للوقاية من الشلل.