كبير أثريين يكشف.. مسلسل أحمس سيحمل أخطاء كارثية وعمرو يوسف لا يصلح (صور)
تواترت الأخبار عن قيام إحدى شركات الإنتاج الكبرى والتي كان لها الفضل فى إنتاج مسلسلات هامة أبرازها الاختيار، بإنتج مسلسل تاريخي عن الملك أحمس، وتباينت ردود أفعال الأثريين والمتخصصين حيال هذه الخطوة.
ومن ناحيته قال مجدي شاكر كبير أثريين، إن الفرحة هذه المرة كانت أكثر، لأننا كنا نطالب بذلك من فترة طويلة بإنتاج دراما عن تاريخنا المصري القديم الذى أصبح مادة خصبة لعشرات الأفلام والمسلسلات فى العالم مثل المومياء والوصايا العشر وكليوباترا وغيرها.
وأشار شاكر في تصريحات إلى الفجر أن أول عمل عن الملك أحمس الأول مأخوذ من رواية الأديب العالمى نجيب محفوظ (كفاح طيبة) والتى كانت مقررة عن طلاب مدارسنا، وهي عن كفاح المصريين وتضحياتهم فى حروبهم ضد الهكسوس والرواية سيقوم ببطولتها الفنان عمرو يوسف مجسدًا شخصية "أحمس طارد الهكسوس" وذكرت الشركة أن الميزانية هي الأضخم فى تاريخ إنتاج الأعمال الدرامية حتى يظهر العمل بشكل يليق بملك مصر وحضارتها.
وهنا يجب أن نسجل وننبه لبعض الملحوظات:
أولًا، الأعمال الدرامية وخاصة التاريخية لها تأثير كبير لدى المتلقي، لأن المشاهد للأسف يستقبل المعلومة الدرامية وكأنها حقيقة مؤكدة، ولا زال المشاهد يؤمن أن الجندي المسلم عيسى العوام كان قائدًا مسيحيًا لأن ذلك ورد في فيلم الناصر صلاح الدين.
ثانيًا إعلان المسلسل ظهر فيه خطأ واضح، وهو أن التمثال المعروض فيه هو للملك تحتمس الثالث مؤسس أول إمبرطورية وليس للملك أحمس وهو معروض فى متحف الأقصر، ولم نعثر على تماثيل كثيرة للملك أحمس الأول غير رأس تمثال من الحجر الجيري فى متحف بروكلين أمريكا.
ثالثًا، رغم أن القصة قصة الأديب العالمى نجيب محفوظ وهو قارئ جيد للتاريخ وقام بترجمة كتاب مصر القديمة فى بداية حياته وقدم روايات تاريخية هامة فى تاريخ مصر القديم مثل كفاح طيبة ورادوبيس وعبث الأقدار والعائش فى الحقيقة عن أخناتون ولكن القصة بها أخطاء كارثية وتخيلات لم تحدث مثل أن أحمس أحب بنت ملك الهكسوس وهو لم يحدث فكيف يحب ابنة من أهانت بلاده ١٠٨سنة، وهو الغيور عليها. وأن الهكسوس وصلوا لمنطقة طيبة "الأقصر" وهو مالم يحدث أيضًا حيث استقروا فى شرق الدلتا.
لذا كنا نتمنى أن يُراجع السيناريو على يد متخصصين فى مجال التاريخ المصري القديم وأن يكون فى تنشئ وزارة السياحة والآثار إدارة لمراجعة المسلسلات التاريخية مثل الإدارة التي في الأزهر الشريف التي تراجع الأعمال الدينية وحتى فى المسلسلات العادية هناك من يقوم بضبط اللهجة من الصعيد.
أحداث رواية نجيب محفوظ تثير البلبلة لدى متلقي المعلومات التاريخية والمهتمين بالتاريخ المصري وأبطاله ومن الخطأ أن نصدرها للناس خاصة عندما تكون عن بطل كبير لولاه لتغير تاريخ المنطقة فالدارما لا تصنع التاريخ ولكن التاريخ صانع الدراما.
رابعا نتمنى أن يشرف على الملابس والديكور وكتابة الكتابة المصرية القديمة على المناظر متخصصين فى مثل هذه الأعمال لأن لكل عصر ملابسه ونصوصه وأسلحته وزخارفه.
خامسا رغم حبى للفنان عمرو يوسف وتقديرى له كنت أتمنى أن يتم اختيار ممثل يشبه أحمس خاصة وأن له تماثيل ونقوش وحتى المومياء الخاصة به في المتحف المصري وملامحه جنوبية صرفة لأنه من الأقصر أي يميل للون الأسمر وعيونه ليست ملونه كعمرو يوسف فأرجو أن يتم مراعاة ذلك حتى فى المكياج.