مدير مركز سلمان زايد: إيران أمنت العقاب فأساءت الأدب وتصريحات خامنئي هدفها الانتخابات (خاص)
خلال الأيام القليلة الماضية خرجت إيران لتصعد الأمر على الساحة الدولية وبشكل خاص عقب خروج المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي ليعلن أن طهران قد قاربت على الوصول لنقاء 60% من تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي أثار استياء العديد من الدول الأوروبية.
ولا يخفي علينا إنسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني وكان أول الملفات التي تم وضعها على طاولة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، ومع كل هذا الأمر وكافة التقلبات بالإضافة إلى اقتراب موعد الانتخابات بين كل من المحافظين والإصلاحيين في إيران.
إيران أساءت الأدب
وعلق الدكتور هشام البقلي مدير مركز سلمان – زايد للدراسات والباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، على التصعيد الإيراني، قائلًا إن إيران أمنت العقاب فأساءت الأدب.
وأضاف البقلي، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر":"أولا الخطوات التصعيدية والتي تأخذها إيران أو ما تسمى حالة التعنت الإيراني في مواجهة أمريكا تعود لوصول بايدن إلى سدة الحكم وأن الإيرانيين يعون جيدا مدى تردد الديمقراطيون في التعامل مع الملف النووي الإيراني بشكل عام باختلاف كليا عن سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والذي كان يتعامل بصرامة وحزم أكبر مع هذا الملف".
وتابع "البقلي:"ولا ننسى أن الجانب الإيراني قد وصل للاتفاق النووي الإيراني عام 2015 أثناء حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والذي كان ينتمي أيضا للديمقراطيين وبالتالي فإن الخطوات تراها إيران في صالحها فبالتالي حالة التعنت والتصعيد يصب في مصلحة الجانب الإيراني أكثر من الجانب الأمريكي.
وأكد أن إيران لديها شعور أن الولايات المتحدة سترضخ بشكل أو بآخر لمطالب إيران وإطالة أمد التفاوض بالنسبة للطرف الإيراني يجعلها تتربح مزيد من المكاسب كمسألة رفض تجميد العقوبات وأنها تطالب برفع العقوبات قبل الجلوس على طاولة تفاوض وهي تعي جيدا أن نهاية الأمر سوف يكون هناك تفاوض بين الطرفين الإيراني والأمريكي على بعض محددات الاتفاق النووي ولن يكون هناك تراجع كامل على الاتفاق ومستبعد أن تسمح إيران بالمساس برنامجها الصاروخي الباليستي".
تصريحات غرضها الانتخابات
أما عن تصريحات خامنئي، فقال مدير مركز سلمان –زايد للدراسات:" هي تصريحات تصعيدية هدفها الاستهلاك المحلي ولا أعتقد أن إيران سوف تقدم على هذه الخطوة فهو يلوح فقط لقدرة الوصول لـ 60% وامتلاك القنبلة النووية فهي ورقة ضغط على المجتمع الدولي واستخدام الأوربين كجسر للتفاوض مع أمريكا".
وتابع البقلي :"وتصريحات خامنئي تلهب الشعب لاننسى أن الانتخابات الإيرانية تقترب وهناك منافسة بين الإصلاحيين وبين المحافظين في التوقيت الحالي وهذه التصريحات تصب في مصلحة المحافظين الذين يتعامولون مع الملف النووي بشكل أكثر قوة وحزم أي أن تصريحات خامنئي ذهبت في العديد من الاتجاهات".
إدانات من ورق
وكانت قد خرجت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتدين التصعيد الإيراني بخصوص الملف النووي، فيما علق عليها البقلي قائلا:"ادانات فرنسا وألمانيا وبريطانيا إدانات لن ترتقي إلى المستوى المطلوب من قبل الدول الأوروبية ومع الأسف فإن إيران تبدو أنها قد تعودت أن الجانب الأوروبي كثير الكلام دون تأثير على أرض الواقع".