"المسافر خانه" بيت الأثرياء ومكان ميلاد الخديوي
قال مجدي شاكر كبير أثريين، يقع قصر المسافر خانة بين درب المسمط ودرب الطبلاوى في حى الجمالية، بناه محمود محرم الفيومي أحد كبار تجار سنة 1203هـ 1789م، ويعد القصر من أجمل دور القاهرة في القرن الثامن عشر.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى الفجر أن محمود محرم كان أحد أثرياء تجار القاهرة، وقد بنى القصر وشيد مسجدًا بجوار بيته على رأس درب المسمط ووقف عليه أوقافًا وتشرف عليه وزارة الأوقاف.
وتابع، كان الحاج محمود محرم من مدينة الفيوم وانتقل إلى القاهرة واستقر فيها واشتغل بالتجارة، وبدأ في تشييد هذه الدار سنة 1779م وانتهى منها سنة 1789م وكانت غنية بزخارفها وعناصرها المعمارية، والقسم الأول منها بناه في عام 1779، والثاني عام 1783م.
وكي تدخل إلى قصر المسافر خانه يجب عليك المسير إليه عبر درب الطبلاوي، ومنه ستدخل إلى الجزء البحري من القصر والي يتألف من دركاة بها على اليسار باب يؤدي إلى القسم القبلي، وباب آخر يؤدي على فناء مكشوف به على اليسار باب يؤدي إلى سلم موصل إلى الغرف العلوية.
والجزء القبلي يتوصل من بابه إلى ردهة فسيحة تؤدي إلى ردهة فسيحة تؤدي إلى قاعدة بأرضيتها نافورة رخامية جميلة.
ويحمل القصر الكثير من النماذج الفنية والمعمارية المبهرة من أرابيسك ورخام وفسيفساء وزجاج ملون بشكل يتسق مع ارتفاعه الكبير الذى كان يبلغ 22م، كما كان يحتوى على أكبر مشربية من الطراز الإسلامى على مستوى العالم.
وقام شاه بندر التجار محمود محرم بإهداء القصر إلى إبراهيم باشا الذي أهداه إلى ابنته الأميرة فاطمة والدة الخديوي إسماعيل الذي ولد في هذا القصر وتحديدًا في القاعة القبلية بالطابق العلوي منه في 22 يناير سنة 1829سنة وتولى عرش مصر 1863- 1879.
وصار قصر المسافر خانه فيما بعد مقرًا لضيافة القادمين إلى مصر، ودخل اهتمام الدولة عام 1897 عندما سجلته لجنة حفظ الآثار العربية، وتم ترميمه لأول مرة عام 1928 وتحول إلى مزار سياحى ومرسم للعديد من الفنانين.
وتعرض المسافر خانة لحريق هائل أدى إلى تدمير معظم معالمه في 22 أكتوبر 1998م.