إيمان كمال تكتب: مى عز الدين.. النضج فى الوقت المناسب
من الظلم تقييم فنان فى مرحلة البدايات.. حيث التخبط أحياناً والنجاح ولو (صدفة) فى أحيان أخرى، ففى البدايات يسعى الفنان جاهدا لكى يثبت وجوده بشتى الطرق وبما يعرض عليه، قبل أن يصل لمرحلة حرية الاختيار أو تفصيل عمل خصيصا يناسب قدراته وموهبته.
فى السنوات الماضية تثبت مى عز الدين بأنها وصلت لمرحلة من النضج الفنى أصبحت تحسن اختيار أعمالها، ربما تكون قد أخفقت العام قبل الماضى حين قدمت مسلسل «البرنسيسة بيسة» ولكنها لم تقف عند هذه الأزمة ولم تكابر مصرة على النجاح مثلما يفعل غيرها حين لا يحسن الإختيار، ولكن ذكاء مى جعلها تركز دائما فى الخطوات التالية وما تقدمه لجمهورها، فجاءت خطوتها التالية مع مسلسلها الأخير «خيط حرير» مع المؤلف محمد سليمان عبدالمالك والمخرج إبراهيم فخر شركاء النجاح معها، أيضا ليس فى خيط حرير فقط ولكن أيضا فى «رسايل» الذى قدمته قبلها ونجح أيضا فى بلورة نضجها.
بلطف شديد استطاعت مى أن تخرج من مرحلة الفتاة خفيفة الظل الصغيرة فى العمر، وبدأت فى تقديم أعمال تناسبها وتناسب قدراتها التمثيلية وموهبتها أيضا، فالتنوع وحالة التناقض فى شخصية «مسك» فى مسلسل «خيط حرير» خير دليل على ذلك، سواء فى مراحل الشخصية الأولى فى بدايتها وقصة الحب الأولى لشاب ثرى من عائلة تختلف عن أسرتها تماما التى تتمسك بالقيم والمبادى وبالكاد توفر احتياجاتها المادية، والمرحلة الثانية هى النضج وامتلاك المال الطائل والنفوذ والجبروت أحيانا.
قدمت مى تيمة الانتقام التى تستهوى كثيرا من الفنانات لكن بطريقة غير تقليدية، ونجح فى ذلك المؤلف سليمان عبد المالك الذى قرر تقديم تلك التيمة بشكل جديد على الدراما وساعده فى ذلك كادرات المخرج إبراهيم فخر أيضا، وقدرة مى على تجسيد الشخصية دون انفعالات زائدة أو «أفورة»، بل اعتمدت على انفعالاتها الداخلية.
لم ينتصر «خيط حرير» للانتقام بل انتصر للقيم والمبادئ التى تتبدل بحكم الظروف والخبرات لكن علينا ألا نغترب كثيرا عن نقائنا البشرى ونرهق أرواحنا بالانتقام، وهو أيضا يحسب لمؤلف العمل الذى يتعمق فى أعماله دائما بداخل النفس البشرية وطباعها المختلفة بطريقة غير مباشرة.
لم تحصل مى على البطولة المطلقة سريعا رغم ملامحها الجميلة،وموهبتها التى لفتت الأنظار إليها منذ بدايتها فى 2001 لكنها ظلت تقدم البطولة النسائية فى العمل قبل أن تحصل على فرصتها فى البطولة المطلقة فى عام الشك فى عام 2013 والذى من الممكن اعتباره من أعمال البطولة الجماعية، فكانت ذكية فى أن تقدم عملا مع حسين فهمى ورغدة وغيرهما من النجوم الذين ساندوا مى فى أول تجربة بطولة مطلقة لها، واستمرت بعدها فى تقديم أعمال مختلفة لتتراكم خبرتها وتصل لمرحلة النضج الذى كان واضحا تماما فى «خيط حرير»، فى الحقيقة مى عز الدين تؤكد أن الجمال وحده لا يكفى والموهبة وحدها أيضا لا تكفى لكن على الفنان أن يطور إمكانياته وأن يحسن اختيار أعماله.