بالتفاصيل.. "الفجر" تروي قضيه "مستر حسين" صاحب أكبر عملية نصب في المنيا

محافظات

المتهم مع أحد الأهالي
المتهم مع أحد الأهالي


"عقول ضلها الطريق وحلمت بالثراء السريع فقدوا منازلهم وضيعوا أحلام أبنائهم وتخيلوا أن (مستر حسين) هو بابا نويل الذي سيجلب لهم الأموال ويجعلهم أثرياء بين يوم وليلة".. هكذا بدأت حكاية عدد كبير من أهالي قرى مركزى بني مزار ومغاغة بمحافظة المنيا مع أكبر عملية نصب وقعت في صعيد مصر.

 


 

 

كيف خدع الناس؟

 

بداية القصة تعود عندما نشر حسين أحمد إبراهيم، والبالغ من العمر 48 عاما، من مواليد قرية قفادة تلك القرية التابعة إداريًا لمركز مغاغة، الواقع أقصى شمال محافظة المنيا، فيديوهات له من اليابان والصين عبر حساباته الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي يتحدث من خلالها عن علاقاته الكبيرة مع كبار رجال الأعمال في الصين واليابان وأن مشاريعه لا حصر لها وهذا بحكم أنه متمكن في اللغة الصينية وكان يعمل مترجمًا بالسفارة بـ هونج كونج. وللأسف استطاع أن يسيطر على مجموعة كبيرة من الشباب الذين تبنوا أفكاره وبدوا في وضعه في مكان مرموق وتخيلوا أنه طوق النجاة الذي سقط من السماء من أجل إنقاذهم. وفي عام 2018 فوجئ أهالي قرية قفادة بحسين مرتديًا بدلة أحدث صيحة، ويقود سيارة باهظة الثمن ليجذب قلوب أهالي القرية الذين تساءلوا في نفوسهم: من هذا؟ وعرفوا أنه يمتلك مشاريع ضخمة من رخام وجرانيت ويعمل في الاستيراد والتصدير ولديه علاقة كبيرة مع كبار رجال الأعمال.

 


 

 

الخديعة

 

وبعدها كون "مستر حسين" مجموعة من 100 شاب ورجل من بينهم رجال دين ذا ثقة لدى العديد من أبناء القرى والمراكز المجاورة له وجعلهم يعملون «مندوبين» له، وجمعوا له المال من الذين يرغبون في توظيف أموالهم، على أن تكون الفائدة ما بين 15 ٪ و17 ٪ في كل شهر، وأن تكون الفائدة السنوية 200 ٪. ومع مرور الوقت ذاع صيته بين قرى مركز مغاغة وبني مزار وبدأ الأهالي يتوافدون عليه فمنهم من باع الأراضى وآخرون باعوا ذهب زوجاتهن وحتى كبار السن اقترضوا من البنوك، والبعض الآخر باعوا منازلهم وسكنوا بالإيجار من أجل منح الأموال إلى "مستر حسين" ظنا منهم أنهم سوف يصبحون أغنياء.

 


 

 

ظل "مستر حسين" لمدة عامين يعطى الجميع الأرباح ولكن فى العام الثالث تحول حلم الثراء إلى كابوس بعدما تخلف عن منح الأهالى الأرباح الشهرية وحاول الأهالى مرارًا وتكرارًا للوصول له سواء بالاتصالات الهاتفية أو حتى الذهاب إلى منزله، ولكنه اختفى عن الوجود وكأن الارض انشقت وبلعته، وبعد فترة ظهر في فيديو بث عبر منصات التواصل الاجتماعي هدد من خلاله الأهالي، وهنا عرف الجميع أنهم تعرضوا لأكبر عملية نصب حيث استولى على مليار و200 مليون جنيه من الأهالي.

 


 

 

العثور على المتهم والقبض عليه

 

وبعد فترة عثر بعض الضحايا عليه وصوروا معه مقطع فيديو وسألوه أين ذهبت أموالهم.

 


 

 

وكان اللواء محمود خليل مدير أمن المنيا قد تلقى بلاغا من اللواء محمد ضبش، مساعد مدير الأمن يفيد بتحرير 18 بلاغَا ضد المتهم بتهمة النصب عليهم بملايين الجنيهات، وتم التنسيق مع مباحث الأموال العامة بمنطقة شمال الصعيد واللواء خالدعبد السلام مدير المباحث لضبط المتهم، وأفادت التحريات بصحة البلاغات المقدمة من الضحايا في النصب عليهم بمبالغ تجاوزت الملايين من الجنيهات لإدارتها وتشغيلها نظير الحصول على أرباح شهرية، وتم ضبط المتهم وجار استجوابه.