"هي كدة كدة ميتة".. نورهان دخلت المستشفى للولادة فخرجت بدون ساق (فيديو وصور)
انتظار رؤية الابن الأول واحتضانه شعور لا يوصف عند أي أم، ولكن أن تتحول هذه اللحظة إلى كابوس يرفض العقل والمنطق الاستفاقة منه هو ما يلخص المعنى الحقيقي للقهر، فبسبب انعدام الضمير وغياب الإنسانية كان الحصول على هذا الطفل أمامه فقد أكبر ستظل الأم المكلومة تتحمل نتيجته بلا ذنب للأبد لتواجه العجز في بداية رحلة تربية صغيرها الوحيد.
فقبل عدة أيام، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قصة شابة عشرينية تدعى "نورهان" خسرت قدمها وأصبحت عاجزة عن الإنجاب والمشي بسبب خطأ طبي تسبب لها في هذا الفقد الذي هدد حياتها بالموت، ما دفعنا للتواصل مع أسرتها لمعرفة تفاصيل الواقعة المؤلمة.
بداية القصة
استقبلتنا في البداية والدة الضحية، والتي بدأت تسرد لنا معاناة هذا اليوم بعيون مغرغرة بالدموع، وهي تخبرنا أن ابنتها نورهان محمد، التي تبلغ من العمر 28 عامًا، ذهبت إلى مستشفى القصر العيني بقسم النسا والتوليد تحديدًا ليتم حجزها قبل موعد ولادتها بـ 23 يوما.
واستكملت أنه في يوم الولادة قام طبيب التخدير بإعطائها حقنة بنج كلي بالرغم من أنه ليس صحيحًا لحالتها الصحية، وقاموا بحقنها بأنسولين بحجة أنها مصابة بسكر الحمل بالرغم من عدم حقيقة ذلك، لتشعر قبل الولادة بثلاثة أيام بألم شديد في قدمها ونغزة وثقل في القلب فرد عليها الأطباء بأن هذا طبيعي بسبب ضغط الجنين.
فكروها ماتت
وروت أنه في يوم الولادة قاموا بإعطائها بنج كلي مرة أخرى، وهو ما تسبب لها في هبوط حاد بالدورة الدموية وجلطة في المخ تسببت في دخولها غيبوبة، ليظن الأطباء بأنها ماتت ويخرجوا لإخبار أسرتها بأن يدعو لها بالرحمة ثم قاموا بتسليم الجنين لها.
وأردفت أنه بعد ساعات من الصراخ والبكاء والصدمة، اكتشف الطبيب المولد أن "نورهان" على قيد الحياة ولكنها في غيبوبة، ليغمي عليها ولا تتحمل رؤية صغيرتها في هذا الوضع المأساوي.
واستكملت الأم، أنه بعد ثلاثة أيام من الغيبوبة، اتخذ الأطباء قرارًا ببتر قدم "نورهان" بحجة أنها ميتة في كل الأحوال، وحينما حاولت الاستفسار عن سبب القطع أخبروها أن هناك جهاز كان مركبًا في قدم المريضة ليقوم بتوصيل الدم إلى القلب تسبب في انسداد بشريان القدم، لذا فالبتر هو الحل لإنقاذها من الموت: "لما قعدت أعيط قالوا لي هي كده كده ميتة".
فقدت الذاكرة
واستكملت أنه بعد بتر قدم ابنتها، ظلت مدة طويلة فاقدة للذاكرة، وتفوق لفترة ثم تدخل في غيبوبة واستمرت على هذا الوضع لعدة أيام، وبعدما استفاقت رفضت الأم أن تخبرها بخبر خسارتها لقدمها خوفًا عليها من الصدمة، إلا أن الابنة تحسست قدمها وشعرت بالأمر ما تسبب في انهيار عصبي لها.
وأوضحت أنه بعد يومين من البتر، ذهبت إلى المستشفى لزيارة ابنتها، لتجد أنهم أخرجوها من غرفتها، وحينما بحثت عنها أخبرها الطبيب أنها تعرضت لنزيف لتدخل غرفة العمليات للمرة الثالثة، ومن ثم طلبوا منهم إحضار أكياس دم فاضطروا لشرائها بمبالغ كبيرة.
صمتت الأم لوهلة وهي تتنهد، ثم استكملت روايتها وهي تخبرنا أنه بالرغم من تحملهم لمصروفات علاج الابنة كاملة، إلا أن المستشفى اتهمها بالإقامة لديهم دون مقابل، وذلك بالرغم من أنهم قاموا بدفع 176 ألف جنيه لأكياس الدم بسبب ندرة فصيلة ابنتها، بالإضافة لإجراء التحاليل والعينات على حسابهم.
حولولها للقصر العيني الفرنساوي
وأكدت أنهم قاموا بتحويلها بعد مدة للقصر العيني الفرنساوي، إلا أن هناك بعد دفع مبلغ الحجز، رفض الطبيب استلامها وطلب منها الاتصال بطبيبها المعالج لتحمل المسؤولية، ثم قاموا بعد مفاوضات طويلة بأخذها لقسم القلب وجلست هناك تنتظر سريرًا لتنام عليه من الثالثة فجرًا وحتى صباح اليوم التالي ليتم حجزها بعد ذلك في غرفة الأوعية الدموية ثم قاموا بإخراجها من المستشفى لتعود بها إلى القصر العيني مطالبة منهم إنقاذها وتخييط الجرح الذي في قدمها: "فضلت اتحايل عليهم 23 يوم عشان يخيطولها الجرح ويقولوا مفيش دكتور راضي"، موضحة أنهم خافوا أن تموت أثناء عملية الخياطة، وحينما خرجت من المستشفى وطلبت صورة من ملف ابنتها لمعالجتها بالخارج رفضوا بحجة أن الملف ضاع.
مستقبلي ضاع
أنهينا الحديث مع الأم وتوجهنا لنستكمل مأساة قصة "نورهان" معها بعدما استطاعت أن تفيق، لتخبرنا وهي منهارة أن مستقبلها ضاع فحلم حياتها الوحيد كان رؤية ابنها وبعدما تحقق تحول لكابوس بسبب عجزها الذي أخبرها الدكاترة أن دكتور التخدير هو المسؤول الأول عنه.
وروت أنها توجهت على كرسي متحرك فور خروجها من المستشفى إلى النيابة لعمل محضر، مطالبة بالحصول على حقها بعد ما حدث لها.
جوزي مطلقتنيش
ونفت "نورهان"، قيام زوجها بتطليقها، مؤكدة أن مشكلتها الحالية هي عدم قدرتها على التعايش في هذا الوضع، وأنها لا تستطيع السير بالأجهزة التي قامت بشرائها وتتعرض للسقوط عندما تستخدمها داخل المنزل.
أما عن الواقعة، فأوضحت الفتاة الشابة أن الإهمال كان واضحًا قبل الولادة بعدة أيام، وقبل الولادة بيوم واحد أخبرها الطبيب المسؤول أن الجنين مات في بطنها بالرغم من شعورها بحركته في داخلها، كما أنهم حاولوا إجراء ترقيع لها بعد بتر قدمها وهو ما رفضته خوفًا من فقدان القدم الثانية.
وبعد دقائق من البكاء المتواصل، اختتمت "نورهان" حديثها وهي تؤكد أنها كانت على باب الموت، لدرجة أن أسرتها اشترت الكفن لها، إلا أن القدر شاء أن تستيقظ لتجتمع بصغيرها الذي أصبحت ترى في عينيه بالرغم من صغر سنه عدم قدرتها على المشي.