كيف سيغير الرئيس "السيسي" شكل صناعة الذهب والمجوهرات بمصر؟
يرى عدد من تجار الذهب في مصر أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مدينة تعتمد على توفير أحدث التكنولوجيا لصناعة الذهب، يمثل نقل نوعية لهذه الصناعة التى تراجعت مكانتها بمصر فيها بعد أن كانت من الدول الرائدة في تجارة وتصدير المشغولات الذهبية والمجوهرات.
وأولى الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم اهتماما قويا بصناعة الذهب، إذا وسع من عمليات البحث والتنقيب عنه بعد التصديق على تعديلات قانون الثروة المعدنية الذي شجع الشركات العالمية لدخول في مناقصات التنقيب عنه، كانت أول طرحتها في شهر مارس الماضي وفاز بها نحو 11 شركة عالمية ينقبون عن الذهب في 82 قطاعا، كما تم إنشاء أول مدرسة ضمن المدارس التكنولوجية التطبيقية " ايجيبت جولد" الاهتمام بتخريج العمالة الفنية اللازمة لصناعة الذهب بعد الانخفاض الملحوظ في أعدادهم.
وقال ايهاب واصف نائب رئيس الشعبة العامة لتجارة المجوهرات والذهب باتحاد الغرف التجارية، إن إنشاء مدينة خاصة بصناعة الذهب يساعد على أن تصبح صناعة الذهب من الصناعات الاستراتيجية بمصر، وسيرفع من تنافسية المشغولات الذهبية المصرية بالأسواق العالمية، وتخلق فرص عمل جديدة أمام الشباب المصري.
ولا ترتقي صناعة الذهب في مصر إلى حجم الصناعة المعروف عالميا، إذا تتركز في مجموعة ورش صغيرة تقوم ببيع إنتاجها مباشرة للجمهور، وسط تنافس قوي للمشغولات الذهبية الأوروبية التى جذبت الزبائن لها مع مرور الزمن لتطوير والتحديث في تصميماتها المستمر، بينما تضائلت قدرة الورش المصرية بعد فقدنها الأيدي العاملة المدربة والأدوات التكنولوجيا الحديثة.
ويقول " واصف" لـ" الفجر"، " في اوائل التسعينات تحول المركز الأقليمي لصناعة الذهب إلى دبي، ولكن نحن الآن نعمل على أن يعود لمصر اعتمادا على التصنيع المحلي."
وتصدر مصر معظم إنتاجها من الذهب في الشكل الخام دون أن يكون له قيمة مضافة، وهو ما أفقدها الكثير من الإيرادات التى كانت ستتحقق عند تصديرة في صورة مشغولات ذهبية.
و تابع " واصف"،" وقت أزمة نقص العملة الصعبة في مصر صادرات الذهب خام هي من وفرة الدولار بالبلاد، ولكن نعمل حاليا على أن تصديره يكون في صورة مشغولات ذهبية، ويساعدنا ذلك بالطبع مدينة الذهب الذي وجه الرئيس السيسي بإنشائها."
وبلغ إجمالي حجم صادرات مصر من خام الذهب والحلي والأحجار الكريمة نحو 2.7 مليار دولار في أول 11 شهر من 2020 بنسبة زيادة 56% عن نفس الفترة من العام الماضي، وتلقي السوق الإماراتي النسبة الأكبر منها.
ويقول رفيق عباس رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، إن صناعة الذهب تقوم على عديد من صناعات متفرقة ، وإنشاء مدينة لها يساعدها على تجميع تلك الصناعات في مكان واحد ، وتوفير جميع الأدوات التكنولوجية لتطوير أدائهم، وتحسين منتاجهم بحسب التخصص، بما يخدم الشكل النهائي للمشغولات الذهبية.
" تابع" لـ" الفجر"،" مدينة الذهب ترفع من الطاقات الإنتاجية المشغولات والسبائك الذهبية بجودة عالية، ما يزيد من تنافسيتها بالأسواق العالمية."
وأضاف،"مدينة الجمالية (منطقة الصاغة) أصبحت حاليا مكتظة ولا تتناسب مع مصنعون الذهب إذا رفعوا من طاقتهم الإنتاجية، وهذه ما دفعنا للمطالبة بإنشاء مدينة جديدة توفر مصانع للتجار بأسعار مناسبة."