أكثر من 800 طفل ورضيع في السجون.. برلماني يفضح انتهاكات نظام أردوغان
لا يكف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحكومته، ونظامه، عن انتهاك حقوق الإنسان، والتنكيل بمعارضيه الذين يدفع بهم إلى الزنازين، ويعرضهم لأقسى ألوان العذاب النفسي والبدني، سعيا منه إلى إحكام قبضته الأمنية على البلاد، وإزاحة كل من يعارض سياساته الرثة من الطريق الذى يعتقد أنه سيوصله في النهاية إلى أحلامه التوسعية، ويعيد إليه دولة الخلافة.
فأردوغان، الذي لا يتراجع عن تدخلاته السياسية والعسكرية فى شؤون الدول، لا سيما دول الجوار، الأمر الذى جعل أنقرة تعيش حالة من العزلة السياسية، بعدما ساءت علاقاتها بمختلف الدول، ترك أزماته الداخلية تتكالب على الأتراك، وتتداعى على الاقتصاد الذى بات يعانى من ويلات الانهيار، نتيجة لتلك السياسات العدوانية التى ينتهجها أردوغان ونظامه، والتى تكلف الخزينة التركية أموالا طائلة، للإنفاق على مشروعاته التوسعية، واستقدام مرتزقة الفصائل السورية الموالية له، واستخدامهم فى تنفيذ مخططاته الدنيئة بالدول، على غرار ما حدث فى سوريا وليبيا، وما جرى فى إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا، وأذربيجان، التى حظيت بدعم وتأييد أردوغان.
وفيما يواصل أردوغان سياساتهم العدوانية، عهد عليه أيضا انتهاك حقوق الإنسان، والتعرض للمعتقلين والمسجونين بالتعذيب، بالمخالفة لكل مواثيق حقوق الإنسان، حتى وصل الأمر إلى تفتيش الفتيات والسيدات عاريات داخل السجون.
أكثر من 800 طفلا داخل السجون التركية
وبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، جدد البرلمانى عن حزب الشعوب الديمقراطى، والمدافع عن حقوق الإنسان، عمر فاروق جرجرلى أوغلو، فى كلمة له بالبرلمان، الحديث عن مأساة اعتقال الأمهات مع أطفالهن، والزج بهن فى السجون التركية.
وقال جرجرلى أوغلو، إن هناك أكثر من 800 طفل ورضيع فى السجون التركية.
وخلال كلمته، رفع جرجرلى أوغلو صورة للممرضة التركية ياسمين ماليزجى وزوجها وابنتهما الرضيعة البالغة من العمر 9 أشهر، والتى تم اعتقالها الأسبوع الماضي مع رضيعتها التي لم تفطم بعد.
وأوضح جرجرلى أوغلو أن كل يوم يدخل طفل السجن، حتى وصل عدد الرضع والأطفال فى السجون إلى أكثر من 800 طفلا.
وتساءل النائب التركي: "أى نوع من القسوة هذا؟ تم اعتقال الأم ومعها رضيعتها، كما أن زوجها معتقل هو الآخر".
كما أظهر جرجرلي أوغلو صورة أخرى لأليادا تاكجوز، الأم التركية المعتقلة أيضا مع أطفالها البالغين من العمر عام ونصف، و4 أعوام، وهم جميعا داخل السجن.
واختتم جرجرلى أوغلو كلمته قائلا: "يجب أن يكون هناك حكم عادل، هؤلاء الأطفال هم جيلنا ومستقبلنا، ونحن ندمر هؤلاء الأطفال بأيدينا، هؤلاء الأطفال دمروا، والأسر تتفكك، وهذا الوضع مستمر، وللأسف، تم تجاهل القضايا التى قدمناها مع اقتراح قانون -العفو- حتى الآن".
إحصاءات رسمية
فى السياق ذاته، أكدت الصحيفة التركية المعارضة، أن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن السلطات التركية فى نوفمبر من عام 2019، تشير إلى وجود 780 طفلا برفقة أمهاتهن داخل السجون التركية.
ومنذ محاولة الانقلاب، أطلقت تركيا حملة تطهير أمنية واسعة، شملت جميع القطاعات العامة، وأسفرت عن اعتقال نحو 80 ألف شخص فى انتظار المحاكمة، كما عزل أو أوقف عن العمل حوالى 150 ألفا من موظفى الحكومة وأفراد الجيش والشرطة وغيرهم.
تعذيب 1855 شخصا
وكشف تقرير الانتهاكات الحقوقية لعام 2020، الذى أعده حزب الشعب الجمهورى المعارض، عن تعرض 1855 شخصا للتعذيب 3534 مرة، خلال العام السابق في السجون، بالإضافة إلى وفاة 38 شخصا داخل السجون التركية فى نفس الفترة.
وبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، عكس تقرير الانتهاكات الحقوقية لعام 2020، الذى أعده حزب الشعب الجمهورى، واستعرضه البرلمانى التركى، سزجين تانرى كولو، أبعاد أعمال التعذيب التى تشهدها السجون فى تركيا.
تعذيب طفل فى السجون التركية
وأكد التقرير أن 1855 شخص تعرضوا للتعذيب داخل السجون خلال العام الماضى، وأن بعضهم تعرض للتعذيب أكثر من مرة، منوها بأن من بين هؤلاء الأشخاص طفل يبلغ من العمر 15 عاما.
وفاة 38 شخصا داخل السجون
كما تضمن التقرير نفسه معلومات عن تسجيل السجون التركية خلال العام الماضى 38 حالة وفاة.
قتل النساء
وأضاف التقرير أن العام السابق شهد انتهاك حق الحياة لـ3362 شخصا، من بينهم 300 جريمة قتل بحق المرأة، و2427 حادثة عمل.
التنكيل بالمحتجين
وأشار التقرير أيضا إلى حظر السلطات التركية للتجمعات والمسيرات الاحتجاجية، مؤكدا أن العام الماضى شهد حظر 38 فعالية، واعتداء الشرطة على 753 فعالية، واعتقال 2123 شخصا خلال الفعاليات، وحبس 44 شخصا، ومحاكمة 249 شخصا بسبب التجمعات والمسيرات الاحتجاجية.
ولم يغفل التقرير أيضا إجراءات الطوارئ المستمرة فى مدينة فان، مشيرا إلى أن حظر الفعاليات بالمدينة مستمرا منذ يوم 21 من شهر نوفمبر عام 2016، أي لأكثر من 1489 يوما.