محمد أكرم دياب يكتب.. جيران الـ "red carpet" مهمشين المهرجان
حدث انتظره صناع السينما المصرية وربما العالمية منذ حفل ختام دورته الماضية لبدء المنافسات المختلفة، أعمال فنية تتنافس في دور العرض، تصميمات جريئة لفساتين تشعل الريد كاربت، وماركات سيارات يتسابق أمامها نقم الحاضرين، "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" كان مختلفًا هذا العام.
اختلف عن دورته السابقة تنظيميا وفي إطلالات نجومه حتى روحه التي سمعت عنها في ثرثرتهم الجانبية "المهرجان مفيهوش روح السنة دي"، وكان الاتفاق مع الدورات السابقة في المهمشين أو حالمي عبور بوابات السجادة الحمراء.
تلاحظهم فور دخولك من بوابات الأوبرا، هم دائمًا في مناورات مع أمن المهرجان منهم من يريد الدخول ليرضي فضول في معرفة ما يدور بالداخل، وبينهم من اراد تنفيذ حلما راوده بصورة مع فنان من أبطال شاشات العرض، أما نصف عددهم فيعود لأصحاب مواهب ظنوا في المهرجان فرصة لاكتشافها.
تركت أضواء الحفل الختامي وتتبعت أماكنهم تابعت عن كثب محاولتهم في متابعة الحدث عن قرب دائما تسبقها نظرات شغف للوصول إلى جوار الـ "red carpet" فقط مع التأكد باستحالة دخولها فالفائز الأكبر بينهم من وصل خلف كواليسها ليتابع إطلالات الفنانين من فراغات كواليس المهرجان خليه قبل أن يصل إليه الامن ويلاقي مصيره بالطرد من محيط المهرجان لينتظروا النجوم خارج البوابات.
اما أصحاب الموهبة فكانت أكبر تجمعات لهم أمام منافذ أكواب القهوة المجانية، كان بينهم طلاب يدرسون الغناء بمسرح الهناجر قال لي أحدهم أنه موجود للتحفيز فكل منع لدخوله يزيده إصرار أنه يوما ما سيتمكن من الدخول "نجما" و بدعوة رسمية، قطع الحديث شاب آخر جاء من طنطا "متعرفش ادخل ازاي انا نفسي امثل وعندي موهبة" ذكرني بمجنون ام كلثوم الظاهر في حفلاتها بنبرته المميزة "أنا جايلك من طنطا ياست".
وكان تجمعهم الاخر في "حلقة فن" حول جيتار من استقدم والدته لمشاهدة باعجابهم بعزفه، عزف الحان لاغاني معروفة شارك في غنائها المتجمعين تابعته امه بدموع فخر حقيقية استغربت المشهد فتلك النظرات توجه لمن وصل إلى العالمية ، وقتها تفهمت ماقاله لي عجوزا ذات يوم أن مشاعر الوالدين تنفجر بأقل انجاز لأبنائهم مجرد تعلمه المشي مدعاة فخر.
على هامش الوصلة الغنائية قال لي احد المشاركين بأسلوب عفوي "فيها ايه لو يسيبوا لنا فرصة للدخول" او مشاركة بسيطة بأعمالنا خاصة واننا درسنا الفن، كأنه قال مايدور بذهني وقتها لماذا لا تسمح إدارة المهرجانات الفنية بإتاحة فرص بسيطة لمن يبدأون الرحلة دون أن أتطرق لفكرة تنظيمها لديهم مواهب مدفونة في طلاب معاهد السينما والمسرح و الدارسين بالأوبرا، في قاطني الأقاليم التي تتخذ الشركات الوهمية للفن من حلمهم سبل جمع أموال مقابل ادوار بسيطة في مسلسلات بقنوات "بير السلم".