سياسي يكشف أسباب اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زادة
اغتيال العالم النووي الايراني، فخري زادة، في هجوم غامض على طريق على مشارف العاصمة طهران، أثار الغضب العارم داخل الجمهورية الاسلامية، وزاد من ترقب العالم نحو سيناريوهات الرد الإيراني، خاصة وأنه لا توجد جهة اعترفت حتى الآن بمسئوليتها عن الحادث.
ورغم عدم إعلان أي دولة أو جماعة عن تنفيذها الهجوم لكن قادة إيران يلومون إسرائيل وتعهدوا بالانتقام، واتهم الرئيس الايراني حسن روحاني تل ابيب بتنفيذ العملية.
وقال محمد محسن أبو النور، الخبير في الشؤون الإيرانية، ومؤسس ورئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن الحادث غريب ونادر وجديد داخل المشهد الايراني بسبب عدم إعلان أي جهة مسئوليتها عن الحادث حتى الآن، على عكس اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني عندما صورت امريكا عملية الاغتيال، لترد ايران حتى لو شكليا لحفظ ماء الوجة.
وأضاف أن عدم وجود متهم رئيسي عن العملية يصعب خيارات الرد، مشيرا إلى أهمية حدوث حادث الاغتيال في ذلك الوقت بالذات، حيث أن إيران كانت قد أوشكت على اتخاذ قرار تبني الدبلوماسية والمسار الخيار الدبلوماسي والخضوع لشروط الإدارة الامريكية الجديدة من أجل رفع العقوبات الأمريكية، وبالتالى المسئول عن العملية يريد عرقلة هذا المسار.
وأشار إلى أن هناك دول تسعى للتصعيد لأن المرشد الأعلى لإيران، على خامنئي كان يعهد بشيء كبير لزادة، فوفقا لما تم تسريبه كان العالم الايراني سوف يعلن عن إنتاج قنبلة نووية أو مشروع نووع عسكري سرى ما، لذلك بادرت الجهة المسئولة عن عملية الاغتيال بعرقلة الامر، حتى لا يكون لدى روحاني ورقة ضغط خلال المفاوضات مع أمريكا.
وبين أن مقتل فخري زادة سيجعل إيران تتجه للتفاوض مع أمريكا ولكن دون كروت دبلوماسية تفاوضية قوية تسمح له بتعظيم شروط التفاوض مع الجانب الآخر.
وعن رغبة الإدارة الأمريكية المقبلة في التصعيد مع إيران، فقال أبو النور، إن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أوضح أنه لن يكون أوباما جديد، فسوف يتخذ سياسات متغايرة تجاه إيران، وهو من الذين يؤيدون سلوك ترامب لكبح جماح إيران في المنطقة.
وذكر أن السياسية الإيرانية قائمة على 3 ركائز وهي المليشيات والبرنامج الصاروخي والنووي، وبعد مقتل قاسم سليماني، اصبحت المليشيات ضعيفة وتم الحد من قدراتها القصوى، والآن سيؤثر مقتل زادة على البرنامج النووي، وبالتالي أصبحت كروت إيران للتفاوض ضعيفة.
وأشار إلى أن ترامب لن يقوم باي عمل عسكري ضد إيران خلال فترته المقبلة، إلا إذا قامت إيران بعمل نوعي ما، وقد يلجأ إلى بعض العمليات التكتيكية المصغرة لإقناع إيران بأنها لو قامت بأي تحرك فسوف يوسع العمليات، وبالتالي ترامب لا يريد فقط تعقيد المشهد أمام بايدن ولكنه يسعى لعرقلة أي سلوك دبلوماسي لإيران قد تتخذه الفترة المقبلة.