"تعالى خد الـ٤٠٠ جنيه".. "الفجر" في مسرح جريمة قتل جزار الجيزة.. والجيران: المتهم يتعاطى مخدرات (فيديو وصور)
رجل مسن يعمل بجهد سعيًا للرزق الحلال، يستيقظ من الساعة الـ٦ صباحًا، يعمل على عربة يملأها من فواكه اللحوم (كرشة وفشة، وغيرها) ليبيعها للمواطنين، كما أنه يساعد الآخرين، فكان يصبر على أخذ مستحقاته المالية من العاجزين على سداد قيمة ما يشترونه، كما أنه طيب، و"مش بتاع مشاكل"، كما يقول أهالي المنطقة الذين فوجئوا بوجود جثته في جوال.
صباح يوم الخميس الماضي، بينما كان المواطنين في الجيزة يهرعون إلى أعمالهم، لاحظوا وجود جوال داخل أحد العقارات، وعندما فتحوه كانت المفاجأة.. إنها جثة "عم حنفي الجزار".
انتقلت محررة "الفجر"، للمنطقة التي شهدت الحادثة، لكشف كواليس الجريمة.
قال "أسامة" أحد شهود العيان، إن المجني عليه "حنفي" في العقد السادس من العمر، ويعمل جزار ويبيع (فواكة اللحوم)، موضحا: "كنا نعرفه منذ ٣٠ عامًا، وكان في مقام والدنا، ومشهورًا في المنطقة بطيبة قلبه، وشقاءه على لقمة العيش، بينما المتهم ويدعى (عمرو) الشهير بلقب (عمرو ملحة) في عقده الرابع من العمر، ويعمل (سماط)، وكان دائمًا يشتري اللحوم من "عم حنفي" لينظفها ويبيعها ببيعها للمواطنين، لكي يرزق ويلبي احتياجات أسرته المكونة من بنت وولد".
الجيران: "بياخد شكك منه"
ويتابع أحد شهود العيان حديثه إلى "الفجر": "كان عم حنفي مشهورًا في المنطقة، بأنه كان يبيع اللحوم وينتظر طويلًا إلى أن يسدد العاجزون المبالغ المالية مقابل ما يشترونه، ومن بينهم المتهم، الذي كان أكثر الناس التي تأخذ شكك".
الشاهد: المخدرات ضيعت المتهم
"المخدرات ضيعته".. ويضيف الشاهد، أن "المتهم وصل لهذه الدرجة بسبب المخدرات، وعلمنا أن المتهم كان لا يسدد مقابل ما يشتريه من (فواكة اللحوم) بسبب إنفاقها على المخدرات".
يتابع الشاهد حديثه: "صباح يوم الخميس، وجد أهالي أحد العقارات أثناء نزولهم مبكرًا، شوال وبفتحه اكتشفوا جثة (عم حنفي) فأبلغوا الشرطة على الفور، وبمراجعة كاميرات المراقبة اكتشفنا دخول أحد الأشخاص للعقار وإلقاءه الجثة".
اتعرفنا عليه من الكاميرات
"الشرطة عرضت علينا فيديو الكاميرا، وبمشاهدتنا الفيديو اكتشفنا فاعل الجريمة"، يضيف الشاهد: "هو صديق وعشرة عمره (عمرو الملحه) اللي كان بيشتري منه فواكة اللحوم.. وأصبنا بصدمة كبيرة"، متابعا باندهاش: "كيف حدث ذلك؟"
في البداية أنكر ولكنه اعترف
واستطرد: "بمجرد وصول الشرطة لمنزل المتهم الذي يبعد عن المنطقة قليلًا، كان ينكر ارتكابه للجريمة، ولكن بالنظر تجاه الغرفة وجدنا الملابس التي كان يرتديها في الفيديو ملقاه في (جردل)، وكانت عبارة عن (تيشرت وبنطال وجاكيت أبيض جلد وشبشب)، وعلى الفور اعترف بارتكاب جريمته".
الشاهد: المتهم كان مدينًا له بـ٤٠٠ جنيه
ويضيف، أنه على الفور تم مواجهة الجاني بالجريمة، ولكنه أنكر تمامًا، وبالمحاولة اعترف أنه قتله لأنه كان مدين له بمبلغ 400 جنيه، منذ فترة، وبمطالبة "عم حنفي" له كان يماطله في الدفع لعجزه عن سدادها.
كانت "بطاقة" المجني عليه في منزله
ويواصل الشاهد حديثه إلى "الفجر"، أنه عُثر في منزل المتهم على بطاقة الرقم القومي الخاصة بالمجني عليه، وعلى الفور اعترف المتهم أنه استدرج المجني عليه مساء يوم الإربعاء، لأحد العقارات التي يمتلكها خارج المنطقة -بخلاف منزل الزوجية- بحجة أنه سيعطيه المبلغ المدين به، وضربه بقالب طوب ثم ساطور ووضعه في الجوال، وفي صباح الخميس في حدود الساعة الخامسة صباحًا، حمل الجوال على ظهره، وهو في طريقه وجد أحد أبواب أحد العقارات بالمنطقة مفتوحًا فألقى الجوال، لإبعاد الشبهة عنه.
ويتابع الشاهد، في استعادة ليوم الواقعة، أنه شاهده في المنطقة باكرًا يوم الخميس وسلم عليه، وقدم له أحد المشروبات، مشيرًا إلى أنه لم يلاحظ عليه أي توتر في هذا اليوم.
رمى جاكت المجني عليه تحت العربية
"لقينا الجاكيت تحت العربة".. ويستكمل الشاهد حديثه: "كان عم حنفي دائما يرتدي جاكيت جلد، لأنه كبير السن، وبتفتيش الشرطة للمنطقة عثر على جاكيت (عم حنفي) ملقى تحت إحدى العربات بالمنطقة، بالاضافة أنه عثر على محفظته بالشقة التي وقعت بها الجريمة".
باع تليفون المجني عليه بـ50 جنيهًا
ويضيف الشاهد، أن المتهم حاول بيع الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه لإحدى محال المحمول، وعرضه للبيع بـ١٠٠ جنيه، ولكن صاحب المحل رفض، وحاول مع محل آخر حتى تم شرائه بـ٥٠ جنيهًا.
بدموع تترقرق في عينيه يستكمل الشاهد حديثه: "عم حنفي كان مريض سكر، وإيده اليمنى كانت عاجزة، قبل يومين من الواقعة، كان المتهم يجلس مع الضحية ويعدّ الفلوس الخاصة بالمجني عليه، لأنه كان يثق به وكان عشرة عمر في المنطقة.
الشاهد: يتم عياله وأطالب بالإعدام
ويختتم الشاهد حديثه إلى الفجر، قائلًا: "حسبي الله ونعم الوكيل.. ياريت يتعدم"، مشيرًا إلى أن أولاد الضحية بينهم منهم متزوجون وباقي ولد وبنت صغيرين، من يوم الواقعة وهما تعبانين قائلًا: "ذنبهم إيه الأولاد دي تتيتم".
تحقيقات النيابة
كشفت التحقيقات، عن تفاصيل جديدة عن مقتل جزار يبلغ من العمر ٦٨ عامًا على يد صديقه يعمل جزار يبلغ من العمر ٤١ عاما، ووضع جثته داخل جوالين ووضعها داخل مدخل عقار بالجيزة، أن المتهم والمجني عليه كانت تربطهم علاقة عمل، فلكونهم في مجال الجزارة، كان المتهم يشتري كمية من اللحوم من صديقه
وأضافت التحقيقات، أن المهم تحصل على كمية من اللحوم تصل مبلغها ل ٤٠٠ جنيه يسدد قيمتها، فطلب المجني عليه تسديدها.
واعترف المتهم، أنه قام باستدراج المجنى عليه إلى شقة خاصة به "كائنة بعقار بمنطقة الخرطة الجديدة دائرة القسم" بزعم رد المبلغ المالى له ولدى وصوله قام بالتعدى عليه بالضرب على رأسه بحجر وكذا بسلاح أبيض "ساطور" عدة مرات فأحدث إصابته التى أودت بحياته وإستولى منه على هاتفه المحمول وقام بوضع جثته داخل الجوالين وفي اليوم الثاني تخلص من الجثة داخل إحدى أحد العقارات، لكون بابها كان مفتوحا.
تلقى قسم شرطة الجيزة بلاغا يفيد العثور على جثة بمدخل عقار بدائرة القسم لشخص مجهول فى العقد السادس من العمر موضوعة داخل جوالين، وبإجراء التحريات تبين أن المجنى عليه يعمل في مجال بيع اللحوم للجزارين، يبلغ من العمر 68 سنة، مقيم بالمنيب.
توصلت تحريات رجال المباحث أن مرتكب الجريمة "جزار" يبلغ من العمر 41 سنة، وبإعداد كمين له تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بقتل المجنى عليه، نظرًا لكونه مدين للمجنى عليه بمبلغ مالي ومداومة الأخير على مطالبته بسداد ذلك الدين عقد العزم على التخلص منه بقتله.
وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الواقعة وباشرت النيابة العامة التحقيق.