هددهم بالفوضى.. هل يثور الأتراك على أردوغان لإنهاء حكمه؟
تهديدات صريحة، ربما تكون بداية النهاية لحكم الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، الذي يأمل الكثيرون في إزاحته من السلطة، بعدما تسبب هو وحكومته وحزبه، في تراجع الاقتصاد التركي، الذي يعاني من ويلات الانهيار، إلى جانب سياساته الخارجية التي تتسم بالعدوانية، إذ يصر أردوغان على إقحام بلاده في صراعات عدة، ويتدخل في شئون الدول بشكل جعل أنقرة تعيش حالة من العزلة السياسية، بعدما ساءت علاقاتها ليس مع مع دول الجوار فقط، وإنما مع الكثير من دول العالم.
أنا أو الفوضى:
فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجه تهديدًا مباشرًا وصريحًا إلى شعبه بحدوث حالة من الفوضى حال سقوط حزبه في الانتخابات المقبلة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أردوغان، يوم الجمعة، في المؤتمر الإقليمي السابع لحزب العدالة والتنمية، بمدينة تكيرداغ، عاصمة ولاية تحمل نفس الإسم، شمالي البلاد.
وقال أردوغان، إن مصير البلاد مرتبط بمصير حزب العدالة والتنمية، وبالتالي إذا خسر الحزب الانتخابات المقبلة، ستعم تركيا حالة من عدم الاستقرار، وسنجد أنفسنا أمام استعباد سياسي واقتصادي.
وأكد أردوغان، أن تولي حزب العدالة والتنمية المهام المختلفة، أشبه بالمهام الوطنية، وطريق الفوز بالانتخابات يمر بتأسيس أواصر قوية مع الأمة، ولن يكون هناك مكان لمسؤولين بمنأى عن الشعب.
وأضاف الرئيس التركي، أن العمل على إنجاح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة بات واجبًا وطنيًا.
وهاجم أردوغان معارضيه، وخصوصا حزب الشعب الجمهوري، وهو أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، قائلا: "هناك نوعان من التفاهم السياسي، الأول هو الفهم المفلس الذي يتعارض مع قيم الأمة، ولا يمارس السياسة إلا بالأكاذيب والافتراء، وأكبر ممثل لهذا هو حزب الشعب الجمهوري".
وتابع قائلا: "أما الثاني هو المفهوم السياسي الذي يمتد من الراحل عدنان مندريس إلى تورغوت أوزال، الذي نمثله نحن اليوم، وندفع ثمن هذا".
وزعم أردوغان أن هناك مؤامرات عدة تحاك لتركيا، سواء من الذين لديهم مطامع في أراضي البلاد، أو الذين يحاولون إحداث الفرقة وإيقاع العداوة بين أبناء الشعب.
هل يفعلها الشعب التركي؟:
"أنا أو الفوضى".. ربما تكون تلك الجملة التي نطق بها أردوغان، على سبيل تهديد الأتراك، هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فالشعب التركي الغاضب من سياسات أردوغان التي أوقعته فريسة للفقر المدقع، وزجت بالكثير منهم إلى السجون، فضلا عن التنكيل المستمر بكل من يعارض تلك السياسات، ربما يثور على الديكتاتور التركى، لإزاحته عن السلطة، فى محاولة للنجاة ببلادهم من الهاوية، عبر المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما نادى به عدد من معارضى أردوغان بالفعل، وربما ينتظر الأتراك إلى 2023، لإسقاط أردوغان وحكومته وحزبه عبر صناديق الاقتراع.
استقالة أردوغان أفضل ما يمكن أن يقدمه لتركيا:
كانت صحيفة "زمان" التركية المعارضة، قد ذكرت أن حزب الشعوب الديمقراطى الكردى، اعتبر أن استقالة حكومة حزب العدالة والتنمية، وإجراء انتخابات مبكرة، هو أفضل ما يمكن أن يقدمه أردوغان لتركيا.
وفى بيان له، تعقيبا على استقالة صهر أردوغان، برات ألبيرق، من منصب وزير الخزانة والمالية، قال الحزب الكردى: "إن الطريق الوحيد الذى سيدفع تركيا فى طريق الأمان والسلامة هو الذهاب للانتخابات فورًا".
وأضاف حزب الشعوب الديمقراطى، فى بيانه: "الاستقالة هى دليل على أنهم لم يبق فى أيديهم أى أدوات أو سياسات لتجاوز الأزمة.. ندعو رجب طيب أردوغان إلى الاستقالة.. فأفضل شىء يفعله أردوغان ووزراؤه الآن هو الاستقالة".
وأكد الحزب أن هذه الخطوة خير دليل على أن الأزمة الاقتصادية فى تركيا باتت متعددة الأطراف، وتزداد صعوبة وتعمقا، مشددا على حالة عدم القدرة على إدارة البلاد التى خلقها نظام أردوغان، الذى تسبب فى المزيد من الفساد والفقر والبطالة بصورة غير مسبوقة فى تاريخ تركيا.
كما شدد الحزب، فى بيانه، على أن أفضل ما يمكن فعله لتركيا وشعبها، هو أن يعلن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ووزراؤه، استقالتهم، والتوجه فورا للانتخابات المبكرة.
فى السياق ذاته، ذكرت الصحيفة التركية، أن الكاتب الصحفى التركى، إبراهيم كهفاجى، قال إن تركيا اقتربت أكثر من الانتخابات المبكرة، بقدر لم يسبق له مثيل، وذلك عقب إعلان صهر أردوغان، بيرات ألبيراق، استقالته من منصب وزير الخزانة والمالية.
وأوضح كهفاجى، فى مقال كتبه بصحيفة "قرار" التركية، أن الجميع لا يعى ما إن كان التحسن الحالى فى الأسواق سيصبح دائما أم لا، فلا يمكن أن يكون هناك تحسن دائم فى هذا البلد، فى ظل القيادة الحالية، نظرا لكون النظام الحالى قائما على انعدام الكفاءة.
وأضاف كهفاجى أن تركيا عاجزة عن جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وقال: "القيم الأساسية لتركيا انهارت، فالعالم سيشهد مزيدا من رياح الديمقراطية عقب الانتخابات الأمريكية، وبدون شك سننال نصيبنا من هذه الرياح".