بعد استقالة صهر أردوغان.. هل تقترب تركيا من الانتخابات المبكرة؟
آمال عريضة، تعقدها المعارضة التركية، إلى جانب قطاع كبير من الأتراك، على استقالة بيرات ألبيراق، صهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من منصبه وزيرا للخزانة والمالية، التى يراها الكثيرون خطوة نحو انهيار النظام الأردوغانى المستبد، وحكومته، وإجراء انتخابات مبكرة.
استقالة أردوغان أفضل ما يمكن أن يقدمه لتركيا
فبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، اعتبر حزب الشعوب الديمقراطى الكردى، أن استقالة حكومة حزب العدالة والتنمية، وإجراء انتخابات مبكرة، هو أفضل ما يمكن أن يقدمه أردوغان لتركيا.
وفى بيان له، تعقيبا على استقالة صهر أردوغان، برات ألبيرق، من منصب وزير الخزانة والمالية، قال الحزب الكردى: "إن الطريق الوحيد الذى سيدفع تركيا فى طريق الأمان والسلامة هو الذهاب للانتخابات فورًا".
وأضاف حزب الشعوب الديمقراطى، فى بيانه: "الاستقالة هى دليل على أنهم لم يبق فى أيديهم أى أدوات أو سياسات لتجاوز الأزمة.. ندعو رجب طيب أردوغان إلى الاستقالة.. فأفضل شىء يفعله أردوغان ووزراؤه الآن هو الاستقالة".
وأكد الحزب أن هذه الخطوة خير دليل على أن الأزمة الاقتصادية فى تركيا باتت متعددة الأطراف، وتزداد صعوبة وتعمقا، مشددا على حالة عدم القدرة على إدارة البلاد التى خلقها نظام أردوغان، الذى تسبب فى المزيد من الفساد والفقر والبطالة بصورة غير مسبوقة فى تاريخ تركيا.
كما شدد الحزب، فى بيانه، على أن أفضل ما يمكن فعله لتركيا وشعبها، هو أن يعلن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ووزراؤه، استقالتهم، والتوجه فورا للانتخابات المبكرة.
ماذا عن أسباب الاستقالة؟
من جهته، انتقد زعيم المعارضة فى تركيا، كمال كيليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهورى، طريقة استقالة وزير الخزانة والمالية بيرات ألبيرق من منصبه، وقال: "نحن أمام أزمة حقيقية داخل مؤسسات الدولة".
وبحسب الصحيفة التركية، انتقد كيليجدار أوغلو تجاهل حكومة حزب العدالة والتنمية الاستقالة، وعدم التعليق على القرار، حتى وقت متأخر من مساء أمس الإثنين.
وتساءل كيليجدار أوغلو: "لماذا لا يخرج المستقيل، لتوضيح أسباب استقالته؟"، مضيفا أن ألبيراق حينما قال فى بيان استقالته، اختلط العاطل بالباطل والحابل بالنابل، فهذا تصريح صعب وقوى للغاية وانتقاد شديد اللهجة من وزير، لكن لا أحد غيره يعرف ما يقصده.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهورى، قد طالب الرئيس التركى بإقالة صهره من منصبه إن كان يحب تركيا.
تركيا تقترب من الانتخابات المبكرة
فى السياق ذاته، ذكرت صحيفة "زمان" التركية، أن الكاتب الصحفى التركى، إبراهيم كهفاجى، قال إن تركيا اقتربت أكثر من الانتخابات المبكرة، بقدر لم يسبق له مثيل، وذلك عقب إعلان صهر أردوغان، بيرات ألبيراق، استقالته من منصب وزير الخزانة والمالية.
وأوضح كهفاجى، فى مقال كتبه بصحيفة "قرار" التركية، أن الجميع لا يعى ما إن كان التحسن الحالى فى الأسواق سيصبح دائما أم لا، فلا يمكن أن يكون هناك تحسن دائم فى هذا البلد، فى ظل القيادة الحالية، نظرا لكون النظام الحالى قائما على انعدام الكفاءة.
وأضاف كهفاجى أن تركيا عاجزة عن جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وقال: "القيم الأساسية لتركيا انهارت، فالعالم سيشهد مزيدا من رياح الديمقراطية عقب الانتخابات الأمريكية، وبدون شك سننال نصيبنا من هذه الرياح".
لطفى علوان وزيرا للخزانة والمالية خلفا لصهر أردوغان
وأدى وزير الخزانة والمالية التركى الجديد، لطفى علوان، اليوم الثلاثاء، اليمين الدستورية أمام البرلمان.
وقال علوان: "سنوفر قوة دفع جديدة للنمو والتوظيف من خلال الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلى فى الفترة المقبلة"، مضيفا: "سندعم مكافحة التضخم بشكل حاسم، وسنعمل على زيادة جودة المالية العامة من خلال الحفاظ على الانضباط المالى، وسننشئ البيئة التى يدر فيها المواطنون الدخل من خلال الإنتاج، وسنواصل البرامج الاجتماعية للقضاء على تداعيات فيروس كورونا، لتكون الفترة المقبلة فترة انتعاش، تتضاءل فيها آثار الوباء العالمى، وتظهر فرص جديدة، وسنركز على برنامج تحول صديق للسوق يتضمن إصلاحات جزئية مع تعزيز استقرار الاقتصاد الكلى".