بعد ٤٥ عامًا الكنيسة الكلدانية تحتفل بأول قداس لراحة أنفس الموتى (صور)

أقباط وكنائس

جانب من القداس
جانب من القداس

احتفلت الكنيسة الكلدانية بمصر بأول قداس بعد ٤٥ سنة، وذلك في كنيسة العائلة المقدسة بمصر القديمة، بجانب مجمع الأديان، بعد تأهيل الكنيسة والمدافن، حيث أصبح بإمكان عدد قليل من المؤمنين المشاركة في القداس لراحة أنفس موتاهم، تمهيدًا لإقامة صلوات ثابتة بالكنيسة. 

وبعد القداس، تمت مباركة المدافن بالبخور والماء المقدس، ثم تناول الجميع من عطايا المؤمنين لراحة نفوس الموتى.

وفى سياق منفصل احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 21 بابة من الشهر القبطي الموافق 31 أكتوبر من الشهر الميلادي؛ بعيد نياحة (رحيل) القديس العظيم الأنبا رويس؛ والذي احتل مكانة مهمة في قلوب الأقباط على الرغم من أنه لم يكن راهبا ولا أسقفا ولا حتى رجل متعلم؛ وإنما مجرد بائع ملح بسيط على جمل؛ وارتفعت مكانته كثيرا بعد أن تحولت كنيسته وقبره الأثري إلى المقر الرسمي للكرسي البابوي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. 

أما الأنبا رويس نفسه، فولد بقرية منين من قري العربية من أب فلاح بسيط؛ وتسمى باسم فريج؛ وتربى تربية خشنة بسبب فقر العائلة الشديد؛ فاضطر أن يشتغل في بيع الملح منذ طفولته على جمل صغير؛ وارتبط بصداقة قوية مع هذا الجمل؛ فكان دائما ما يطيعه الجمل ويطأطيء برأسه الصغير أمامه عندما يطلب منه فريج أي طلب؛ ولهذا السبب كان يسميه رويس "تصغير كلة رأس" ومن شدة تواضعه سمى فريج نفسه باسم جمله؛ وبالرغم من فقره الشديد؛ فلقد شب على حب الكنيسة والمداومة على حضور الصلوات والقداسات حتى بلغ في القداسة درجة كببيرة؛ وخرج من قريته وتوجه إلى القاهرة. 

وظل ينتقل من بلد لبلد، كلما ذاعت فضائله وسمع عنه أهل المدينة؛ فتوجه إلى الصعيد حتى وصل إلى مدينة قوص؛ وفي الصعيد وبينما هو يفتقد إحدى العائلات؛ سألوه عن اسمه؛ فأجاب: "اسمي تيجي"، ومن هنا اشتهر القديس الأنبا رويس بثلاثة أسماء؛ الاسم الأول "فريج" وهو اسمه في الميلاد؛ الاسم الثاني "رويس" وهو اسم جمله؛ أما الاسم الثالث والأخير فهو "تيجي".

واجتذبت سيرته وقداسته العديد من الناس فكانو يتجمعون حوله ليلتمسون بركته، وحدث أنّ اتقدت نيران الاضطهاد في عهد الأمير سودون، فقبض عليه واقتيد إلى الأمير فسأله عن حياته وأعماله؛ فلم يجبه بكلمة، فاستشاط الأمير غضبا وأمر أن يطوفوا به في الشوارع، وهم يستهزئون به ويضربونه ويبصقون عليه ويشدون شعر رأسه ولحيته، ورغم هذا كله فقد ظل على صمته ولم ينطق بكلمة واحدة. 

ثم سكن بعد ذلك في المنطقة المعروفة بدير الخندق ؛وألتف العديد من تلاميذه حوله يلتمسون بركاته وصلواته ولقد حباه الله بمواهب ومعجزات شفاء كثيرة ؛كما حباه بالقدرة علي التنبؤ ؛فتنبأ بحدوث موجة غلاء فاحش ؛فأخذ يحث الناس علي الاستعداد لمقابلة هذه الموجة من الغلاء من قبل وقوعها ؛ فأطاعوه فعلا وقاموا بتخزين كل ما يحتاجونه من القمح والزيت وكل ضرورات الحياة.