احتجزت وزير خارجيتها في الجو.. تركيا تواصل استفزاز اليونان
لا تزال الاستفزازات التركية تجاه اليونان متواصلة، لا سيما بعد توتر العلاقات بين أثينا وأنقرة، على خلفية قيام الأخيرة بالتنقيب عن موارد الطاقة والغاز الطبيعى،ـ فى المناطق الاقتصادية الخالصة لليونان، وإرسال سفن الاستكشاف والتنقيب إلى المنطقة لمتابعة عملياتها، على الرغم من مطالبات المجتمع الدولى، والدول الأوروبية، لتركيا، بلتخلى عن تحركاتها الأحادية، التى تؤدى إلى تأجيج الصراعات فى المنطقة، وتجرها إلى مواجهات بعيدة كل البعد عن طاولة التفاوض.
الاستفزازات التركية تنتقل من البحر إلى الجو
ونقلت تركيا، استفزازاتها، اليوم الخميس، من البحر فى منطقة شرق المتوسط، إلى الجو، إذ اتهمت اليونان تركيا، بتعمد تعطيل طائرة حكومية، تقل وزير خارجيتها، من العراق، وتركها تحلق لمدة 20 دقيقة، قبل منحها الإذن بعبور الأجواء التركية، الأمر الذى نفته تركيا، التى ذكرت أن الطائرة أقلعت من العراق بدون مسار محدد للطيران، لكن تم السماح لها بالمرور بعد توضيح هذا المسار.
وبحسب "سكاى نيوز عربية"، وصف المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس، ما قام به الجانب التركى بأنه استفزاز آخر ضمن سلسلة الاستفزازات التركية، قائلا: "آمل ألا يتكرر الحادث في المستقبل".
وأضاف ستيليوس بيتساس أن وزارة الخارجية اليونانية تقدمت بشكوى إلى السلطات التركية.
من جهته، رفض حامي أقصوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، التلميح بأن الطائرة التي تقل وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، جرى تعطيلها عمدا لاستفزاز أثينا.
وقال أقصوي إن الطائرة المعنية أقلعت من العراق دون تقديم مسار محدد للطيران، وعندما دخلت الطائرة المجال الجوي التركي، طلبنا من السلطات العراقية مسار الرحلة على وجه السرعة، ومضت الرحلة بأمان بعد الحصول عليه.
وأكد أقصوي أن تركيا وافقت على طلب يوناني للسماح بطائرة الوزير بالمرور عبر مجالها الجوي في طريقها إلى العراق أمس الأربعاء، وبعد تعطل تلك الطائرة في العراق، أرسلت اليونان طائرة ثانية منحت أيضا الإذن بالتحليق في المجال الجوي التركي برقم تصريح الرحلة نفسه دون أي تأخير.
عروج رئيس تعود إلى شرق المتوسط
وتشهد العلاقات بين البلدين توترات عدة، إذ إن تركيا وبعد سحب سفينتها "عروج رئيس" من منطقة شرق المتوسط إلى السواحل التركية، وتحديدا ميناء أنطاليا، الواقع جنوب تركيا، فى خطوة لاقت ترحيبا يونانيا، أعلنت البحرية التركية، يوم الإثنين الماضى، أن السفينة التركية سوف تستأنف عملها فى المنطقة حتى يوم 22 أكتوبر الحالى، الأمر الذى أثار غضب اليونان.
ويبدو أن التحرك التركى الجديد، ما هو إلا استكمال لسلسلة الاستفزازات التى كان المسئولون التركيون قد أعلنوا عنها، فى أعقاب سحب سفينة "عروج رئيس"، إذ إن وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، كان قد قال إن بلاده لم تتراجع عن أنشطتها البحثية شرق المتوسط، وأن سفينة البحث التركية "عروج رئيس" عادت إلى ميناء أنطاليا التركى من أجل إجراء أعمال الصيانة فقط.
أما وزير الدفاع التركى، خلوصى آكار، فقال إن انسحاب سفينة التنقيب "عروج رئيس" لا يعنى تراجع أنقرة عن حقوقها هناك، مؤكدا أن السفينة ستنفذ تحركات أخرى في المنطقة وفقا للخطة المرسومة.
رد يونانى وتهديد أوروبى
وردا على التحركات التركية، ندد وزير الخارجية اليونانى، نيكوس داندياس بما وصفه بـ"تصعيد كبير" و"تهديد مباشر للسلام والأمن".
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قال وزير الدولة اليوناني، جورج جيرابتريت، اليوم الثلاثاء: "اليونان لن تشارك في أي محادثات، طالما عروج رئيس والسفن المرافقة لها ستكون في المكان".
وعلى المستوى الأوروبى، هددت دول الاتحاد الأوروبى، البالغ عددها 27 دولة، أنقرة بفرض عقوبات عليها، بسبب سياساتها العدوانية التى تؤجج الصراع فى المنطقة.
وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، من أنه إذا واصلت أنقرة أنشطتها غير القانونية، فسيتم استخدام كل الوسائل المتاحة، مضيفة أنه جرى إعداد عقوبات اقتصادية وهي جاهزة للتنفيذ فورًا.