إيمان كمال تكتب: «أسود فاتح».. نجاح من أول حلقة
الحلقات الأولى لمسلسل (أسود فاتح) والذى عرض مؤخرا عبر منصة شاهد تنبأ أننا أمام تجربة مختلفة وحالة نضج بطلة العمل هيفاء وهبى والتى يحسب لها ذكاء اختيار العمل الذى تعود به بعد أن قدمت «لعنة كارما» قبل عامين، فلا تتواجد هيفاء بعمل درامى كل عام مثل حرص بعض الفنانات، لكنها تعود دائما بعمل يحمل اختلافًا فى الشكل والفكرة والشخصية التى تقدمها ،وهى «رانيا خطاب» وهى جديدة على هيفاء ولكن بكل تأكيد تيمة البطلة التى تتعرض للخداع والخيانة وتعيش فى صراعات قدمت من قبل لكن نجح مؤلف المسلسل أمين جمال فى أن يقدمها بطريقة جذابة وحبكة ذكية، كما أنه يظهر الجوانب الإنسانية المختلفة من خير وشر فلا يوجد حكم مطلق على الأشخاص فالحياة بها اللونان الأبيض والأسود كما البشر.
اهتمام هيفاء فى العمل لا ينحصر على ملابسها أو الأكسسوارات الخارجية فقط للشخصية لكنها أيضا اهتمت كثيرا بتفاصيلها وانفعالاتها الداخلية، فتسعى للتعلم دائما من أجل إثبات نجاحها كممثلة وأنها ليست مجرد امرأة فائقة الجمال.
هيفاء ليست عنصر النجاح الوحيد للمسلسل فلا يمكن انكار الدور الكبير الذى بذله المخرج كريم العدل فى إدارة الممثلين وفى الكادرات وأيضا فى خروج العمل بهذه الكيفية على الرغم من تصويره سواء تحت أزمة فيروس كورونا التى عطلت الكثير من الأعمال وحتى انفجار مرفأ بيروت منذ أسابيع، خاصة أن تصوير المسلسل كان فى بيروت.
أعجبنى كثيرا جرأة روجينا فى شخصية «نجلاء سعد» المذيعة الخائنة لزوجها ولصديقة عمرها وتقديمها للمشاهد دون افتعال، هذا الافتعال كان نقطة ضعف فى الشخصية التى قدمتها رمضان الماضى فى مسلسل «البرنس» مع محمد رمضان.
صبرى فواز أو «أشرف المحامى» يؤكد أننا أمام ممثل بروح أشرار الزمن الجميل فبأدائه السهل الممتنع يجعلنا نتعاطف معه فى بعض الأحيان ونكرهه فى أحيان أخرى، هذا التناقض فى المشاعر تجاه الشخصية هو السر وراء نجاح فواز.
نبيل نور الدين وشريف سلامة وناصر سيف أيضا من العناصر المميزة فى المسلسل وأيضا الممثلة الشابة رانيا منصور.
معتصم النهار والذى يظهر كضيف شرف بشخصية الزوج الخائن هو إضافة بكل تأكيد قوية للعمل المصرى اللبنانى، وهى خطوة جيدة فى مشواره لتقديمه للجمهور المصرى بعيدا عن الدراما اللبنانية والسورية بعد أن حصد شعبية كبيرة العام الماضى بمسلسل خمسة ونص الذى قام ببطولته مع اللبنانية نادين نجيم.
فالعمل فى حلقاته الأولى حتى الآن من المسلسلات المميزة التى عرضت خارج الموسم الرمضانى والتى تؤكد أن النجاح غير مرتبط بموسم ولكن الأهم هو العناصر المتكاملة من سيناريو واخراج وتمثيل وإنتاج أيضا أما غير ذلك فيمر مرور الكرام.