نشاط مكثف لوزيرة التعاون الدولى يتوج بتوقيع اتفاقيات جديدة مع الوكالة الأمريكية وبنك الاستثمار الأوروبي
شهد الأسبوع الماضي ازدحامًا وتنوعًا على مستوى أجندة فعاليات وزارة
التعاون الدولي، بين المشاركة في انطلاق الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة
الإعمار والتنمية ومجموعة البنك الدولي، والتي تعقد عبر الإنترنت نظرًا لظروف
جائحة كورونا، بالإضافة إلى الإعلان عن اتفاقيات جديدة مع الوكالة الأمريكية وبنك
الاستثمار الأوروبي بقيمة 907 مليون دولار، فضلا عن استقبال رئيس الوكالة
الأمريكية للتنمية الدولية في أول زيارة خارجية له، وكذلك بحث تفعيل اتفاقيات
بقيمة مليار يورو مع السفير الفرنسي.
واستهلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، نشاطها الأسبوعي، بالمشاركة في الاجتماعات السنوية للبنك، والتي عقدت بشكل استثنائي عبر شبكة الإنترنت في ظل تداعيات الجائحة العالمية، واتسمت الاجتماعات باستثنائية من نوع آخر حيث شهدت إقرار الاستراتيجية الجديدة للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية 2021-2025، والتي تستهدف تحقيق 3 أهداف رئيسية هي الاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمي وتكافؤ الفرص بين الجنسين، كما أجريت انتخابات اختيار رئيس جديد للبنك.
وضمن فعاليات هذه الاجتماعات شاركت وزيرة التعاون الدولي، في القمة
العالمية للبنية التحتية بمشاركة كافة مؤسسات التمويل الدولية، حيث وجهت 3 رسائل
هامة للمشاركين، هم ضرورة سرد قصص النجاح التنموية التي تنفذها الحكومة المصرية،
لاسيما على مستوى البنية التحتية، وتوفير مزيد من التمويلات للبلدان لتطوير بنيتها
التحتية والتعافي من الجائحة، وتوفير الدعم الفني والتقني والمساندة المطلوبة
للتعافي الأخضر.
كما شاركت «المشاط» في الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك الأوروبي
لإعادة الإعمار والتنمية الذي يضم 71 بلدًا، لإقرار الاستراتيجية الجديدة للبنك،
حيث أكدت وزيرة التعاون الدولي أن الاستراتيجية الجديدة تتفق مع الرؤى التنموية
الحكومية، كما تم الإعلان عن اختيار مصر أكبر دولة عمليات في 2019، للعام الثاني
على التوالي، وذلك تزامنًا مع إصدار البنك تقرير توقع فيه أن تحقق مصر 2% نموًا
العام الجاري، و5% العام المقبل بدعم مشروعات البنية التحتية، وهي الدولة الوحيدة
من بين دول العمليات التي تحقق ذلك .
وعلى مستوى الانتخابات فازت الفرنسية أوديل رينو باسو، برئاسة البنك
كأول امرأة تتولى هذا المنصب، ومن ناحيتها هنأت وزيرة التعاون الدولي، الرئيس
الجديد للبنك بمنصبها، مؤكدة أن هذا الأمر من شأنه أن يشجع المزيد من النساء على
إحداث التغيير في المؤسسات الدولية من خلال إضفاء مزيد من التنوع، وتقلد العديد
منهن مناصب رفيعة المستوى.
في سياق متصل انطلقت أمس الخميس الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي، حيث شاركت «المشاط» باعتبارها محافظًا لمصر لدى المجموعة، في 3 محافل دولية هامة، أولها اجتماع محافظي الدول العربية لدى صندوق النقد والبنك الدوليين، مع السيد ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، حيث طالبت وزيرة التعاون الدولي بضرورة زيادة ما يسمى بالتمويل المختلط، لدعم الجهود التنموية دوليًا، كما أشار رئيس مجموعة البنك الدولي، إلى الإصلاحات التي قامت بها مصر قبيل الجائحة، وعلى رأسها مشروعات تطوير التعليم والصحة.
كما شاركت في اجتماع مناقشة سعر الفائدة عقب انتهاء العمل بسعر
الفائدة الحالي Libor، فضلا عن اجتماع آخر حول
الاستثمار في رأس المال البشري. وتستكمل وزيرة التعاون الدولي، اللقاءات ضمن
اجتماعات الخريف للبنك الدولي، خلال الأسبوع المقبل، بمشاركتها في عدة اجتماعات،
من أهمها اجتماع مجموعة الـ 24، كما تشارك في حلقة نقاشية حول حلول القطاعين العام
والخاص لسد الفجوة النوعية، والتجمع الأفريقي لمحافظي صندوق النقد والبنك الدوليين
بمشارك رئيسي المؤسستين.
وخلال الأسبوع الماضي أعلنت وزيرة التعاون الدولي، عن اتفاقيتين جديدتين، الأولى عبارة عن منحة لدعم الحوكمة الاقتصادية الشاملة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بقيمة 22.8 مليون دولار، والثانية إقرار بنك الاستثمار الأوروبي تمويلا لبنك مصر لإعادة إقراضه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بقيمة 750 مليون يورو ما يعادل 884.7 مليون دولار.
جاءت المنحة الأولى بقيمة 22.8 مليون دولار ضمن فعاليات استقبال، رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية، جون بارسا، في أول زيارة خارجية له بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تفقدا مسرعة الأعمال Flat6Labs للشركات الناشئة التي تلقت دعمًا من الجانب الأمريكي، كما أطلقا مشروعًا جديدًا لتمكين الفتيات بقيمة 3 ملايين دولار، توجه للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ومؤسسة النداء، لتمكين الفتيات وتوفير فرص التعليم والعمل في صعيد مصر لاسيما محافظتي المنيا وقنا.
وفي لقاء بمقر وزارة التعاون الدولي، بحثت «المشاط» مع رئيس الوكالة
الأمريكية للتنمية الدولية، تفعيل الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال العام الجاري،
والتي بلغت 7 اتفاقيات منح بقيمة 112 مليون دولار، كما بحثا المشروعات المستقبلية
وفقًا للأولويات الحكومية.
والتقت وزيرة التعاون الدولي، ستيفان روماتيه، السفير الفرنسي بالقاهرة، وفابيو جرزاي، مدير مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية، وميشيل أولانبرج، رئيس البعثة الاقتصادية الفرنسية بالقاهرة، حيث تم بحث تطورات اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة مليار يورو، والتي تم توقيعها خلال عام 2019، خلال الزيارة الرئاسية الفرنسية لمصر، فضلا عن مناقشة المجالات ذات الأولوية المقبلة لاسيما في مجال النقل والبنية التحتية والتعليم والصحة، وريادة الأعمال، وبحث التحضير للقمة الرئاسية المقبلة.
وصباح اليوم الجمعة هنأت وزيرة التعاون الدولي، برنامج الأغذية العالمي، بحصوله على جائزة نوبل للسلام، لجهوده في مجال القضاء على الفقر والجوع وتحسين الظروف المواتية لتحقيق السلام، مشيرة إلى المشروعات التنموية الطموحة التي تم تنفيذها مع البرنامج في مصر لاسيما بمنطقة الصعيد، والزيارة الأخيرة بين الجانبين لمحافظة الأقصر لتفقد نماذج هذه المشروعات.
وكانت «المشاط» قد قامت بزيارة تفقدية مع مسئولي برنامج الأغذية
العالمي لقرية البغدادي بمحافظة الأقصر مؤخرًا، لتفقد برنامج بناء قدرات صغار
المزارعين، وخلال الزيارة تم الإعلان عن توسيع الشراكة ضمن البرنامج لتشمل 500
قرية ومليون مزارع حتى عام 2023، وتأتي هذه البرامج ضمن الخطة الاستراتيجية
القطرية الخمسية التي تنظم التعاون بين جمهورية مصر العربية ووزارة التعاون الدولي
خلال الفترة من 2018-2023، والمخصص لها نحو 586 مليون دولار.
وعقب الزيارة أشادت مفوضية الاتحاد الأفريقي، بالجهود المشتركة التي
تقوم بها وزارة التعاون الدولي، وبرنامج الأغذية العالمي، لتنمية المجتمعات
الريفية ودعم صغار المزارعين في صعيد مصر.