هل سيتم غلق متحف النسيج المصري في شارع المعز؟.. سؤال تجيب عنه المصادر
يُعد متحف النسيج المصري أحد أندر المتاحف في العالم، ولن نبالغ أن الوحيد من نوعه في الشرق، افتتح عام 2010 وكان من المقرر له أن يكون متحفًا للنسيج الإسلامي وفقط، ولكن قررت لجان العرض المتحفي في ذلك الوقت تحويله إلى متحفًا للنسيج عبر العصور، حيث يحكي تاريخ تلك الصناعة منذ البدايات إلى عصر أسرة محمد علي.
اختيار المكان عبقريًا، حيث تم تحويل سبيل محمد علي باشا المواجهة لمدرسة السلطان الناصر محمد بن قلاوون إلى متحفًا، ويعتبر ذلك ضمن مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وتحول متحف النسيج مع الوقت إلى نقطة من نقاط الجذب السياحي داخليًا وخارجيًا في شارع المعز، الذي هو أحد أكبر المتاحف المفتوحة في العالم.
وهنا يأتي السؤال هل سيتم غلق متحف النسيج؟ وسبب السؤال هو تعديل مواعيد غلق المتحف، حيث فوجئنا أن ميعاد الغلق لمتحف النسيج فقط هو الساعة الثانية ظهرًا، ويبدأ إخلاء المتحف من الزائرين الساعة 1.30 ظهرًا، ويتم فتحه في الصباح الساعة التاسعة، مما أثار الدهشة.
وبسؤال عدد من المصادر كشفت مصادر مطلعة في وزارة السياحة والآثار أن قرارًا صدر بالفعل من اللجنة الدائمة للآثار المصرية بنقل قطع النسيج المصرية القديمة إلي متحف الحضارة في الفسطاط، وكما نعلم فإن عدد القطع النسيجية الأثرية التي ترجع للعصور المصرية القديمة في متحف النسيج تمثل عصب وأساس العرض المتحفي فيه.
وأكدت المصادر أن قرار نقل قطع النسيج المصرية الأثرية القديمة من المتحف سيتبعه قرار آخر من لجنة الآثار الإسلامية في اجتماعها المقبل بنقل قطع النسيج الأثرية القبطية والإسلامية والتي تعبر عن تطور تلك الحرفة عبر العصور إلى متحف الحضارة أيضًا.
بالطبع كلنا نعرف أن المتحف القومي للحضارة المصرية القديمة، يعني بالتطور الحضاري للحرف المصرية والتي إحداها النسيج، ولكن هل هناك تعارض ما بين وجود متحف متخصص في النسيج المصري، وعرض آخر مستقل لنفس الحرفة في متحف الحضارة؟ وهل ذلك سيعني غلق متحف النسيج؟
قالت المصادر: قرار اللجنة الدائمة لم يقل غلق وإنما قال بنقل القطع وفقط، ولكن القرار أيضًا لم يشمل إيجاد البديل للقطع التي ستنقل من فتارين متحف النسيج.
ومن ناحية أخرى قالت مصادر داخل قطاع الآثار الإسلامية، إن وجود المتحف يؤثر سلبًا على الأثر وهو سبيل ومدرسة محمد علي باشا الأثرية التي يحتلها المتحف، وأن الحالة المعمارية للأثر تزداد سوءً ولم يعد يصلح لأن يكون متحفًا.
وأكدت المصادر أن قطاع الآثار الإسلامية أصدر تقريرًا فنيًا وهندسيًا جاء فيه أن مبنى السبيل الأثري المقام فيه المتحف يعاني من مشاكل إنشائية ويجب إخلائه وغلقه، إضافة لأزمة التكييفات المعطلة منذ فترة كبيرة بالمتحف ولم يتم إصلاحها حتي الآن، كما توجد بعض الأجهزة "عطلانة في المبنى" حسبما أفاد المصدر، وهي ما لا يمكن اتخاذ إجراء واضح فيها إلا بعد معالجة مشكلات الأثر الهندسية والإنشائية.
العرض السابق الذي توصلنا إليه يفضي إلى منطقية النقل إلى مكان آخر، ولكن هل معنى ذلك إلغاء وجود متحف للنسيج، قد يكون إخلاء السبيل الأثري الذي هو مبنى المتحف منطقيًا بسبب حالة الأثر المعمارية والإنشائية، ولكن هل نفقد تفردنا بوجود متحف مستقل للنسيج المصري حيث لا يوجد منه في العالم إلا 3 متاحف أخرى هو رابعها.
ونستطيع بسهولة أن نبحث عن مكان آخر يصلح كمتحفًا للنسيج المصري، مثل دار صناعة كسوة الكعبة في الخرنفش، والتي أنشأها محمد علي أيضًا فمن الممكن دراسة أمر تحويلها إلى متحفًا للنسيج المصري وستكون إحياءً للمنطقة وبداية لتطويرها، فصناعة النسيج أحد أهم المظاهر الحضارية في مصر، والتي تعبر عن مدى التطور الذي وصل إليه المصري القديم والتواصل المتناغم بين عصور الحضارة المصرية حتى الآن.
وتوجهنا إلى المسؤولين لعلنا نجد تفسيرًا أو جوابًا شافيًا، وبدأنا بالدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام المتحف والذي نفى أنه لديه أية معلومات عن هذا الأمر، كما أن الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية رفض التعليق على الموضوع ككل، في حين أفاد الدكتور مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف في وزارة السياحة والآثار، عندما توجهنا له بسؤال واضح، "هل هناك مشكلة في متحف النسيج وهل سيتم إخلاؤه أو ما شابه؟ وكان رده نصًا "لسه بندرس الموضوع".