مصر تطلق مبادرة شاملة لدمج التنوع البيولوجى بالقطاعات المختلفة.. التفاصيل الكاملة
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن إطلاق مبادرة شاملة لدمج التنوع البيولوجي بالقطاعات المختلفة.
اختبار حقيقي لعلاقتنا مع الطبيعة
وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته، بقمة التنوع البيولوجي، التي ألقاها، اليوم الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن التدهور المضطرد في التنوع البيولوجي، والوتيرة المتسارعة لفقدان الموارد الطبيعية على كوكب الأرض نتيجة التدخل البشري في الحياة الطبيعية والنظم الحيوية، بات يحتم علينا التحرك بشكل أكثر تنسيقا وفاعلية في مواجهة هذه التطورات التي تهدد دولنا كافة، وتعمق من الفوارق بين الدول النامية والدول المتقدمة، وتحد من قدرتنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لشعوبنا، لا سيما في الدول النامية والأقل نموا، خصوصا إذا أضفنا إلى ذلك ظاهرة تغير المناخ، وما تمثله من خطر وثيق الصلة بفقدان التنوع البيولوجي، ومن ثم فإننا أمام اختبار حقيقي في علاقتنا مع الطبيعة يفرض علينا العيش في تناغم معها، وهو ما يمثل جوهر مقصدنا المشترك عبر الربط بين التنوع البيولوجي وتحقيق التنمية المستدامة.
إطلاق مسار للتفاوض حول الإطار العالمي للتنوع البيولوجي
وأضاف الرئيس: "إن مؤتمر الأطراف الرابع عشر، الذي عقد فى شرم الشيخ عام 2018، شهد إطلاق مسار للتفاوض حول الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020، يسعى إلى بلوغ أهداف طموحة مدعومة بوسائل التنفيذ وآلياته"، مؤكدا أن مصر حرصت خلال الفترة الماضية على العمل مع جميع أصحاب المصلحة، لضمان خروج إطار التنوع البيولوجي لما بعد 2020، على نحو عادل ومتوازن، ونتطلع إلى اعتماده خلال مؤتمر الأطراف المقبل في الصين.
مبادرة مصرية شاملة لدمج التنوع البيولوجي
وأضاف الرئيس: "إيمانا بوحدة منهج صون الطبيعة، وبالدور الهام لجميع الأطراف الفاعلة في هذا المجال من دول وحكومات ومجتمع مدني وقطاع خاص، أطلقت مصر خلال هذا المؤتمر مبادرة شاملة تهدف إلي دمج التنوع البيولوجي في القطاعات النوعية المختلفة، وذلك من خلال تحقيق التكامل بين اتفاقيات ريو الثلاث المعنية بتغير المناخ، والتنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر، وعملنا بجهد خلال الفترة الماضية مع مختلف الشركاء لدفع هذه المبادرة إلى الأمام، كما تقوم مصر بتفعيل مبادئها من خلال دمج التنوع البيولوجي في قطاعات المحميات الطبيعية والسياحة البيئية على سبيل المثال، وكذلك في خططها التنموية لحماية تلك الموارد وإيجاد المزيد من فرص العمل".
دعم إفريقيا في الحفاظ على التنوع البيولوجي
وتابع الرئيس: "حرصت مصر على دعم جهود القارة الإفريقية في الحفاظ على التنوع البيولوجي، ووقف تدهور الطبيعة، حيث استضافت على هامش نفس المؤتمر بشرم الشيخ اجتماعا إفريقيا رفيع المستوى، تناول أولويات القارة للحفاظ على ثرواتها الطبيعية المتنوعة، وذلك انطلاقا من أن قدرة الدول النامية، لاسيما الإفريقية، على المشاركة في هذا الجهد الدولي، مرهونة بما تحصل عليه من دعم عبر توفير التمويل، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات، استنادا إلى مبدأ المسئولية المشتركة متباينة الأعباء والتفاوت في القدرات بين الدول المتقدمة والدول النامية".
نظم فعالة لصون الطبيعة والبيئة
وأوضح الرئيس أن ثراء التنوع البيولوجي وحمايته يؤثر بشكل مباشر على كل مناحي الحياة، وإدراكا منها لذلك، وضعت مصر نظما فعالة لصون الطبيعة والبيئة المحيطة بها، لا سيما نهر النيل الذي يمثل شريان الحياة لحضارة تجسدت فيها الإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية، حيث حرصت مصر دوما – ولا تزال - على استدامة النظم الإيكولوجية لحوض النهر، ولطالما دعت إلى ضرورة تعزيز التعاون العابر للحدود بين دوله، بالنظر لكون المياه هي حجر الزاوية في جهودنا للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الطبيعة.
وأكد الرئيس أنه لا شك فى أن جائحة كورونا فرضت قيودا وتحديات جديدة أمام نجاح العمل الدولي متعدد الأطراف من ناحية، إلا أنها عززت شعورنا بالمسئولية المشتركة إزاء مستقبل هذا الكوكب ومصير الأجيال القادمة عليه من ناحية أخرى، معربا عن أمله فى أن تساهم قمة اليوم في تعزيز إدراكنا لحجم تلك المسئولية، وأن تخرج بنتائج واضحة تعكس إرادتنا السياسية الجماعية لتغيير الوضع الراهن إلى الأفضل.