حمدي نصر يكتب: الجيش المصري وحرب الصدمة
للجيش المصرى قصة تستحق أن تروى
الابطال:
السادات: أمريكا ليست جادة فى أتجاه السلام ويجب أن يتلقوا صدمة لاتخاذ الاجراءات اللازمه .
المخابرات الامريكية: السادات ضعيف ولا يؤخذ على محمل الجد
إسرائيل: لا يخشى احد هجوما مصريا ونشعر بالامان مع التفوق العسكرى الساحق ولما نحرك ساكناً.
الولايات المتحدة الامريكية: مصر لن تجرؤ على شن هجوما بعد ما تعرضت له فى العام 1967
هنرى كيسنجر: العرب واهنون ويفتقرون الى التخطيط والتنفيذ على الصعيد العسكرى
الاتحاد السوفيتى: لقد أعفانا قرار طرد الخبراء السوفيت من مسئولية التحضير للحرب وشنها
القائد الاسطورى ( الفريق سعد الدين الشاذلى ) تكليف من الرئيس بوضع خطة هجوميه تتماشى مع الامكانيات الفعليه للجيش وكانت خطة المآذن العالية.
الصدمة:
تسود البلاد حالة من اليأس من أثار الهزيمة وتتشح الجمهورية بالسواد لوفاة القائد جمال عبد الناصر ويخيم اليأس فى الافق، يتم الاستفتاء على تولى الرئيس السادات مسئولية البلاد ويتم اختياره رئيسا لمصر ليضرب للمصريين وعداً عند توليه الحكم باستعادة سيناء.
ذهب السادات الى الاتحاد السوفيتى طالبا تسليح الجيش المصرى وكان رد الاتحاد السوفياتي أن تزويد مصر بالأسلحة مشروط بعدم استعمالها للسلاح إلا بأمر منه.
حيث أجابهم السادات بكلمة: "(آسف) فلا أقبل فرض قرار على مصر إلا بقراري وقرار الشعب المصري".
فى هذه الاجواء وفى ظل تعنت الاتحاد السوفيتى فى تجهيز الجيش المصرى بالاسلحه اللازمة للمواجهة القادمة والتى وعد بها الرئيس السادات عند توليه مسئولية البلاد اصبح الرئيس فى مأزق وأخذ يرسل الوفود طالبا تنفيذ صفقات السلاح المطلوبه للمعركه حتى انه ارسل وزير حربيته مرتين فى عام واحد للاتحاد السوفيتى وعشرة وفود سياسية.
كما أن وجود هؤلاء الخبراء الروس كان معيقاً بالفعل للعمليات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف، وتم اكتشاف عدد منهم يتجسس لحساب إسرائيل بالفعل، وكان الضباط والجنود المصريون لا يتحدثون معهم في أي تفاصيل عن العمليات الحربية أو حتى التدريب، فقد كان تواجد هؤلاء الخبراء مجرد رمز على الدعم السوفيتي .
القائد الاسطورى سعد الدين الشاذلى بطل عملية الانسحاب التكتيكى من سيناء بعد صدور أوامر القيادة بالانسحاب ليقوم بمناورة عسكرية دقيقة لم ينفرط فيها عقد قواته كما حدث لبقية الجيش فى نكسة 67 واكتسب سمعة عسكرية هائلة بين القوات بعد ان تحمل عبء الانسحاب فى أرض يسيطر عليها العدو براً وبحراً وجواً وكان اخر قائد ينسحب من سيناء.
عين قائداً للقوات الخاصة ( الصاعقة والمظلات ) لمدة عامين وخلق فيهما جنديا لا يهاب شىء وذلك بفضل التدريب الراقى والاعداد و التجهيز القتالى للمعارك وعين قائداً لمنطقة البحر الاحمر بعد ان قام العدو بهجمات يومية لخطف المدنيين وتدمير المنشأت فما كان من الرئيس جمال عبد الناصر ألا ان ينقل لهم القائد البطل سعد الدين الشاذلى فخر العسكرية المصريه لتتوقف الهجمات ولا يستطيع العدو الاقتراب مرة أخرى من أرض يحميها الشاذلى ورجاله ثم كانت معركة جزيرة شدوان التى كانت جزيرة تؤمنها سرية من الصاعقة المصريه فقام العدو بالهجوم عليها براً وبحراً وجواً وأدعى السيطرة عليها دون أى مقاومه ...... قام سعد الدين الشاذلى بارسال الامدادات الى قواته ليلا عبر البحارة المدنيين ليستمر القتال لاكثر من 36 ساعه بدون توقف انسحبت بعدها القوات المهاجمة ولم تستطع السيطرة على الجزيرة و أقرت بفشلها.
وفى 16 مايو من العام 1971 عين الشاذلى رئيسا لاركان القوات المسلحه وطلب منه الرئيس السادات التجهيز للحرب لأستعادة سيناء ووضع الخطة اللازمة وفقا للامكانيات الفعليه فكانت العملية بدر أو ما عرفت بأسم خطة المآذن العالية.
أصدر الفريق الشاذلى 41 توجيها عسكريا يبين فيه للجندى المقاتل طريقة ادائه لمهامه القتالية وكيفية التصرف فى مختلف المواقف التى قد يتعرض لها أثناء العمليات.
درس الفريق الشاذلى العدو جيداً من حيث نقاط ضعفه ونقاط قوته وأدرك ان العدو لا يتحمل الخسائر البشرية ولا يتحمل أطالة أمد الحرب ويتمتع العدو بمزايا فى الهجوم التصادمى لوجود الدعم الجوى السريع والدقيق وهو ما سيحرم منه بالدفاع الجوى المصرى كما ان هجوم العدو من الاجناب سيحرم منه أيضا ويضطر الى المواجهة المباشرة مع القوات المصريه حيث ستكون جوانب الجيش المصرى البحر المتوسط وقناة السويس ومؤخرته قناة السويس.
في يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 14:05 (الثانية وخمس دقائق ظهراً)، شن الجيشان المصري السوري هجوما كاسحا على القوات الإسرائيلية، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة عدم صدور أي أوامر من القيادة العامة لأي وحدة فرعية لأن القوات كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة.
بحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973، حققت القوات المصرية نجاحا حاسما في معركة القناة، وعبرت أصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة، وهو رقم قياسى لم تحققه أي عملية عبور في تاريخ البشرية، وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة، بلغت 5 طائرات و20 دبابة و280 شهيدا، ويمثل ذلك 2.5% من الطائرات و2% من الدبابات و0.3% من الرجال، أما العدو ففقد 30 طائرة و300 دبابة وعدة آلاف من القتلى، وخسر معهم خط بارليف بكامله، وتم سحق ثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة كانت تدافع عن القناة، وانتهت أسطورة خط بارليف التي كان يتغنى بها العدو.
ما بعد الصدمة:
السادات: لقد أصبح لهذه الامة درع وسيف
المخابرات الامريكية: السادات أحد أخفاقاتنا لاننا لم نأخذه على محمل الجد .
أسرائيل: لم يكن هناك سوى عشر ساعات للاستعداد
هنرى كيسنجر: لقد كانت مفاجأة تامة
الجنرال موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق:
مع أقترابى من كل دبابه كنت أتمنى ألا أرى العلامة الاسرائيلية عليها أنقبض قلبى كثيراً من كثرة الدبابات المحطمه
الجنرال أرييل شارون قائد فرقه ضباط احتياط أثناء حرب أكتوبر 1973:
إن الشاذلي من أذكي الضباط المصريين عسكرياً إنه محترف بكل المقاييس يجب علي إن أعترف بذلك.
لقد كان العالم فى ذلك الوقت يحتاج الى صدمة، فتحية لرجال القوات المسلحة مع اقتراب ذكرى انتصارهم المجيد.