محمد أكرم دياب يكتب: فلسطينية "وسط البلد"
الواحدة صباحا.. ليل خارجي .. سيدة فلسطينية ولدت عام ١٩٥٩ تجاورها ملابسها محزومة "سرة ملابس"، تجلس في ساحة مسجد صغير "زاوية " بين العمارات في وسط البلد بجوار تجمع شبابي بينهم أحد الصحفيين الذي حول جلسته لمجالستها لمدة ساعة سردت فيها قصتها بطريقة "flash back" .
تروي السيدة مشاهد من حياتها ويجلس الصحفي أمامها يستمع ويعلق .. مشهد قتل والدها أيام الصبا عندما كانت في غزة، وتحديدا عام ١٩٦٧ عندما أرادت إسرائيل تنفيذ عمليات في غزة والقدس ردا على تنفيذ عملية المدمرة إيلات التي قامت بها مصر، تلخص المشهد الذي كررته ١٠ مرات خلال جلستنا في دهس دبابة إسرائيلية لوالدها وتفجرت رأسه فقد كان قائدا لفصيل بالمقاومة.
بعدها مشهد زواجها ودراستها للإعلام في فلسطين ثم وفاة الزوج بعد إنجاب ولدها الوحيد ميشو الذي كان سببا في أزمتها النفسية الأخيرة، وفي ١٨/٢/١٩٧٧ قررت أن تتوجه إلى مصر مع عائلتها، وسعت كثيرا حتى حصلت على اللجوء السياسي من الرئيس الراحل أنور السادات و قررت بدء حياه جديدة.
حصلت على بكارليوس التجارة الخارجية من جامعة حلوان، تزوجت من يوسف القادم من قنا إلى أحد الشقق الذي يمتلكها في المهندسين عاشت معه سنوات تتابع فيها اخبار ابنها ميشو فقد علمت أنه دخل الجامعة بعدها بسنوات قليله علمت من أمها أنه تزوج من زميلته هناك وهاجر إلى كندا .
بعدها اختفى زوجها أو كما تقول اعتقل وانقطعت أخباره فتشت عنه كثيرا ولازالت وبحثت عن ابنها بعد انقطاع أخباره مع وفاة امها، بحثها كان مكلفا خسرت عليه مايقارب ٢٠٠ ألف دولار من ميراث تركه له والدها وتلقت به تحويلات من فلسطين، تنقلت للسكن في عدة مناطق في القاهرة قبل أن يستقر بها المطاف لايجار شقة بمنطقة وسط البلد "٦٠٠٠ جنيه شهريا".
وكانت وسط البلد أحد المحطات التي فقدت فيها مبلغ كبير للبحث عن زوجها حسب تقديرها ١٢٠ ألف جنيه، ف "م.ع" أحد أمناء الشرطة المكلفين بحراسة أحد مقار البنوك في المنطقة أقنعها بمعرفته لمكان زوجها فهو محتجز في أحد السجون وسحب منها مايزيد عن ٧٥ الف جنيه، فضلا عن ذلك حصل "ع " أحد متسولي المنطقه على مبلغ يقدر ب٤٠ الف جنيه منها لادعائه بمعرفة موظف بالسفارة يستطيع الوصول لابنها في كندا، قبلها حصل أحد الموظفين في فيصل على ١٥٠ الف دولار لادعائه القدرة في الوصول لذات الشخصين ـ حسب قولها.
زوجها حسبما تقول وسردت اسمه كامل من عائلة قبطية كبيرة في قنا أبناء عمومته لاعب كرة شهير و مسؤل سابق بأحد الجهات الحكومية و طيار توفى،و ابنها يقطن كندا،احد رسائلها توضح خلل نفسي لتعلقها بوجود زوجها زوجها ويمكنها أن تفقد من اجله اي شئ، "بشوف قديس فجر بيفتح الكهرباء ويقول يوسف مامات يوسف فقط بالسجن وترجع زوجته تظهر له يظهر تاني ".
بخلاف الرسائل الهاتفية تأكدنا من روايتها من قاطني المنطقة حكاية الأمين والتسول والأموال وشكل عيشتها الذي يتلخص في طلب "ديلفري" يوميا و عرفت بالسخاء بين الأهالي ، لكن كما قال أحدهم " لما تخلص فلوسك الدنيا هتدوسك" و أكمل حديثه "اهي كانت عائشة عيشة ملوك امبارح النهاردة مش لاقية حته تنام فيها بعدما طردت لعدم قدرتها على دفع الإيجار.
بحثنا معها عن سكن وفرته لها إحدى الجهات، وشرطت علينا عدم ذكر اسمها أو مكان سكنها أو صورة لها ، لوجود أشخاص تلاحقها طلبت منا أن نبحث عن زوجها وابنها واعطتنا اسمائهم بالكامل ترجت من الرئيس بالتدخل في القصة ومعاودة صرف معاش ابنها ونطالب نحن بالتحقيق في حكايات المتسول وأمين الشرطة فنستطيع إيصال جهات التحقيق بالسيدة والأشخاص.