هل ينجح المتظاهرون في طرد تركيا وعملائها من ليبيا؟
لا تزال الأزمة الليبية تتصدر الاهتمامات العربية والدولية، لا سيما مع تزايد وتيرة الغضب الشعبى، تجاه حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، ورئيسها فايز السراج، وميليشياته، المدعومين من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى لا يكف عن تدريب المرتزقة، ووإرسالهم إلى الأراضى الليبية للاقتتال، وهو ما كشفت عنه تقارير أكدت دفعه بمرتزقة سوريين، من بينهم أطفال قصر لم يتجاوز سن الواحد منهم 18 سنة، إلى أتون الحرب فى ليبيا.
جمع الأطراف المتنازعة بالمغرب
وعلى مدى يومين، تحتضن مدينة بوزنيقة المغربية، الحوار الليبى، بين وفد برلمانى يمثل مجلس الدولة، ووفد يمثل برلمان طبرق، قبيل لقاءات جنيف، فى خطوة تأمل الرباط أن تأتى بثمارها فى جمع الأطراف المتنازعة، وتقوية المسار الأممى لبحث الحلول السياسية للنزاع الليبى.
مطالب الشعب الليبى
وبينما يجتمع أطراف النزاع الليبى فى المغرب، طالب المتظاهرون فى طرابلس، اليوم الأحد، بإقصاء كامل للطبقة السياسية الحالية، مؤكدين على ضرورة إنصات البعثة الأممية لمطالب الشعب الليبى.
وتوقع المتظاهرون فشل اجتماع المغرب الذى يجمع الأطراف المتنازعة، مشددين على رفضهم التام للتدخل الأجنبى فى شئون بلادهم، خصوصا تركيا، التى لا يزال رئيسها يصر على دعم حكومة غير شرعية، وميليشيات مسلحة، تطلق النار على المتظاهرين السلميين، ومن أجل ذلك يمدهم بالمال والسلاح، والمرتزقة السوريين، الذين يتم تدريبهم فى معسكرات تركية قبل الدفع بهم للقتال فى ليبيا.
ويصر الشعب الليبى على إقصاء فايز السراج وحكومته غير الشرعية من المشهد السياسى برمته، كما يصر على موقفه الرافض للتدخل التركى فى شئون البلاد.
انتفاضة شعبية
ومنذ اندلاع التظاهرات الليبية يوم الأحد 23 أغسطس الماضى، تزداد وتيرة الغضب لدى الشعب الليبى، الذى خرج فى تظاهرات رافضة لوجود فايز السراج وحكومته وميليشياته، إلى جانب الاحتجاج على تدنى مستوى المعيشة، وتدهور الظروف الاقتصادية نتيجة النزاع المسلح، فضلا عن تدهور الظروف المعيشية، وغياب أبسط حقوقهم في المياه والكهرباء التي تنقطع باستمرار، فضلا عن طوابير السيارات التي تقف أمام محطات الوقود في انتظار دورها.
وعلى الرغم من تهديدا ميليشيات السراج للمتظاهرين السلميين، التى وصلت إلى حد الاعتداء عليهم بالذخيرة الحية، وإصابة عدد منهم، يصر الليبيون على موقفهم الرافض للسراج وحكومته، وفى سبيل ذلك يحتشد الشعب الليبى فى مواجهة الميليشيات المسلحة التى لم تنجح مساعيها الدموية فى وأد الحراك أو النيل من عزيمة اجموع الغاضبة.
مليونية "غصن الزيتون"
وأعلن حراك 23 أغسطس، الذى يقود التظاهرات فى العاصمة الليبية طرابلس، أنه تواصل مع مؤسسات المجتمع المدنى، من أجل تنظيم مليونية باسم "غصن اليتون"، فى ساحة الشهداء، خلال الشهر الحالى، استمرارا للمظاهرات الرافضة للحكومة المنتهية ولايتها.
واستنكر حراك 23 أغسطس، عمليات الإخفاء القسرى، التى تتم بحق منظمى المظاهرات، وطالب النائب العام بالإفراج الفورى عنهم.
تهديدات بالقتل
كما كشف الحراك عن أن هناك حالة من القلق إزاء قيام ميليشيات مسلحة بتهديد الثوار الليبيين بالقتل، ما لم يتراجعوا عن استئناف المظاهرات الرافضة للسراج، مؤكدا عزمه استئناف الاحتجاجات حتى إسقاط السراج وحكومته، ورحيله هو وميليشياته.
وفى تحدٍ واضح للميليشيات المسلحة، أكد الحراك أن الليبيين سيستمرون فى تنظيم مظاهراتهم، وأنه لا تراجع حتى إسقاط الحكومة غير الشرعية، كما حمل مسئولية حماية المتظاهرين لوزير الداخلية فتحى باشا آغا، الذى طالبوه بضرورة تجنيب الميليشيات، ومنع تدخلها لتغيير مسار ثورتهم السلمية.
ثورة الفقراء
وفى مدينة سبها، نظم الليبيون عصر يوم الجمعة الماضى، مسيرات جابت شوارع المدينة، للمطالبة بحيل فايرز السراج وحكومة الوفاق، والإفراج عن المعتقلين.
ورفع المشاركون فى المسيرات لافتات، كان أبرزها لافتة "ثورة الفقراء"، للتعبير عن تدنى مستوى المعيشة، وتردى الخدمات، إذ تنقطع الكهرباء لما يقرب من 20 ساعة يوميا، فضلا عن اختفاء الوقود، مما يتسبب فى تكدس السيارات أمام محطات الوقود، كما اتهموا السراج وحكومته بإهمال الشعب الليبى، على جميع المستويات، لا سيما القطاع الصحى، مما أدى إلى تفشى جائحة كورونا.