بعد تصريحات المسماري.. هل تخترق مليشيات السراج اتفاق وقف اطلاق النار؟
لا تزال الأزمة الليبية، محل جدل وخلاف بين المحللين السياسيين، الذين انقسموا إلى طائفتين، منهم من يرى أن الأزمة إلى زوال، بعد إعلان فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها، يوم الجمعة الماضى، وقفا شاملا لإطلاق النار، فى جميع الأراضى الليبية، ومنهم من لديه مخاوف، يرى بموجبها أن وقف إطلاق النار الذى أعلنته حكومة الوفاق، فخا تركيا جديدا، جرى إعداده والاتفاق عليه من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وفايز السراج، لا سيما وأن تركيا حرصت مؤخرا على استخدام مرتزقة وإرسالهم للاقتتال فى ليبيا، كان آخرهم فيصل بلو، القيادي بتنظيم داعش الإرهابي، الذى شرعت تركيا فى إرساله إلى ليبيا.
مؤامرة تركية محتملة
وعلى الرغم من تعاطى دول عدة، على رأسها مصر، مع بيان السراج، وترحيبها بوقف إطلاق النار، تبدو من جديد مخاوف من مؤامرة تركية محتملة بالتنسيق مع حكومة الوفاق، تتجلى فيما أفاد به اللواء أحمد المسمارى، المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، من تصريحات، وصف فيها مبادرة رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، فايز السراج، بأنها تضليل للرأى العام، وأنها للتسويق الإعلامى فقط.
وقال، المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، إن مبادرة السراج التى جاءت لزر الرماد فى العيون، تمت كتابتها فى عاصمة أخرى، بحسب ما أفادت به قناة "العربية".
تحركات مشبوهة لمهاجمة الجيش الليبى فى سرت
وأضاف المسمارى أن مبادرة السراج جاءت بهدف التغطية على نواياهم الحقيقية بشأن الأوضاع فى ليبيا، مؤكدا أنه تم رصد حشدا كبيرا للمليشيات فى خط الهيشة القداحية زمزم، استعدادا لعملية عسكرية ضد الجيش الليبى فى سرت، كما تم رصد تحركات مشبوهة لوحدات بحرية على مدى الـ24 ساعة الماضية، على ما أفادت به وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأوضح المسمارى أن هناك فرقاطتين تركيتين، و3 سفن حربية، تتقدم نحو سواحل سرت، في وضع قتالي للهجوم على القوات المسلحة، منوها
وحذر المسمارى من أن أى عمل عدائى سيجابه بالقوة، وسيتم التعامل مع العدو إذا فكر فى شن هجوم على قوات الجيش فى سرت.
وكان فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها، قد أعلن، يوم الجمعة الماضى، وقفا شاملا لإطلاق النار، في جميع الأراضي الليبية.
وفى حين جاء بيان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها، مؤكدا أن تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح، وأن تقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها، إلى جانب دعوة السراج، إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة خلال شهر مارس المقبل، باتفاق الأطراف الليبية، جاءت المواقف العربية والدولية مرحبة بوقف العمليات العسكرية على الأراضى الليبية، باعتبارها خطوة على الطريق الصحيح من أجل حل الأزمة الليبية.
ترحيب بوقف إطلاق النار
فالموقف المصرى، الذى يعد الأبرز، لطبيعة العلاقة التى تربط بين الشعبين المصرى والليبى، والحدود المشتركة التى تجمعهما، تجلى فيما أعلنه الرئيس السيسى، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، حين كتب يقول: "أرحب بالبيانات الصادرة عن المجلس الرئاسى، ومجلس النواب فى ليبيا، بوقف إطلاق النار، ووقف العمليات العسكرية فى كافة الأراضي الليبية، باعتبار ذلك خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية، وطموحات الشعب الليبى فى استعادة الاستقرار والازدهار فى ليبيا، وحفظ مقدرات شعبها".
وتوالت المواقف المرحبة بوقف العمليات العسكرية فى ليبيا، إذ أعلنت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، عن ترحيبها الشديد ببياني المجلس الرئاسي ومجلس النواب الرامي لوقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية في البلاد، وقالت: "قرارات شجاعة ليبيا فى أمس الحاجة إليها في هذا الوقت العصيب".
كما رحبت إيطاليا، بالقرار الليبي، إذ أعربت وزيرة خارجيتها عن أملها في أن تشهد التطورات الأخيرة الناتجة عن بياني المجلس الرئاسي ومجلس النواب بشأن استئناف إنتاج النفط في ليبيا تنفيذًا ملموسًا على أرض الواقع، مشيرة إلى أن التطورات الأخيرة الناتجة عن بياني المجلس الرئاسي ومجلس النواب خطوة جريئة ومهمة نحو استقرار ليبيا.
فخ تركى بالتنسيق مع حكومة الوفاق
وعلى الرغم من ترحيب الدول بالقرارات المهمة التى شهدتها ليبيا، فإن هناك مخاوف لدى البعض، تمثلت فى التدخل التركى الرامى إلى زعزعة أمن واستقرار ليبيا، طمعا فى غزوها، والبقاء فيها أبد الدهر، بحسب تصريحات وزير الدفاع التركى، الذى سبق أن هدد ليبيا بأن تلقى نفس مصير قبرص.
وبعد يومين من إعلان السراج وقف إطلاق النار، جاءت تصريحات المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، التى كشفت عن المؤامرة المحتملة، فهل تخترق مليشيات السراج اتفاق وقف اطلاق النار؟.