ننشر توصيات ندوة الممارسات الإعلامية تجاه كورونا بجامعة القاهرة
أوصى المشاركون في الجلسة الأولى لملتقى كلية الإعلام المقام تحت عنوان "الممارسات الإعلامية تجاه أزمة كورونا ما لها وما عليها"، بضرورة الاهتمام بالوسائل الإعلامية الإليكترونية على اعتبار أنها أصبحت مصدرا لتشكيل الرأي العام الجماهيري.
ولفتت توصيات المشاركين إلى ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بتعزيز الجانب الأخلاقي للتعامل مع المحتوى الإعلامي الإليكتروني بجانب أكبر من الشفافية والمصداقية وتلافى نشر المعلومات من مصادر غير موثوقة، وحذر المشاركون من مخاطر الوقوع في الانتهاكات الأخلاقية الخاصة بنشر معلومات أو صور لضحايا الكوارث والأزمات تؤدي إلى انتهاك الخصوصية والحياة الشخصية الخاصة بأسر ضحايا أو مصابي فيروس كورونا.
وفي بداية الجلسة الأولى استعرضت د. ليلى عبد المجيد رئيس وحدة الجودة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، رؤيتها حول الممارسات الإعلامية تجاه أزمة كورونا، موضحة أن أزمة كورونا كشفت العديد من الممارسات الأخلاقية التي تحتاج إلى تقويم ومنع تواجدها في وسائل الإعلام والتي على رأسها منع ظهور المعلومات غير المنسوبة إلى مصادر ذات مصداقية وثقة، إضافة إلى منع نشر أقوال المصادر التي لا تتمتع بصلاحيات تمكنها من إعلان معلومات توضح الوضع الطبي وحقيقته، وذلك لتفادي نشر معلومات من تلك المصادر تساعد في نشر الشائعات التي ترتبط بأقوال وتصريحات تلك المصادر التي لا علاقة لها بصناع القرار.
وأوصت أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة بضرورة مراعاة الإعلاميين ضوابط مثل منع نشر صور ضحايا الفيروس من المتوفيين، ومنع الترويج لطروحات طبية غير صحية، وقصر الحديث في الأمور المتعلقة بالعلاج والوقاية على المتخصصين من العاملين في وزارة الصحة، مع الاهتمام بالترويج للخلفيات المعلوماتية المتعلقة بالفيروسات الوبائية وذلك عن التعامل مع الأزمات الصحية.
وأشارت د. ليلى عبد المجيد إلى ضرورة توجيه وسائل الإعلام إلى تخصص وقت فيها لتناول الشئون الصحية التي تخص الوقاية والتوعية والتثقيف الصحي والطبي وذلك بصفة دورية، وأوصت في ختام كلمتها إلى ضرورة اتجاه كلية الإعلام لإنشاء دبلومه في الإعلام الصحي.
وتحت عنوان "الثقافة الصحية بمفهوم جديد"، تناولت د. منى الحديدي، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعضو المجلس الأعلى للإعلام، عددا من التوصيات المتعلقة بالممارسات الإعلامية تجاه الازمات، والتي جاء على رأسها ضرورة الاهتمام باستمرار التأييد المستمر لسياسات الدولة التنموية خاصة في قطاع الرعاية الصحية، مع العمل على ضرورة جعل الإعلام الصحي في مقدمة اهتمام المخططين لوضع الخريطة البرامجية في القنوات الحكومية، والاتجاه نحو التوسع في مفهوم الإعلام الخدمي.
وحذرت عضو الأعلى للإعلام من الممارسات الإعلامية التي ظهرت خلال الفترة الماضية والتي كان من بينها التنمر ضد المتعافين من الإصابة بفيروس كورونا، وأسر ضحايا الفيروس، منوهة إلى أن الإعلام عليه أن يتجه نحو التوسع في جهود احتواء الآثار النفسية لانتشار الفيروس الوبائي.
وقالت د. منى الحديدي أن الممارسات الإعلامية تجاه أزمة فيروس كورونا دعت إلى ضرورة الاهتمام بالجانب التفاعلي الخاص بإنتاج الرسائل الإعلامية، موضحة أن الأزمة كشفت عن أهمية مصطلح المسئولية المشتركة التي تتعلق بضرورة تعزيز الدور الوقائي لوسائل الإعلام، وكذلك تفاعل الجمهور مع تلك الرسائل الإعلامية التوعوية بالاستجابة وذلك للتقليل من تأثيرات انتشار فيروس كورونا.
وخلال مشاركته في الملتقي العلمي الإليكتروني، قال د. خلف طاهات عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك بالأردن، أن أزمة كورونا كشفت عن سيادة نمط الاتصالات الأفقية الإعلامية، حيث ظهر ذلك على مستوى الأزمة الصحية لفيروس كورونا، حسب تعبيره.
ولفت عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك إلى أن الإعلام التقليدي فقد السيطرة على إمكانية تشكيل الرأي العام وتوجيهه وذلك في مقابل الإعلام الجديد الذي استطاع أن يكون قاعدة لتشكيل الرأي العام الجماهيري.
وأوضح د. طاهات أن الإعلام المتخصص جعل السوشيال ميدا مصدرا للمواطن وأنه كان أحد الأسباب التي نجم عنها تطور الأنماط الاتصالية.
بدوره قال د. عبد الرحمن هزاع، رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون السعودي سابقا إن أزمة فيروس كورونا أفرزت ضرورة الالتفات لجوانب التأهيل والتدريب الإعلامي، موضحا بأن المصارحة والشفافية هي أولى المعايير الواجب توافرها خلال فترة الأزمات الصحية والمجتمعية الكبرى.
وأشار "د. هزاع" إلى أن تحجيم منابع الشائعات يعد من أولى الطرق اللازمة لتجنب المصادر المضللة للمعلومات خلال أزمة فيروس كورونا، منوها إلى أن كلية الإعلام بإقامتها لفكرة الملتقى تؤكد على ضرورة الاهتمام بجانب تدريس أخلاقيات الإعلام وتأهيل الإعلاميين عليها، موضحا أن الوسائل الإعلامية خلال فترات الأزمات تهتم بالإسراع في عرض المعلومات وتناولها أحيانا من مصادر غير مؤكدة لرغبتها في تحقيق السبق والتفرد.
ولفت "رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون السعودي سابقا" إلى أن وسائل الإعلام في أزمة فيروس كورونا تحتاج لبناء الثقة بينها وبين جمهورها، إضافة إلى تبني خطاب إعلامي يوضح أهمية التركيز على المستوى الجاذب في الرسالة الإعلامية للمتلقي بصرف النظر عن الوسيلة المستخدمة.
وطالب "د. هزاع" بضرورة التفات وسائل الإعلام لمسألة أخلاقيات المهنة واعتبارها ليست قصرا على فئة من منسوبي المؤسسة دون أخرى وإنما هي مفهوم ذاتي يجب أن يتحلى به الجميع، مضيفا بضرورة التأكيد على أهمية ومسؤولية جمهور وسائل الإعلام فيما يجري الحديث عنه من جوانب سلبية أفرزها نشر تلك الوسائل للشائعات خلال الأزمة، وعدم تشبث هذا الجمهور بأية معلومة إذا لم تكن صحيحة في أساسها،
التأكيد على أهمية إيجاد الإعلامي المتخصص في أهم المجالات، وحث القطاعات الإعلامية والأكاديمية على توفير الفرص التدريبية المناسبة للإعلاميين للتخصص الإعلامي في العديد من الأنشطة التي يتطلبها الوضع الراهن.
من جانبها قالت د. سلوى العوادلي وكيلة كلية شئون التعليم والطلاب، إن هناك العديد من الممارسات السلبية والإيجابية التي ارتبطت في التغطية الإعلامية بفيروس كورونا، مشيرة إلى أن من تلك السلبيات انتشار الشائعات التي ارتبطت بمعلومات مزيفة والاعتماد على المصادر غير الموثوق فيها الأمر الذي يستلزم تقنين الممارسات الإعلامية والاعتماد على المصادر الموثوق فيها.
وأوضحت "وكيلة الكلية لشئون التعلم والطلاب" أن التضليل الإعلامي كان من ضمن سلبيات الممارسات الإعلامية التي ظهرت في بعض وسائل الإعلام، الأمر الذي يستلزم معه وجود كود إعلامي؛ من أجل رقابة كل ما يبث أو يعرض من خلال وسائل الإعلام ويكون أداة للرقابة والمحاسبة.
وذكرت د. سلوى العوادلي أن الممارسات الإعلامية المتعلقة بحملات التوعية ضد فيروس كورونا كان ولابد أن تركيزها على رسائل للصحة العامة، مثل سبل الوقاية والتشخيص وجميع الخيارات العلاجية، وتقديم ذلك بشكل مبسط من خلال التغطيات الإعلامية، وهو ما تحقق بشكل أو بآخر في بعض وسائل الإعلام، مشددة على ضرورة أن يتم ذلك في إطار يبتعد عن التضخيم والترويع، الذي يسبب الخوف والهلع لأفراد المجتمع.
وأوضحت "وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب" أن هناك حدا أدنى من المعلومات التي يجب أن تتضمنها حملات التوعية والتي من بينها ذكر مسببات المرض ومخاطره وتقديم المعلومات الوقائية، مشيرة إلى أن تلك تعد من الضوابط اللازمة في الممارسات الإعلامية تجاه أزمة فيروس كورونا.
وقال محمد رضا حبيب رئيس تحرير قناة الحياة أن الاعلام المصري نجح في اختبار ثقة الجمهور، واصفا التواصل الحكومي مع الاعلام بأنه كان ناجحا خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن الإعلام نجح في توصيل الوعي الصحي للمواطنين ولفت الانتباه إلى جهود الجيش الأبيض من أطباء مصر وجهودهم في احتواء انتشار الفيروس.
وأوضح "رئيس تحرير قناة الحياة" أن أزمة فيروس كورونا تتطلب ضرورة تأهيل الكوادر الإعلامية أكاديميا على مفهوم الأخلاقيات الإعلامية، والعمل على تقديم أنشطة تدريبية على الممارسات الأخلاقية، منوها إلى أن الإعلام المصري نجح في الرد على الحرب الإعلامية الخارجية التي كانت تتم ضد مصر في تركيا ونجح الإعلام في مواجهتها.
وشدد "حبيب" على ضرورة عدم تخلي الإعلام عن دوره في التوعية بجهود منع انتشار الفيروس واحتواء آثاره، من خلال التوعية المستمرة حتى يتم القضاء على انتشار الفيروس العالمي نهائيا، مشيرا إلى أن الإعلام قد يكون سببا من أسباب انتشار الفيروس إذا ما تخلى عن جهود التوعية المستمرة.
من جانبها قالت تغريد حسين رئيس قناة النيل الدولية أن الإعلام المصري اتجه إلى الاهتمام بفيروس كورونا وأنه اهتم بتصدير المعلومات عن حقيقة وضع الفيروس في مصر وتطوره من باب الاهتمام بنقل الحقيقة وعدم التطرق لفلسفة التجاهل أو التهوين من تداعيات فيروس كورونا.
وقالت "حسين" أن الممارسات الإعلامية تجاه الازمات الصحية في مصر تعد ذات خبرة محدودة لاسيما مع عدم انتشار فيروس وبائي في مصر قبل انتشار فيروس كورونا على الصعيد الدولي، منوهة إلى أن الضوابط والالتزامات المهنية لابد وأن تأتي أولا من القائمين على إدارة القنوات والوسائل الإعلامية على اختلافها وضرورة وجود كود أخلاقي يساعد العاملين في المجال الإعلامي على منع التطرق للجوانب التي قد تؤدي إلى انتشار الشائعات والتحقق من مصادر المعلومات ودرجة ثقتها لدى الجمهور لتفادي انتشار المعلومات المغلوطة غير المنسوبة إلى مصادر مؤكدة إضافة إلى التأكيد على عنصر الوقت وتوقيت نشر المعلومات المناسب الذي يمنع وجود مصادر تنشر الشائعات والمعلومات المضللة.