"ختم السلخانة والشواء على الفحم".. كيف تعامل المصري القديم مع الأضحية
بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقيام الكثير من الأسر بذبح الأضاحي وتوزيع بعضها على الأقارب والجيران والفقراء فإن أغلبية البيوت في مصر والعالم الإسلامي تقوم بشواء اللحوم كطقس ثابت، حتى أن المصريين يطلقون على عيد الأضحى "عيد اللحمة" فهل كان الأجداد يمارسون الشواء وما هي الأدوات؟.
وقال مجدي شاكر كبير أثريين، كان أجدادنا المصريون يقومون باختيار أفضل أنواع الثيران لذبحها وتقديمها كقرابين وأضحية، وذلك في موسم الحج إلى أبيدوس، حيث سجلت جدران المعابد مشاهد تلك المواكب التي يسوق فيها المصريون القدماء القرابين، وكان لديهم طقوس للذبح وللتأكد من سلامة الذبيحة.
وأشار أنه كان فى كل معبد مكان مخصص ومجهز له أربعة أعمدة ويشبه إلى حد كبير السلخانة حاليًا حيث تتم فيها عمليات الذبح، وقبل القيام بها كان الكهنة يقومون بالكشف على الحيوان المضحى به حيث يقومون بمراقبة قيامه وقعوده للتأكد من سلامته وعدم وجود عيب خلقي به.
وتابع شاكر، كما كانوا يفحصون لسانه للتأكد من خلوه من الأمراض والفطريات وملاحظة نمو الشعر نمو طبيعى فى ذيله وفى حالة الموافقة على الذبيحة كان يوضع ختم للسماح بذبحه ثم يقوم صاحبه يتزيينه بالزهور ووضع جرس فى رقبته ليصدر صوتا أثناء سيره فيفسح له الطريق وليعلم الفقراء أنه أضحية فلهم نصيب فيه.
وأضاف كان يتم الذبح، ثم يقوم الكاهن بتفحص الدماء عن طريق الشم للتثبت من صلاحية أكله ويوزع جزء للمعبد وجزء لصاحبه وجزء للفقراء ثم يتم الشواء وكان يتم تجفيف اللحوم بوضع ملح عليها وتعليقها فى الهواء.
وعن أدلة ذلك قال شاكر إن المصرى القديم لم يترك صغيره أو كبيره إلا ووثقها على جدران المعابد أو المقابر بدءً من الحروب وحتى أدق تفاصيل الحياة اليومية حيث وجدنا كثير من المناظر والنماذج تُظهر أن المصري القديم عرف " الأكلات المشـوية ".
حيث صور الفنان المصرى القديم عمليات الشواء التي يقوم بها أحد الطهاة "شيف" حيث وضع بطة فوق ما يشبه الشواية، واستخدم الأدوات المعتادة الآن حيث وضعها على الفحم وقام باستعمال المروحة التى صنعها لتسهيل عملية نفخ النار.