أستاذ آثار: اسم "جبانة المماليك" خطأ.. وأعمال الهدم لن تضر بالقاهرة التاريخية
قال الدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن المنطقة المشهورة بجبانة المماليك، ليس هذا هو اسمها التاريخي، وقد أطلقت عليها هذه التسمية إبان الحملة الفرنسية، حيث كان الفرنسيون على خلاف دائم مع المماليك، فأطلقوا على المنطقة التي تحوي أجمل العمائر المملوكية، وأرقى المباني الوظيفية اسم قرافة أو جبانة المماليك.
وأضاف الكسباني في تصريحات إلى الفجر: يخطئ من ظن أن المنطقة التي اعتنى بها سلاطين المماليك توقف البناء فيها على القبور والأضرحة وفقط، فكل سلطان أو أمير، كان حريصًا على بناء مجموعة معمارية متكاملة، فهي بحق حي السلاطين والأمراء، حيث نجد المدارس والخانقاوات، والقصور، والأسبلة، وكل ما كان يحتاجه الناس، وألحق كل سلطان أو أمير مدفنه بمجموعته وهو ما كتب لهذه الأضرحة الخلود عبر الزمن.
وتابع أن منطقة آثار المماليك المشهورة بـ "صحراء المماليك" والتي بها 36 أثرًا مسجلًا، تختلف عن منطقة مقابر الغفير، التي زحف إليها أهل القاهرة عبر المائة سنة الماضية وقاموا ببناء مقابر لهم فيها، وحرص الأغنياء وعلية القوم منهم على تقليد الطراز المملوكي القديم.
أراضي الجبانات ملكية عامة
وأكد الكسباني أن أراضي الجبانات على مستوى الجمهورية، وفقًا للقانون، هي من أملاك الدولة، ولها الحق أن تستردها وقتما تشاء، وخصيصًا إن كان ذلك للمنفعة العامة.
وعلق الكسباني على عمليات الهدم الأخيرة الجارية في شارع قانصوة، بمنطقة مقابر الغفير قائلًا، في البداية هذه أملاك دولة، والمدافن كلها ملك لأهالي، وقد قامت الحكومة بإنذار أصحاب المدافن قبل الهدم بفترة 6 أشهر، حيث قاموا بإخلاء المقابر، ونقلها إلى مدافن 15 مايو، حيث عوضت الحكومة كل صاحب مدفن بـ 30 مترًا هناك.
المدافن الحديثة لا ترقى للتسجيل الأثري
وأشار، إلى أن المدافن بعضها على الطراز المحاكي للطراز المملوكي القديم، إلا أنها لا ترقى للتسجيل الأثري، ولا تدخل في حيازة الآثار من قريب أو بعيد، وتلك الطرز نستطيع تقليدها الآن بمنتهى الدقة، فهل إن صنعنا مثلها تحولت لأثر، وكان الأولى بها أن تسجل كطراز معماري متميز.
وأكد الكسباني أن المدافن التي تحمل قيمة تاريخية مثل مدفن عبود باشا، ومدفن شيوه كار، ومدفن أحمد باشا سري، ومدفن صلاح الجارحي، وغيرها لم تمسها يد الهدم.
الهدم لن يضر بالقاهرة التاريخية
وتابع قائلًا: إن الهدم الذي جرى في شارع قانصوه لم يقع في نطاق القاهرة التاريخية، بل هو في الشريط المحيط بها، ولا خلل في نسيجها العمراني بتوسعة الشارع الذي هو جزء من تطوير المنطقة ككل، حيث تحرص القيادة الحالية على الأثر وتعمل على تطويره وتحويله إلى مزار سياحي يصبح مصدرًا من مصادر الدخل القومي.
تعويضات واحترام لهيبة الموت
وختم الكسباني كلماته قائلًا، إن النظام الذي تم اتباعه في استرداد أراضي الدولة في منطقة شارع قانصوه، حرص على احترام هيبة وحرمة الموتى، حيث تم إبلاغ أصحاب المدافن بالإخلاء وهو ما تم بالفعل، ثم تم تعويضهم عن مدافنهم، وأكد أن كل ما يجري في الشارع هو توسعة وفقط ولا يوجد أي مخطط لعمل كوبري حفاظًا على قبة قانصوه أبو سعيد التي تتوسط الشارع.