"غواصين الخير".. أبطال تطوعوا لانتشال 16 جثمانًا على مدار أسبوعين (صور)

عاشت الإسكندرية على مدار أسبوعين حالات مؤسفة من غرق المواطنين وبالتحديد على شواطئ العجمي، ومنها شاطئي "النخيل والصفا"، وكان الضحية غرق (16) شخص، بسبب عدم الإلتزام بالتعليمات والنزول إلى الشواطئ فجرًا، وتسللهم مبكرًا قبل وصول الأجهزة التنفيذية.


وعلى مدار الأسبوعين الماضيين وقعت الحادثتين، وكان لرجال الإنقاذ "غواصين الخير" دورًا هاما في انتشال جثامين الضحايا، برغم خطورة الشاطئ، وارتفاع الأمواج وانعدام الرؤية في الاعماق، ولكن بكل عزم وإرادة استطاع الفريق البحث وتعريض حياتهم للخطر حتى استطاعوا انتشال (16) جثمان من شاطئ النخيل والصفا.


وقال الكابتن "إيهاب المالحي" رئيس لجنة الإنقاذ البحري وحماية البيئة بالإسكندرية ومطروح "للفجر": إنه منذ أسبوعين بدأت الواقعة الأولى للغرق بشاطئ النخيل بالعجمي، وتلقيت اتصالًا بأن هناك 12 غريق، وكلفت فريقي من الغواصون للذهاب والبحث حتى أصل لهناك، حيث أنني أسكن في منطقة ابعد عن العجمي.


وتابع: توجهت على الفور إلى الشاطئ وعلى مدار أسبوعين، كان الفريق بأكمله يحاول البحث عن "أيمن وشادي" من أبو المطامير في محافظة البحيرة، أما أول 8 جثامين فقد طفوا على سطح البحر، وكان من السهل انتشالهم.


وطالب الكابتن «إيهاب» من الجميع الحرص على حياتهم وعدم تعريضها للخطر، ومتابعة الطقس وحالة البحر قبل النزول، والالتزام بتعليمات المحافظة.


وقال "رأفت حمزة" الأستاذ المساعد بكلية تربية رياضية بنين بقسم الرياضات المائية، نحن فريق كبير متطوع يسمى فريق متطوعي الغوص الخيري، ونحن على مستوى المحافظات، والهدف من عملنا أن نجبر بخاطر بأهل الغرقى، وهو ثواب وكبير وعظيم عند الله، وإخراجهم من البحر قبل تعرضهم لعوامل البحر "كالتصبن" أو تمزق الجثامين.


وتابع بالنسبة للحوادث الأخيرة، فكان أصعبها وجود 3 من أسرة واحدة اثنين اشقاء وابن عمتهم من كوم حمادة غرقى شاطئ النخيل، ومر الحادث بتغيرات كبيرة جدا، لم نتوقعها، كتأخر ظهور الجثامين، أما الحادث الثاني وهو "بشاطئ الصفا"، وكان 4 من أسرة واحدة نزولوا البحر بعد الفجر، وحاولوا الاستغاثة ولكن لم يكن وقتها هناك أحد للمساعدة فغرقوا جميعا، الجثمان الأول كان لغادة رجب وعمرها (19) عام، ولديها طفلين "مكة" بعمر عامين وطفل بعمر (4) أشهر، أما الثاني كان لأخاها محمد رجب (15) عام، وخرج هو أيضا في نفس اليوم، ولكن تبقى جثامين خرجوا في صباح اليوم التالي، نظرا لعدم وجود حواجز صخرية، أو موانع لظهور الجثامين.


وأضاف نحن «مؤسسة غير رسمية» ولكنا اتخذنا قرار بأن يكون لنا ملابس تميزنا كفريق انقاذ، لأن عددنا كبير فوق ال (200) غواص، وسيكون باللوان فسفورية، ليعرفنا الناس بأننا مجموعة انقاذ للخير، ومكتوب عليه غواصين مصر المتطوعين للخير، ليكون زيًا رسميا لنا، ونرتدي هذا الزي فوق بدلة الغوص.


وتابع أن الحوادث المتكررة في "شاطئ النخيل" سببها الحواجز الصخرية فهي مفرغة من الأسفل، تسحب المياه وتسبب الدوامات،فتؤدي للغرق، ويوجد كهوف في الاسفل مظلمه الذي يدخل بها لا يستطيع الخروج منها، جربت الدخول لها ووجدت صعوبة في الخروج منها.


وأضاف لن أنسى كلمات "والد شادي" عندما قال لي "عايز قطعة من ابني عشان ادفنه"، فكلماته أثرت في، وأردت إخراج ابنه له بأي طريقة، فأنا "أب"، وإذا شعرت بتعب أحد من بناتي كأنني انا المريض، فكل أب يشعر بألم اطفاله، ويتمنى أن لا يحدث لهم مكروه.


وقال "رأفت حمزة" الجثمان يحدث له تغيرات بعد ثلاثة ايام وهي مرحلة انتفاخ الجثمان، ويطفو لوحده على سطح البحر إذا لم يكن عالقا بين الصخور، وهناك مرحلة أخرى بعد خمسة ايام وهي مرحلة "التصبن"، ويبدأ الجثمان أن يكون منزلقًا وقد يسقط الجلد.


وناشد المصطافين بالالتزام بالتعليمات، وعدم النزول للشاطئ، خاصة بعد الحوادث الأخيرة فالبحر غير مستقر، وإذا كان الشخص لا يستطيع السباحة يفضل نزوله بعوامات، أو عدم النزول نهائيا، وعدم تناول الطعام أو شرب مياه كثيرة قبل النزول، وعدم النزول في أوقات لا يوجد بها منقذين على الشاطئ، وضرورة ارتداء ملابس مناسبة للبحر لا تساعد على الغرق وأن تكون خفيفة، ويمنع منعا باتا نزول أصحاب الأمراض المزمنة واطالبهم لا تعرضوا حياتكم للخطر.